الثلاثاء 21/مايو/2024

بوبي دراما إنجليزية تحاكي معاناة أطفال غزة

بوبي دراما إنجليزية تحاكي معاناة أطفال غزة

عشر دقائق اختزل فيها المخرج البريطاني ريك بلات حكاية الطفولة والحرب في قطاع غزة المحاصر؛ ففي كل لقطة من الفيلم حاول المخرج تذكير الضمير الإنساني بأن أطفال القطاع كغيرهم ينشدون السلام والأمان، ويحتاجون من يوقف حروب الاحتلال الإسرائيلي عليهم.

ويحاكي الفيلم معاناة أطفال غزة في ظل الحروب المتكررة التي تشنها “إسرائيل” عليهم، وتم تصويره في إحدى القرى البريطانية حيث تعيش عائلة بريطانية بشكل طبيعي، وبينما تشاهد هذه العائلة نشرة الأخبار مساء ذات يوم، تتأثر برسالة صورتها فتاة فلسطينية من تحت أنقاض بيت مدمر، وهنا تصاب العائلة بصدمة، وتحديدا الطفلة بوبي التي تطلب من عائلتها فعل أي شيء من أجل هذه الفتاة.

ووسط محاولة تهوين الأمر، تسمع العائلة صوتا داخل غرفة الجلوس لتكتشف أن مصدره صندوق داخل الغرفة، وأن البنت الفلسطينية التي كانوا يشاهدونها في نشرة الأخبار موجودة داخل هذا الصندوق يعلوها الركام.

وهنا تحاول العائلة انتشال البنت الفلسطينية لتفاجأ باقتحام قوات عسكرية منزلهم، فتصاب العائلة بالذعر، وعندما ينقشع غبار اقتحام المنزل تكتشف العائلة اختفاء ابنتهم بوبي، وهنا تكون اللحظة الصادمة للعائلة عندما تجد بوبي على شاشة التلفاز أسفل أنقاض بيت مدمر في قطاع غزة.

ومثّل هذا الفيلم -الذي عُرض الثلاثاء الماضي في الأكاديمية البريطانية الشهيرة لفنون الفيلم والتلفزيون بلندن- حالة من النجاح في الشراكة بين مخرج وطاقم إنجليزي وشركة عربية بريطانية أفادت من خبرات هذا الفريق، حيث أشركت “شركة نون” طاقمها العربي في أول إنتاجها الدرامي، حيث تقول إنها تهدف من خلاله إلى الجمع بين الفكرة الهادفة والصناعة السينمائية الاحترافية.

وحول الفيلم والتعاون مع شركة إنتاج عربية، قال ريك بلات للجزيرة نت إن هذا العمل جزء من جهود وإنتاجات فنية ضد الحروب، ومن أجل إحلال السلام في كل مكان، وأوضح أن فكرة الفيلم ومعالجته قدمتا للمشاهد الغربي صورة عما يجري في غزة وضرورة تلافي الحروب المتكررة هناك.

ورأى أن دور السينما والتلفزيون يجب ألا يقتصر على تتبع الحدث، بل مخاطبة الضمير لإيجاد حلول، ولفت إلى أن المنتجين العرب بحاجة للولوج لعالم الدراما، وبحسب رأيه فإن الشركات العربية لديها خبرة جيدة في الإنتاج الوثائقي، لكن تنقصها التجربة الدرامية، متمنيا أن يحقق الفيلم حضورا جيدا في المهرجانات السينمائية.

وجاءت الفكرة الأصلية لقصة فيلم “بوبي” خلال حرب “إسرائيل” الأخيرة على قطاع غزة في يوليو/تموز ٢٠١٤، حيث استوقف المصور والمخرج محمد الصعيدي عجز العالم عن تقديم شيء للفلسطينيين، ويرى الصعيدي -صاحب الفكرة الأصلية للفيلم ومدير الإنتاج بشركة نون- في مفردات التضحية والبطولة والصمود والعذاب عناصر كافية لإلهام أي سينمائي أو فنان بإنتاج فيلم عن القضية الفلسطينية.

ويعبر الصعيدي في حديثه للجزيرة نت عن اعتقاده بوجود حاجة ماسة في الغرب لإنتاج درامي يحكي لهم القضية الفلسطينية، في وقت باتت فيه اليد العليا للسينما في تشكيل الرأي العام، موضحا أن هناك نقاشا واسعا أعقب عرض الفيلم تجاوز جماليته ومعالجته إلى القصة وجذروها.

المنتج المنفذ الشاب العربي البريطاني عامر أبو ديه عبّر عن سعادته بنجاح تجربة “بوبي”، وتعهد بمزيد من الأفلام في السياق ذاته، أما سافانا بيكر، التي لعبت دور “بوبي”، وهي طالبة في معهد السينما والفنون، فقالت للجزيرة نت إنها حاولت التعبير عن معاناة الأطفال الفلسطينيين جراء الحروب التي قد لا يعرف البريطانيون الكثير عنها.

وأضافت بيكر أنها تشجعت لهذا الدور لأنها رأت فيه رسائل إنسانية خاصة عن معاناة الأطفال، رغم أنها ليست ملمة بتفاصيل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأشارت إلى أن الدراما والأفلام أفضل وسيلة لنقل جانب من صورة ما يجري في أي مكان.

المصدر: الجزيرة نت

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات