الجمعة 26/أبريل/2024

أيتام غزة لمصر: افتحوا معبر رفح

بوجوههم الشاحبة وعيونهم اللامعة من أثر الدموع وأجسادهم النحيلة زحف أيتام غزة على عتبات السفارة المصرية بالقطاع؛ لعلهم يجدون مَن وضع الله في قلبه ذرة من رحمة ويستجيب لاستغاثاتهم وصرخاتهم البريئة.

عشرات الأيتام تحولقوا حول بوابة السفارة المصرية صباح اليوم الخميس (16-1) باحثين عن من ينصت إلى أنين قلوبهم الدامية، أو أوجاع أمهاتهم الباكية في بهيم الليل المرير، أو أنات أقاربهم وأصدقائهم الذين يتمنون الحرية ولا يجدونها.

جُلّ هؤلاء الأطفال يتطلعون إلى كاميرات الإعلام التي كانت ترصد ملامحهم من كثب علهم يجدون من يرقبها فيرق قلبهم لمأساة استمرت لأكثر من عشر سنوات من الإغلاق والحصار والحرمان.

صرخة يتيم

“ليش يسكروا المعبر؟! شو ذنبنا؟!” .. هذا ما صدح به الطفل عمرو عبد الحميد، وهو يناشد عبر “المركز الفلسطيني للإعلام” كل من له ضمير حي بأن يفتحوا معبر رفح.

يقول الطفل عبد الحميد بفصاحة لسان أدهشت الحاضرين: “لا تدعوني أموت وأنا أبكي أبي، وأبكي الحصار، وأبكي المرض، فنحن نستصرخكم باسم كل الأطفال الأيتام: افتحوا المعبر”.

ويضيف: “نستصرخكم باسم المتألّمين والمتأمّلين؛ لا تتركونا نموت أمام أعينكم وأنتم تغلقون المعبر”.

ومضى يقول: “بالله عليكم لا تنسوني، ولا تقتلوا البراءة في عيوني، فإني ما زلت أحبكم رغم أنكم لا تحبونني”، داعياً إلى فتح معبر رفح من أجل التواصل مع كفلائهم بعد أن حرموا من آبائهم.

من لي؟!

أما الطفلة يارا عبيد فتساءلت عن ذنب الأطفال الأيتام أن يغلق في وجوههم المعبر وهم يكابدون مرارة فقد الأب والحنان من جهة، ومرارة الحصار من جهةٍ أخرى.

وقالت: “اتقوا دعوة المظلوم، فالأيتام يموتون كل يوم ولا يجدون من يرحمهم أو يحنو عليهم سوى خالقهم”.

وتساءلت ببراءة: “كيف يسمح لليهود وغيرهم من السياح دخول مصر، ونمنع نحن الأيتام من العبور منها؟!”.

واختتمت كلمتها بجملةٍ حزينة: “مات أبي فمن لي؟!”.

الأرملة أم عماد ناشدت بصوتها الذي خنقته العبرات، القيادة المصرية بفتح معبر رفح، وأن ترأف بحال من وصفتهم “بأبنائهم وإخوانهم”.

وتوجهت برسالتها للشعب المصري: “نحن وأنتم أصحاب قضية واحدة، فماذا فعل بكم أهل غزة حتى تغلقوا المعبر”.

وأضافت: “نحن ممنوعون من العلاج، ممنوعون من التعليم، ممنوعون من السفر خارج البلاد.. لماذا وبأي حق؟!!”.

وبنبرة حزينة مضت متسائلة: “ألا يكفي الحصار وظلم الأعداء؟، نحن لا ولن نؤذيكم ليبقى سؤالنا لكم: متى تفتحوا المعبر؟!”.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات