السبت 11/مايو/2024

قطاع الدواجن في غزة.. الأفضل منذ 10 أعوام

قطاع الدواجن في غزة.. الأفضل منذ 10 أعوام

عشر سنوات مرت على حصار قطاع غزة شارفت فيها الكثير من القطاعات المهمة على الانهيار، فيما تعرض بعضها لخسائر فادحة نتيجة الحصار الذي طال أبسط مقومات الحياة لهذه القطاعات من جهة، ونتيجة الاعتداءات والحروب الصهيونية من جهةٍ أخرى.

ويلعب قطاع الدواجن جزءًا مهماً من دورة الاقتصاد الوطني الفلسطيني لما يساهم في تعزيز الاقتصاد وثبات دورته.

 1433 مزرعةويساهم قطاع الدواجن بما نسبته 40 إلى 50% من إنتاج الثروة الحيوانية، وبناء عليه، فإنّ قطاع إنتاج الدواجن يمثل جزءًا كبيراً وحيويًا من الاقتصاد الفلسطيني.

وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” فإنّ 1433 مزرعة تقام على مساحة 422 دونما، منها حوالي 1000 مزرعة منزلية في قطاع غزة، ويعتاش من خلالها أكثر من 2500 عائلة.

قرارات ناجعة
“استيراد الدجاج المجمد كانت تمثل إحدى المشاكل الأساسية التي يعاني منها قطاع الدواجن المحلي والتي كانت أحد أسباب كثير من الخسائر لهذا القطاع” كما يقول عبد الباسط السوافيري منسق الأسعار في الجمعية الزراعية للفقاسات والدواجن في غزة.

ومع منع وزارة الزراعة بغزة دخول الدجاج المجمد كأحد الحلول لإنعاش قطاع الدواجن، بدأ هذا القطاع بالتعافي شيئاً فشيئا إلى أن اتخذت قراراً آخر وصفه أصحاب المزارع بـ”الجريء والمدروس”  وهو فتح باب المنافسة لإدخال البيض المخصب دون تحديد للكميات، ما كان له الأثر الكبير والإيجابي على جودة المنتج النهائي.

وثّمن السوافيري في حديثه لـمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عالياً هذا القرار لما له من نتائج إيجابية على تربية الدواجن في قطاع غزة، حيث وصفت الوزارة بدورها العام الحالي بالأفضل منذ عشرة أعوام في إنتاج الدواجن.

دور الوزارة
وأرجع السوافيري، التقدم في الإنتاج الزراعي لقطاع الدواجن إلى التفهم الذي أبداه وكيل وزارة الزراعة الجديد محمد جاد الله، لافتاً إلى جهوده في خدمة ورعاية قطاع الدواجن واتخاذه كافة القرارات التي من شأنها الحفاظ على المزارع الفلسطيني وعلى ديمومة العمل والإنتاج المحلي.

وقال: “لم يبخل وكيل الوزارة علينا يوماً في تقديم ما يلزم من حلول لكافة المشاكل والأزمات التي واجهت وتواجه قطاع تربية الدواجن وتسويقها والحفاظ على استقرار أسعارها على مدار العام، فكانت سياسته سياسة الباب المفتوح والاستماع لكافة المشاكل والشكاوى المتعلقة في هذا المجال في آلية لم نعهدها من قبل”.

ويوضح أبو حمد المسؤول في وزارة الزراعة، أنّ إجراءات الوزارة على البيض المخصب والمواصفات الفنية أدت إلى إنتاج صوص جيد، لافتاً إلى أنّ “هناك انخفاض في معدل الشكاوى الناتجة عن سوء العلف والغش فيه، والذي نتج أيضاً عن إجراءات الوزارة المشددة” بحسب المتحدث.

