السبت 28/سبتمبر/2024

أحمد وهنادي المغربي.. يجمعهما الأسر بعد 14 عاما ويحرمهما اللقاء

أحمد وهنادي المغربي.. يجمعهما الأسر بعد 14 عاما ويحرمهما اللقاء

لم يكتفِ الاحتلال باعتقال أحمد المغربي منذ ما يقارب 14 عاما، حتى قام بتوسيع دائرة استهدافه لعائلته باعتقال الزوجة هنادي المغربي من مخيم الدهيشة قضاء بيت لحم (جنوب القدس المحتلة).

هنادي المغربي، أم لأطفال ثلاثة أبصروا النور في هذه الدنيا على وقع غياب والدهم خلف قضبان الاحتلال؛ فمحمود (14 عاما) وُلد بعد أشهر قليلة من اعتقال والده عام 2002، أما التوأم سندس ونور فقد وضعتهما زوجة الأسير نتيجة عملية تلقيح صناعي أجرتها زوجته بواسطة نطف تم تهريبها عام 2013 من زوجها الأسير المحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة لـ 18 مرة.

اقتحمت قوات عسكرية صهيونية، ليلة (السبت/ الأحد)، منزل عائلة الأسير المغربي في مخيم الدهيشة قضاء بيت لحم، واختطفت زوجته هنادي من بين أطفالها الثلاثة، لتضيف إلى معاناة هذه العائلة فصلاً جديداً يلي مطاردة الأب ومحاولات اغتياله المتكررة مروراً باعتقاله والحكم عليه بالسجن المؤبد، وانتهاءً بهدم منزل العائلة مرات عديدة قبل اعتقال زوجته.

يقول يوسف المغربي، والد الأسير، “الاحتلال لم يترك أي جريمة إلا وفعلها ويفعلها، دهم الليلة الماضية منازلنا جميعا، وآخر منزل كان منزل أحمد، فتشوه وخرّبوا محتوياته، وقلبوه رأساً على عقب”.

وأوضح المغربي في حديث لـ “قدس برس”، أن قوات الاحتلال قامت بعمليات تفتيش دقيقة في منزل نجله الأسير استغرقت ساعتين كاملتين، وعقب الانتهاء منها قام جنود الاحتلال بالاقتراب من هنادي وتقييد يديها وتعصيب عينيها بالكامل ومن ثم دجّها في مركبة عسكرية ونقلها إلى مكان مجهول.

وأضاف “دوماً نتوقع اعتقال أي فرد في العائلة؛ رجالاً ونساءً، لكن ما يشغل بالي اليوم هو الطفلتان اللتان تركتهما الأم وراءها رغماً عنها”.

وأشار إلى أن عائلته نالت نصيباً كبيراً من اعتداءات الاحتلال التي لا تزال متواصلة على الدوام، قائلاً “لقد تعودنا على إجرام الاحتلال، هدموا منازلنا مرات عديدة، استشهد ابني محمود خلال انتفاضة الأقصى، واعتقل ابني علي، وحكم عليه بالسجن المؤبد قبل الإفراج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار وإبعاده إلى قطاع غزة، وكل ذلك لن يفت من عضدنا”، كما قال.

وانتقد المغربي، ما وصفها بحالة “التخاذل والصمت الفلسطيني والعربي والدولي” إزاء اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة بحق الفلسطينيين، متسائلاً “بأي ذنب تعتقل الأم، وبأي ذنب يخطف الاحتلال الحضن الدافئ لهاتين الطفلتين، وبأي ذنب يصمت العالم أجمع عن تلك الجرائم”.

ويذكر بأن أحمد المغربي كان من ناشطي الانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2000، وبات مطلوباً للاحتلال بعد استشهاد أخيه محمود، وتعرّض لعدة محاولات اغتيال نجا منها قبل اعتقاله عام 2002.

ساعد أحمد المغربي في تنفيذ عدة عمليات استشهادية ضد أهداف صهيونية في مدينة القدس، وتعرّض منزله للهدم مرتين؛ الأولى قبل اعتقاله بشهرين والثانية عقب اعتقاله مباشرة.

لم يكتف الاحتلال باعتقال المغربي والحكم عليه بـ 18 مؤبدا، بل زاد في عذاباته من خلال عزله في زنزانة انفرادية منذ عام 2004، بحجة قيامه بالتخطيط  لعمليات من داخل السجن، واستمر عزله بشكل متواصل حتى انتزاع الأسرى الفلسطينيين من خلال إضراب جماعي عن الطعام لقرار بإنهاء العزل الانفرادي لـ 12 أسير فلسطيني خلال عام 2012.

الأسير المغربي هو من مواليد مخيم عين الحلوة في لبنان عام 1974، وتنقل بين العديد من الدول العربية، منها السودان وليبيا بعد أن أمضى فترة طفولته في لبنان، وحصل على الثانوية العامة من ليبيا، وعاد إلى فلسطين عام 1996، وبدأ دراسته الجامعية بتخصّص “إدارة الأعمال” في رام الله قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات