السبت 01/يونيو/2024

لؤي.. فقد حبيبتيه وحُرم رؤية حبيبه

لؤي.. فقد حبيبتيه وحُرم رؤية حبيبه

لا ينسى لؤي ذلك اليوم من الأيام المريرة التي حلت بالشعب الفلسطيني في غزة، إبان العدوان الصهيوني نهاية 2008 وبداية 2009، حيث استقر الألم والوجع في جسده وفقد حبيبتيه، وهو ما جعله اليوم عاجزا عن رؤية ملامح طفله الأول “بكر”.

لؤي صبح ذلك الفتى اليافع الذي لا يتجاوز (17 عاما) من عمره، الذي حرمته آلة البطش الصهيونية نور الحياة، في حرب غزة الأولى، عايش ثلاث حروب مدمرة، سلبت منه حقوقه في الصحة والتعليم ورؤية طفله.

ذكرى تحمل المعاناة

يتحدث لؤي لمراستنا، متذكرا الوجع والألم، الذي حل به، وكلما عادت به الذاكرة لذلك اليوم المرير احتضن طفله بقوة إلى صدره.

يقول بقلب موجوع: “لقد شعرت بالخوف خاصة أن القصف كان عشوائيا، وفي كل مكان، وطُلب من أهالي المنطقة التي أسكن فيها الإخلاء، ذلك جعل عائلتي تسرع مع مئات العائلات بالخروج بحالة من الخوف الشديد إلى مركز الإيواء حيث لا مكان آخر ممكن الذهاب إليه”.

وبعد صمت مطبق ساد المكان إلا من بكاء طفله “بكر”، قال: “تم الحديث عن وجود هدنة، ووجدنا الناس تخرج من المركز، الأمر الذي شجع عائلتي أن تذهب للبيت لإحضار الملابس، والأشياء الضرورية”.

وأثناء عودته برفقة عائلته للمدرسة (مركز الإيواء)، قصفت قوات الاحتلال المكان بشكل عشوائي، وعلى إثر ذلك فقد لؤي بصره، وكانت عائلته بين شهيد وجريح.

بحاجة للعلاج
كانت كلمات لؤي تتقطع بعض الشيء حينما يصدر صوت من طفله الأول “بكر”، الأمر الذي كان يسعد والده وهو يحتضنه، وبالوقت ذاته يشعر بالألم حينما يعجز عن النظر إليه.

ويكرر لؤي حمده لله، بأن رزقه ببكر، وبشعوره بحنان الأب لطفله، رغم ما حل به من إصابة صعبة، يقول “لم أكن أتوقع أن أكون أبًا ولديّ طفل، فهذا الأمر يشعرني بالسعادة”.

وبين أن الأمر لم ينتهِ عند فقدان البصر خاصة أن يده اليسرى بحاجة لعلاج فهو لا يستطيع أن يحركها، وبالوقت ذاته يشعر بالألم في الرأس جراء تركيب عينين صناعيتين، تتطلب استبدالهما.

وأوضح أنه جراء تركيبهما في مستشفى بالسعودية لم يستطع العودة لظروف كثيرة أحاطت به، الأمر الذي جعله يستبدلهما في غزة بما لايتناسب معه فأدى إلى حدوث صداع في الرأس خاصة أن لديه كسرًا في الجمجمة.

وأشار إلى أنه في بداية إصابته، وعلاجه في مستشفى بالسعودية تم إخباره أنه بعد سنوات قد يتجدد له عصب العين، وممكن إجراء له عملية زراعة ليستعيد بصره، أو على الأقل وضع جهاز يجعله يرى، ولو لمسافة قريبة جداً.

ومضى يقول: “كان علاجي منحة من السعودية وتم متابعة حالتي من أجل العودة للاستكمال، لكن إلى الآن لم أستطع إحضار العديد من التقارير الطبية المطلوبة للتحويلة من أجل إكمال العلاج إضافة إلى إغلاق المعابر”.

ولفت إلى أن يده اليسرى لايستطيع تحريكها حيث كتب له عند إصابته بالبتر وعند دخوله غرفة العمليات تألم الطبيب، وقال: “لاب د أن نفعل أي شيء إلا البتر.. لؤي طفل وقد فقد عينيه، فلا نريد مزيدًا من المعاناة له حتى وإن كانت اليد لا تتحرك، المهم أن نحاول بأن لا يتم بترها”.

وذكر، أن يده بحاجة لإجراء عملية حتى يتم تعديل وضعها خاصة أن بقاء الأمر على ما هو عليه يشعره بألم كبير.
 
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات