كفر الديك.. البلدة التي لا ينام أهلها على ضيم

في أقل من 12 ساعة، ردت بلدة كفر الديك غرب سلفيت على الاحتلال بعمليتين نوعيتين؛ وهي البلدة التي يعرف أهلها أنهم لا ينامون على ضيم ولا يقبلون ولا يسكتون على ظلم؛ ويؤمنون بأن الكف يمكن له أن يناطح المخرز وليس عكس ذلك.

فقد قالت القناة الصهيونية العاشرة إن قوة عسكرية صهيونية، تعرضت في وقت متأخر من مساء الأربعاء، لعملية إطلاق نار قرب مستوطنة “بدوئيل” غرب كفر الديك غرب مدينة سلفيت، شمال الضفة الغربية المحتلة.

لعيون الأقصى

وصباح اليوم الخميس (24-12) أصيب مجندان أحدهما في حالة خطيرة، خلال عملية طعن نفذها الشاب الشهيد محمد عبد الحليم زهران (22 عاما) من كفر الديك في المنطقة الصناعية بمستوطنة “أرئيل”، حيث حزنت كفر الديك لفراقه وسط الفخر والعزة بما قام به .

وفور معرفة هوية الشهيد؛ امتلأ منزل الشهيد بالأقارب والأصدقاء؛ حيث يقول أحمد الديك أحد أصدقاء الشهيد: “كان قمة الأخلاق والأدب وأحبه كل من عرفه، وقلبه معلق بحب المسجد الأقصى، وهو طالب في جامعة القدس المفتوحة بسلفيت، وكان يعمل أيضا ليعيل عائلته؛ إلا أنه فارقنا سريعا بعد أن شفى صدورنا من الاحتلال؛ لعيون المسجد الأقصى وتحرير وطنه من دنس الغاصبين”.

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات على العملية البطولية للشهيد زهران؛ ونشروا له صورا وهو في المسجد الأقصى، حيث يقول خالد الأحمد من البلدة: “رحمه الله شهيدنا فقد رفع رؤوسنا وسجل بأحرف من ذهب اسم كفر الديك في مقاومة ورفض الاحتلال، والكل يتمنى الشهادة في سبيل لله”.

إما نصر أو شهادة

وتقول الطالبة حلا الديك أن الشهيد محمد البطل ضحّى بروحه الطاهرة لأجل الدفاع عن بلدته ووطنه من الاحتلال والاستيطان؛ كما ضحى شهيدا مخيم قلنديا مساء أمس بروحيهما وقتلا مستوطنين طعنًا على أبواب وأسوار القدس المحتلة؛ فلا مكان للاحتلال فوق أرضنا؛ فإما ننتصر أو نستشهد”.

وكانت قوات الاحتلال الليلة الماضية قد حولت كفر الديك لثكنة عسكرية وأغلقت طرقاتها، وهددت أكثر من مرة بقلب المنطقة رأسا على عقب؛ عبر توزيع وتعليق بيان على منازل في بلدة كفر الديك؛ حيث يقول جمال الديك رئيس البلدية أن البلدة تعاني كثيرا من اقتحامات واعتداءات الاحتلال والتوسع الاستيطاني المتواصل.

يشار إلى أن بلدة كفر الديك  قد صادر الاحتلال من أراضيها أكثر من 80%، وتحيط بها خمس مستوطنات؛ وهي: عليه زهاف وبدوئيل وليشم وبروخين والمنطقة الصناعية التي تتبع مستوطنة عليه زهاف”.