الثلاثاء 06/مايو/2025

جدار الفصل العنصري: حقائق وأرقام

جدار الفصل العنصري: حقائق وأرقام

في التاسع والعشرين من آذار عام 2002، بدأت قوات الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية أطلقت عليها اسم “السور الواقي”، قامت فيها باجتياح كامل للمدن والقرى الفلسطينية واستباحتها، وارتكبت أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

هذه العملية كشفت عن مخططات صهيونية ونوايا حقيقية للاستيلاء على مزيدٍ من الأراضي الفلسطينية وطرد السكان الفلسطينيين منها، وذلك وفق رؤية رئيس حكومة الاحتلال آنذاك “أرئيل شارون”، وكان أبرز هذه الخطط إقامة جدار الفصل العنصري، أو ما يسميه الاحتلال بـ”الجدار العازل”.

بتاريخ 23-6-2002 بدأت حكومة الاحتلال ببناء جدار الفصل العنصري على طول 770 كم، وقد تم الانتهاء من بناء ما يقرب 406 كم، أي ما نسبته 52.7% من المسار الكامل للجدار.

مواصفات الجدار
يتراوح عرض مسار الجدار ما بين 60 – 150 مترا في بعض المواقع، حيث تضم هذه المنطقة مناطق عازلة، إلى جانب شوارع على جانبي الجدار بحيث يستخدمها الاحتلال لمراقبته، وكذلك خلق مسافة فاصلة.
أما ارتفاع الجدار يصل إلى 8 أمتار.

ويتكون الجدار من: 

1. أسلاك شائكة.

2. خندق يصل عمقه أربعة أمتار، وعرضه أيضا نفس الحجم، ويهدف لمنع مرور المركبات والمشاة.

3. طريق للدوريات.

4. طريق ترابية مغطاة بالرمال لكشف الأثر.

5. سياج كهربائي مع جدار إسمنتي يصل ارتفاعه 8 أمتار.

6. طريق معبّد مزدوج لتسيير دوريات المراقبة.

7. أبراج مراقبة مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار.

ويُتوقع أن يعزل الجدار العنصري عند الاكتمال من بنائه ما مساحته 733 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الفلسطينية التي ستصبح داخل الجدار، وبالتالي يستولي عليها الاحتلال إضافة إلى الأراضي المحتلة عام48.

كما أنه سيعزل نحو 200 كلم من منطقة الأغوار، والتي تعدّ سلة فلسطين الغذائية والمصدر الرئيس للغذاء، وهي المنطقة الواقعة في الجهة الشرقية لفلسطين.

ويمس الجدار من خلال مساره ثماني محافظات فلسطينية تضم 180 تجمعاً.

ويصل طول مقطع الجدار في محافظة القدس المحتلة إلى نحو 168 كم.

وتسارعت أعمال بناء الجدار في منطقة القدس المحتلة عامي 2006 و2007 بشكل كبير، وقد فصل الجدار تجمعات فلسطينية عن القدس، وهذه التجمعات مكتظة بالسكان مثل “مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين” و”سميراميس” و”كفر عقب”، حيث تضم هذه التجمعات ما يقارب 30 ألف نسمة من حملة الهوية المقدسية.

الجدار العنصري يحرم الفلسطينيين من استغلال أكثر من ثلث مساحة الضفة الغربية.

آثار الجدار
بالرغم من حقيقة الدوافع الأمنية وراء إقامة الاحتلال لجدار الفصل العنصري، إلا أن الجدار ترك آثارًا سلبية على الشعب والقضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، ومن بينها:

أولا: آثاره على الحياة اليومية للفلسطينيين:

يمر الجدار بأراضي الضفة الغربية، مما يعني أنه سيؤثر على حياة 210000 فلسطيني يسكنون 67 قرية ومدينة بالضفة الغربية، حيث إن:

– 13 تجمعا سكانيا يسكنها 11700 فلسطيني، سيجدون أنفسهم سجناء في المنطقة ما بين الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام48) والجدار.

– وجود جدار مزدوج: أي جدار آخر يشكل عمقا للجدار العازل الفاصل سيخلق منطقة حزام أمني، الأمر الذي سيجعل 19 تجمعا سكانيا يسكنها 128500 فلسطيني محاصرةً في مناطق وبؤر معزولة.

