الجمعة 17/مايو/2024

تقدير استراتيجي عن مستقبل العلاقة بين حماس والاتحاد الأوروبي

تقدير  استراتيجي عن مستقبل العلاقة بين حماس والاتحاد الأوروبي

أوصى تقدير استراتيجي عن مستقبل العلاقة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاتحاد الأوروبي، بدعوة الدول الأوروبية إلى مراجعة سياستها الفاشلة في التعامل مع قوى المقاومة الفلسطينية.

وحث التقرير -الذي أصدره مركز “الزيتونة” للدراسات والاستشارات- تلك الدول على إعادة النظر في شروط الرباعية التي شكلت عائقاً حقيقياً أمام القوى الدولية في التعامل مع قوى حقيقية وفاعلة لا يمكن تجاوزها على الصعيد الفلسطيني.

وأكد التقرير ضرورة أن تمضي حماس قدماً في الحوارات المباشرة وغير المباشرة مع الأطراف الأوروبية، وأن تعمل على توصيل مواقفها السياسية المتعلقة بالواقع والمستجدات الفلسطينية، أو بتلك الأمور المتعلقة بمواقف الحركة وتصوراتها.

وأشار إلى أهمية الاستفادة من الجالية الفلسطينية في بناء جسور تواصل مع الحركات والتجمعات والمؤسسات المناصرة للقضية الفلسطينية؛ بهدف شرح الرواية الفلسطينية التي تمثلها قوى المقاومة الفلسطينية -بما فيها حماس- بشكل أكثر عمقاً وشمولاً وفعالية وتنظيماً، لتشكيل اتجاه ضاغط في صناعة السياسة الأوروبية.

ودعا لأن تقوم حماس بالاستعدادات اللازمة للتعامل مع محكمة الاستئناف الأوروبية المتعلقة بالنظر في موضوع رفع اسم الحركة من قائمة الإرهاب، بما في ذلك الاستفادة من خبرات وإمكانيات محامين دوليين لإسناد الطاقم المتابع حالياً.

ولفت لضرورة إنشاء مكتب إعلامي دولي فاعل، موجه للغرب، ويتحدث باللغات الأوروبية، وتحديداً الإنجليزية منها، بهدف التواصل الدائم بين حماس وتيار المقاومة وبين دول أوروبا في المناسبات والمستجدات التي يلزم التواصل بشأنها.

ثلاثة سيناريوهات

وعن سيناريوهات المستقبل في العلاقة بين حماس والاتحاد الأوروبي، عرض المركز ثلاثة سيناريوهات.

ويتمثل السيناريو الأول في إدراك الدول الأوروبية -مع تصاعد قوى المقاومة وتعثر مسار التسوية- ضرورة التعامل الواقعي مع حماس، وأن شروط الرباعية تعيق الدور الأوروبي وتجاوزَها الزمن.

وأضاف “وبالتالي تقرر استئناف علاقة براجماتية مع حماس؛ بحيث يتوافق ذلك مع رفض محكمة العدل الأوروبية الاستئناف المقدم لها من مجلس الاتحاد الأوروبي على القرار القاضي برفع حماس من قائمة “الإرهاب”، وبالتالي رفعها كليّة من القائمة، وهو ما يزيل العقبات القانونية أمام إطلاق حوار مباشر مع الحركة أو حتى بناء علاقات معها”.

أما السيناريو الثاني، أن تُلين الحركة من مواقفها المتعلقة بشروط الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية، وهو ما يفسح المجال لعلاقات مستدامة مع الأوروبيين والأمريكان، بما قد ينعكس تماماً على تغيير المشهد الداخلي الفلسطيني.

والثالث يتمثل في أن يظل الاتحاد الأوروبي على موقفه الحالي من الحركة، مستفيداً من قرار سلبي قد تخرج به محكمة العدل الأوروبية بشأن قائمة “الإرهاب”. وبالتالي تظل العلاقة بين الطرفين تراوح مكانها نظراً لتعقيدات المشهد المحيط، وهو ما يرتب على الحركة مسؤولية الاستمرار في العمل على تغيير الموقف منها سياسياً وقانونياً.

السيناريو المرجح

وفي تعليقه على السيناريوهات؛ استبعد مركز الزيتونة جدًّا أن تلين حماس أو تتراجع عن مواقفها بشأن الاعتراف بـ”إسرائيل” وباقي شروط الرباعية؛ كما أن الواقع الحالي لا يجعل سيناريو استئناف العلاقة مع حماس مساراً مرجحاً.

وأضاف “وبالتالي فمن المرجح أن يكون السيناريو الثالث هو سيد الموقف في العلاقة بين الطرفين مستقبلاً”.

وأرجع ترجيحه للسيناريو الثالث لعدة اعتبارات منها: أن المحكمة الأوروبية تمّ تسييسها بهذا الشأن، عندما سمح باستخدام قانون الأدلة السرية في قضايا على شاكلة قضية حماس، وهو ما قد يرجح عدم نجاح الحركة بتجاوز هذه العقبة التي تقف أمام إمكانيات الانفتاح بين الطرفين.

بالإضافة لرفض الحركة فيما مضى شروط الرباعية الدولية المتمثلة بالاعتراف بـ”إسرائيل” وإعلان القبول بالاتفاقيات السابقة بينها وبين ومنظمة التحرير ونبذ المقاومة، وهي اليوم أدعى لرفضها بعد كل هذه المعاناة التي نتجت عن صمودها أمام الضغوط.

أما الاعتبار الثالث فهو تأثير الدعاية الإسرائيلية بحق الحركة الذي ما يزال قائماً في الأوساط المؤثرة على الرأي العام الأوروبي وصناع القرار في الأقطار المختلفة، ومن غير المرجح أن تنكفئ هذه الدعاية في المدى القريب.

بينما الرابع يتمثل في أن آلية اتخاذ القرار في مجلس الاتحاد الأوروبي تقوم على الإجماع، أو ما يسمى بالأغلبية المؤهلة، وهو ما يعني ضرورة توفر توجه جارف بين دول الاتحاد الـ 28 نحو المصالحة مع الحركة أو بناء حوار مباشر معها، وهذا ليس متوفراً في الوقت الحالي، كما لا يتوقع أن يكون متوفراً قريباً، إذا لم تتغير الأمور جوهرياً فيما يتعلق بقضايا الخلاف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

25 ألف مصلٍ يؤدون الجمعة في المسجد الأقصى

25 ألف مصلٍ يؤدون الجمعة في المسجد الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات الآلاف من المواطنين صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك، رغم العراقيل والقيود التي فرضتها...