وأشاد السوافيري بدور الوكيل، مبيناً أنه كان له بصمة في كثير من القضايا التي تهم المزارعين، كان أهمها أزمة غاز التدفئة، مضيفاً: “عانى المزارعون وعلى مدار سنوات سابقة من أزمة خانقة في غاز التدفئة كان لها الأثر السلبي على تربية وإنتاج الدواجن، وكلّف ذلك خسائر فادحة أدت إلى توقف كثير من المزارعين عن التربية طيلة فصل الشتاء تخوفاً من التجارب السابقة لأزمة غاز التدفئة، مما تسبب في ارتفاع أسعار الدواجن على المستهلك العادي طيلة فصل الشتاء”.

نتائج إيجابية
ويوضح السوافيري، أنّ المنافسة على المنتج “البيض المخصب” بين الفقاسات واستيراد أجود السلالات من دول ومصادر عالية الجودة في الإنتاج، على عكس ما كان سابقاً حيث كان الاستيراد لا يكاد يكون إلا من مصدر واحد وهو “إسرائيل” بحيث ما كان يتم استيراده من البيض المخصب هو أردأ الأنواع بناءً على طلب بعض الفقاسات، وذلك لأن هذه الفقاسة أو تلك كانت ضامنة للحصة المسموح لها باستيرادها، والفقاسات الأخرى كانت مقيدة بالكمية المخصصة لها.

وبحسب طاهر أبو حمد مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” فإنّ قطاع غزة أنتج في عام 2015 (25 مليون دجاجة)، مقارنة بعام 2014 حيث أنتج (21 مليون دجاجة) نفق منها 3.5 مليون دجاجة في الحرب وموجات الحر، بالإضافة إلى التحسين في جودة الإنتاج اللحام والبيض.

ويبين السوافيري، أنّ النتائج الملموسة أيضاً بهذا الخصوص؛ النجاح غير المتوقع والذي لم يسبق له مثيل لتربية الدواجن خصوصاً في شهري يوليو وأغسطس وعلى غير العادة حيث أوزان الدجاج وصلت إلى 2 – 3 كجم للدجاجة الواحدة في فترة قياسية على غير ما عهده المزارعين في هذا التوقيت من كل عام حيث الضعف في الإنتاج والتحويل.

ويشير المسؤول في الجمعية الزراعية، أنّ هناك فرقا هائلا ظهر واضحاً في تقليص حجم  كميات الأدوية والعلاجات المستخدمة في فترة التربية، ما عزاه السوافيري لـ”جودة البيض وبالتالي جودة الكتاكيت والدواجن، حيث النجاح الملحوظ في التربية وفي قلة أعداد نفوق الدواجن”.

ويلفت إلى أنّ نسبة فقس البيض المخصب في الفقاسات في هذه الفترة وصلت إلى 85%، مقارنة بالنسب المتدنية في الفترات السابقة.

مشاكل ومعوقات
ويبين مدير الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة، أنّ أهم المشكلات التي تواجه هذا القطاع هي أنّ بعض المزارع تحتاج إلى إعادة تأهيل، بالإضافة إلى تذبذب الأسعار الذي يؤدي بدوره إلى خسائر تصيب المزارعين.

ويوضح أبو حمد، أنّ سيطرة التجارة بشكل كبير على هذا القطاع والتحكم بالمزارعين له دور مهم في إعاقة نمو هذا القطاع، مبيناً أنّ بعض التجار يقوم بتوريد العلاجات للمزارعين دون استشارة الطبيب البيطري، مؤكّداً أن الوزارة تحاول معالجة هذا الجانب.

وكشف المسؤول، عن حاجة قطاع غزة إلى مسلخ مركزي كبير لاستيعاب الفائض في الإنتاج.

وانعكست إجراءات الحصار “الإسرائيلي” المفروضة على قطاع غزة للعام العاشر على التوالي على الكثير من مناحي الحياة، إلى جانب الأثر المباشر على الاقتصاد في القطاع، إلا أن قدرة التكيف مع الظروف التي أوجدها الحصار مكنت الفلسطينيين من التغلب على الكثير من العقبات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...