– يؤدي إقامة هذا الجدار إلى إعاقة حرية حركة الفلسطينيين وقدرتهم على الوصول إلى حقولهم أو الانتقال إلى القرى والمدن الفلسطينية الأخرى لتسويق بضائعهم ومنتجاتهم.

– يؤدي بناء الجدار العازل إلى الفصل بين 36 تجمعا سكانياً شرق الجدار يسكنها 72200 فلسطيني وبين حقولهم وأرضهم الزراعية التي تقع غرب الجدار.

ثانياً: على الاقتصاد والبيئة الفلسطينية:
– 37% من القرى التي تعتمد على الزراعة ويمر الجدار بها أصبحت من دون مصدر اقتصادي، وبذلك تفقد 50% من الأراضي المروية، و12 كم من شبكات الري تم تدميرها، بالإضافة إلى تجريف 5.7% من الأراضي الزراعية المروية تمت خسارتها قبل جني المزارعين للمحصول والاستفادة منه.

– مصادرة الأراضي الزراعية وتجريفها وتقييد حرية حركة المواطنين ستؤدي إلى خسارة 6500 وظيفة، وكذلك تدمير صناعة زيت الزيتون بعد أن كانت هذه المنطقة تنتج 22000 طن من زيت الزيتون كل موسم، و50 طن من الفاكهة، و1000000 طن من الخضروات، كما ستمنع حوالي 10.000 من الماشية من الوصول إلى المراعي التي تقع غرب الجدار العازل.

– يؤثر الجدار على مصادر المياه؛ حيث يسيطر الاحتلال على 50 بئراً من المياه خلف الجدار، كما ستفقد الضفة الغربية 200 مليون متر مكعب مياه من نهر الأردن إذا تم إقامة هذا الجدار في الجهة الشرقية.

ثالثاً: أثره على حرية التنقل:
تشير التقديرات إلى أن نحو مليون فلسطيني في الأراضي المحتلة، سينتهك الجدار حقوقهم الأساسية، حيث إن الآلاف منهم سيضطرون إلى استصدار تصاريح خاصة من الاحتلال، للسماح لهم بمواصلة العيش والتنقل بين منازلهم من جهة، وأراضيهم من جهة ثانية.

وإن أبسط حقوقهم في  الحياة اليومية ستتعرض للمصادرة، مثل التوجه إلى العمل، والمدرسة، والحصول على الرعاية الطبية اللازمة، أو زيارة عائلاتهم وأصدقائهم. ونتيجة لهذا فقد اضطر قرابة 2.8% من الأفراد المقيمين غرب الجدار، إلى تغيير مكان إقامتهم، وترك منازلهم وأراضيهم الزراعية.

رابعاً: أثر الجدار على التعليم:
خلّف الجدار آثاراً سلبية عميقة على العملية التعليمية؛ فقد حرم الكثير من الطلبة والمدرسين الوصول إلى مدارسهم، مما أربك العملية التعليمية في العديد من المدارس.
وقد بينت نتائج مسحٍ أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن 3.4% من الأفراد الفلسطينيين في التجمعات التي تأثرت بالجدار، تركوا التعليم.

خامساً: أثره على الوضع الصحي:
فقد أثر الجدار بشكل كبير على الحياة الصحية  للسكان الفلسطينيين الذين يعيشون غربه؛ إذ أصبح من المستحيل أحيانا الوصول إلى المراكز الصحية والمستشفيات الواقعة شرق الجدار، فالقرى الفلسطينية الواقعة غربه، لا تتمتع بأي خدمات طبية.

سادساً: أثره على المياه الفلسطينية:
المنطقة المعزولة خلف الجدار العنصري، تقع فوق الحوضين الجوفيين الغربي والشمال شرقي، اللذين تقدر طاقتهما التصريفية بـ 507 مليون متر مكعب سنوياً، أما المنطقة المعزولة الشرقية، فتقع بكاملها فوق الحوض الشرقي، ذي الطاقة التصريفية التي تقدر بنحو 172 مليون متر مكعب سنوياً. ويقدر عدد الآبار الجوفية في هاتين المنطقتين بـ 165 بئرًا، بِطاقة ضخّ تقدر بـ 33 مليون متر مكعب بالسنة، أما بالنسبة لعدد الينابيع فيقدر بـ 53 ينبوعاً بِطاقة تصريفية 22 مليون متر مكعب سنوياً.

وهذا يعني نهب الاحتلال وسرقة نسبة هائلة من الموارد المائية، وحرمان المواطنين الفلسطينيين منها. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...