عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

داني ديان.. السفير المستوطن الذي ترفضه البرازيل

داني ديان.. السفير المستوطن الذي ترفضه البرازيل

صدمة جديدة غير متوقعة تلقتها “إسرائيل” بُعيد رفض البرازيل الموافقة على الشخصية التي نسَّبها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كسفير لها، هذه الصدمة جعلت “إسرائيل” تقف موقف العاجز أمام هذا الرفض، الذي يعكس حالة من الحصار لدولة الكيان نتيجة لما تقوم به من ممارسات غير قانونية ولا أخلاقية.

وفي قراءة لطبيعة الموقف البرازيلي، وما قابلة من رد فعل صهيوني، ألقى قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” الضوء على متابعة الإعلام العبري لهذا الموقف.

صلَف صهيوني
صحيفة يديعوت، قالت إن “إسرائيل” تلقت عدة رسائل من البرازيل بصورة غير مباشرة تفيد برفضها اعتماد ديان سفيرا لديها، وبلورت وزارة الخارجية “الإسرائيلية” تقديراتها حول الموقف البرازيلي بعد تحليل الرسائل التي وصلتها، وتبين بموجبها أن البرازيل قررت نهائيا عدم المصادقة على تعيين ديان.

وذكر مراسل صحيفة معاريف، يائير كراوس، نقلا عن “تسيفي حطبولي” نائبة وزير الخارجية “الإسرائيلية” أنها أعدت خطة عمل لمواجهة الرفض البرازيلي، لأنها لن تسمح بتسجيل هذه السابقة بمنع قبول دبلوماسيين إسرائيليين على خلفية مواقفهم الأيديولوجية، معلنة عن لقاء ثلاثي سيجمعها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وديان نفسه، على أن تصدر قرارات بالاستمرار في اتخاذ خطوات تجاه البرازيل، من خلال وضع جدول زمني للتعامل مع هذه الأزمة الناشبة معها.

وقالت حطبولي: إن تصاعد الأزمة مع البرازيل جاء بسبب ضغوط تمارسها منظمات مناصرة للعرب داخلها، لكن رفضها الموافقة على تعيين ديان يعتبر بالنسبة لـ”إسرائيل” خطا أحمر لن تتنازل عنه، دون الدخول في مسألة فرض عقوبات على برازيليا.

أضرار ومخاوف
وبحسب صحيفة معاريف طالبت الجالية اليهودية في البرازيل -التي تقدر بنحو 120 ألف يهودي- الحكومة الإسرائيلية بعدم إبداء تنازلات في تعيين ديان بسبب مواقفه السياسية، “لأنه إذا قدمت تل أبيب أي تنازل ما، فإن ذلك سيتسبب بأضرار كبيرة للجالية اليهودية هناك، وهذه الأزمة تعتبر فرصة لاختبار قدرات إسرائيل، مما يتطلب منها أن تكون عنيدة في هذا الخيار”.

ووفقا لمصدر مسؤول في الجالية؛ فإن أوساط الجالية اليهودية في البرازيل ذكرت أن استمرار الصراع العربي الإسرائيلي أثر سلبا على اليهود هناك، لأنهم باتوا يواجهون مظاهر معادية للسامية، وفقا لادعائهم، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من البرازيليين ضد تعيين ديان سفيرا لدى بلادهم، ولا يكاد يمر يوم دون أن يتناول الإعلام البرازيلي هذه القضية، متضمنا مقالات تعارض هذا التعيين.

من هو داني دايان
وداني ديان هومستوطن وناشط سياسي صهيوني كان رئيس مجلس إدارة مستوطنات الضفة الغربية من عام  2007 وحتى 2013.

ولد  ديان في 1955 في الأرجنتين، وهاجر إلى “إسرائيل” في عام 1971، نشأ في “تل أبيب”، وخدم سبع سنوات ونصفا في الجيش الإسرائيلي بوحدة “مركز البيانات ونظم المعلومات”، وهي وحدة الكمبيوتر الأولى التي أنشأت في الجيش الإسرائيلي، وتم تسريحه برتبة نقيب، كما خدم في لواء الإحتياط وحصل على رتبة رائد، ومنذ بداية الثمانينات كان يعيش في مستوطنة معاليه شومرون، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة مستوطنات الضفة وعضوا في أمانتها العامة، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد وعلوم الحاسوب الآلي من جامعة بار إيلان وما جستير في العلوم المالية مع مرتبة الشرف من جامعة “تل أبيب”، ودرًس مادة الإقتصاد والتمويل في جامعة أرئيل.

ويعتبر ديان من مؤسسي بيت التراث “أوري تسفي غرينبرغ” وعضو مجلس إدارته حتى تعيينه سفيرا، خدم أيضا في أوقات مختلفة كعضو في الجمعية العمومية لهيئة الإذاعة الإسرائيلية، وعضو مجلس “ياد فاشيم”، ومدير اللجنة التنفيذية بجامعة أرئيل.

كان ديان زعيما لحركة “هتحيا” من (1985-1992) وممثلها في الكنيست وهي حركة متخصصة بالسيطرة على منطقة الأقصى بشكل كامل، لأن ذلك يحقق لـ”إسرائيل” القوة والسيطرة، وتعد من أكثر الحركات العنصرية تطرفا في الدولة العبرية، حيث نشأت في عام 1939 وانشقت عن حركة “حيروت” بسبب اتفاقية كامب ديفيد وانضم إليها قسم من جماعة “غوش أمونيم” وحركة المخلصين “لأرض إسرائيل الكاملة”.

اتساع دائرة المقاطعة
محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” وضًح الأسباب الكامنة وراء رفض البرازيل للسفير ديان ومخاوف الكيان حيال ذلك.

وأشار إلى أن التوتر بين البرازيل و”إسرائيل” بدأ منذ عام 2010 إبان إعتراف البرازيل بفلسطين كدولة ذات سيادة داخل حدود عام 1967، وفي عام 2014 أدانت البرازيل بشدة الاستخدام غير المناسب للقوة من جانب “إسرائيل” في قطاع غزة، والتي أدت  لوقوع  أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.

وأضاف المحلل، إن مخاوف “إسرائيل” نابعة من اتخاذ دول أخرى قرارات مشابهة، وخاصة أن “إسرائيل” أصبحت تواجه انتقادات خارجية متزايدة جراء البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، والذي يعتبر غير شرعي بموجب القانون الدولي.

وأكد المحلل، أن “إسرائيل تخشى” أن يتطور أمر مقاطعة بعض الدول لمنتجات المستوطنات، إلى مقاطعة سكان هذه المستوطنات والقائمين على إدارتها، مما يهدد بتفاقم الأضرارالداخلية والخارجية، في ظل الأحداث الحالية التي فقد فيها الاحتلال زمام الأمور.

وختم المحلل، أن موقف البرازيل يعد خطوة سياسية كبيرة يساند الموقف الدولي الرافض للمنتجات الصهيونية، ويصب في مصلحة الشعب الفلسطيني الذي يعاني وما زال من الاحتلال الصهيوني وتبعاته، وفي مقدمة ذلك الزحف الاستيطاني وإجرام المستوطنين، واعتبر المحلل أن هذه الخطوة ستفتح باب المقاطعة على مصراعيه ضد الكيان وقيادته .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات