الأحد 12/مايو/2024

في انطلاقتها الـ28 .. حماس بين تحدّيات السياسة والتمسّك بالمقاومة

في انطلاقتها الـ28 .. حماس بين تحدّيات السياسة والتمسّك بالمقاومة

بعد 28 عامًا من انطلاقتها، تمضي حركة “حماس” معلنة تمسكها بخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، دون أن تغفل المسارات السياسية فخاضت الانتخابات وانخرطت في الحكم، وقدمت مبادرات وانفتحت على العالم، عبر معادلة صعبة لتحقيق أهدافها وتطلعات شعبها في ظل بيئة إقليمية ودولية متغيرة لا تعرف الجمود.

“مرور هذه السنوات الطويلة على حماس خلقت تحديات خارجية وداخلية متلاحقة، سيما في ظل تمسكها بأعباء الحكم والسلطة حتى لو استقالت عملياً من الحكومة لكنها تعدّ بمثابة الحاكم الحقيقي لغزة”.. هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي عدنان أبو عامر.

لكّنه لفت في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ هذا التمسك بخيار المقاومة والسلوك على الأرض منح “حماس” القدرة على التقدم في صفوف الفلسطينيين والتميز عن حركات فلسطينية أخرى حاولت أن تجري مناورات في خطابها السياسي بين المقاومة والمفاوضات.

أما المحلل السياسي أحمد عوض فذهب إلى اعتبار أن “حماس” تعيش الآن في عزلة حقيقية سيما أن العمق العربي لها بدأ يتضاءل وسياسة إدارة الظهر من الدول العربية باتت واضحة في حين أن حلفاءها يتساقطون واحداً تلو الآخر. وفق رؤيته.

تحدّيات حماس


ومن أبزر التحديات التي تواجه حركة “حماس” خلال المرحلة الحالية، بحسب المحلل عوض في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: الحصار “الإسرائيلي” من جهة والعربي من جهة أخرى، وكذلك الانقسام الذي يحول دون دخولها إلى منظمة التحرير والحصول على تمثيل معين، بالإضافة إلى التنكر الإقليمي لها ونقص التمويل واللوجستيات.

ويشير المحلل السياسي عوض، إلى أنّ التنافس الدولي في الإقليم يجعل حماس مضطرة للدخول في حلف ما لتبقى على الأقل، وكذلك “إسرائيل” التي لا تخفي محاولتها القضاء على “حماس”.

فيما أكّد أبو عامر، أن اشتعال العالم العربي هو أبرز التحديات التي تواجه حماس، لافتاً إلى أن حماس كجزء من هذه المنطقة لا يمكن لها أن تبقى بعيدة عن هذه الاستقطابات، ولكن هذا قد يجعل على حماس أعباء من بعض الحلفاء بضرورة  اتخاذ موقف سياسي ما. 

مواجهة التحديات


أبو عامر عبّر عن اعتقاده بأن حماس في ظل تجربتها الأخيرة في بعض الثورات يمكن لها أن تحصل على تغذية راجعة وإعادة لمواقفها السياسية ومراجعتها، والتي “ربما قد تكون كّلفت الحركة بعض الأثمان السياسية الكبيرة”، حسب قوله.

لكّن المحلل عوض ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، مبيناً أن خروج حماس من “العزلة” بحسب وصفه يكمن في ثلاث نقاط أبرزها الاتفاق مع الاتجاه السياسي الموجود مع الحفاظ على سلاحها، أو أن يكون هناك تغييرات في الإقليم معللاً أن التاريخ في المنطقة العربية سريع، وختمها بالخيار الثالث وهو الأقرب -من وجهة نظره- أن تدخل “حماس” في تسوية سياسية لا تكلفها كثيراً وتحفظ لها كرامتها وسلاحها.

وقال: “حماس أثبتت أنها مرنة وجريئة وتستطيع أن تناور”، لافتاً إلى أنّ تخليها عن سلاح يعني إنهاءها وفقد قيمتها.

وأضاف عوض: “أن تصر حماس على ما هي عليه من الكفاح المسلح سيحفر لها مكاناً داخل أي معادلة حتى ولو كان ذلك مكلفًا جداً”.

مراجعة سياسية


كما أوضح المحلل أبو عامر، أن ذلك يتطلب من حماس إجراء مناورات سياسية مع هذه الدولة أو تلك؛ لإفساح مساحة أكبر مع بعض الدول وفتح عهد جديد مع أخرى غير مسبوقة.

وافترض المحلل أبو عامر، بحماس أن تجري نوعاً من المراجعة في أدائها السياسي ومدى تأثيره على سلوكها المقاوم، أو قراءته على الأرض ومدى تأثيره على أدائها السياسي “على اعتبار أنّ كلاً منهما يخدم الآخر، ولا يمكن إعطاء أحدهما علامات تقدير عالية والآخر العكس”، كما قال.

وقال أبو عامر: “العمل السياسي والعسكري في حماس يفترض أن يكونا لوحة واحدة تكمل بعضهما البعض، ولذلك قد يبدو في لحظة ما أن حماس تمنح الأداء السياسي جرعة إضافية على حساب العسكري أو العكس”.

وأضاف: “هذا إن كان مفهوماً في بعض الظروف التاريخية والحروب والمواجهات، لكن يفترض أن يكون نوع من التوازن أو التعادل في الأدائين، وإن كنا نفهم في السياسة أن العمل العسكري أياً كان هو بالنهاية جزء من أدوات العمل السياسي؛ حيث من الصعب على أي حركة مقاومة أن تقاوم إلى الأبد.. لا بدّ أن يكون لديها برنامج سياسي يكون العمل المقاوم جزءًا منه مكملا له، وليس العكس”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات