ألو.. صاحب هذا الرقم استشهد

لم يكن حلم إسراء البرغوثي يتعدى الفستان الأبيض كأي فتاة فلسطينية عادية حلقت في سماء حبها لزوجها المستقبلي، فبدأت خطوة خطوة في تحقيق حلمها.
وعلى أحر من الجمر؛ انتظرت إسراء لمدة عام ونصف اليوم السعيد بزفافها لعريسها عبد الرحمن؛ إلا أن الحور العين سبقتها إليه، يوم الجمعة الماضي بعد أن أعدمه جنود الاحتلال بدم بارد.
“صاحب هذا الرقم استشهد”.. كان ذلك الرد الذي لم تتوقعه إسراء يوما ما حينما تهاتف عبد الرحمن، إلا أن جنديا صهيونيا حاقدا كان السبب في تحطيم أحلامها برصاصتين في عنق وصدر خطيبها الشهيد لتتبخر أحلامها وتذهب أدراج الرياح، بلحظة واحدة لا يمكن أن تنساها أو تزول من ذاكرتها من مساء يوم الجمعة (4-12-2015).
سأحدثك لاحقا
وعن الحادثة تقول إسراء خطيبة الشهيد عبد الرحمن البرغوثي: “كان يحدثني عبر الهاتف قبل ثوان من استشهاده، وفجأة قال لي: بعض الجنود أمامي يطلبون مني إغلاق الهاتف، سأحدثك لاحقاً وأرجع لك”.
وتتابع: “بعد أن تأخر عاودت الاتصال به، فأجابها أحد الشباب: صاحب هذا الهاتف والرقم استشهد الآن، ولم أصدق وقلت في نفسي إن الأمر لا يعدو مجرد مزحة أو اتصال خاطئ، أو أي شيء آخر”.
وعن لحظات تلقيها الخبر تقول إسراء: “لم أصدق، صرخت، قلت لا، خطيبي عبد الرحمن عايش، لم أعد أفكر وأحس بما حولي، وكأن الدنيا أظلمت، ولكن ذكر الله خفف عني من ألم المصاب”.
وعن خطيبها تقول: “كان صادقاً ومحبوبا من الجميع وكل أهالي قرية عابود من مسلمين ومسيحيين أحبوه؛ لهذا أحببته، حلمت بإنجاب أطفال وبيت هادئ كأي فتاة في العالم؛ وكاد الحلم أن يتحقق بعد أسابيع مطلع العام القادم، إلا أن دبلته أعيدت إلي بعد تشييع جثمانه الطاهر، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
سيطرق الباب
وتضيف إسراء: “برغم مرور يومين على استشهاده وحتى اللحظة لا أصدق أنه استشهد، أحياناً أتخيل أنه سيأتي وسيطرق الباب، أو أن يرن علي عبر الجوال؛ كثيراً ما أسمع صوته، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ونعم بالله”.
وتشكل الفتاة إسراء نموذجاً لفتيات كانت أحلامهن عادية بسيطة بتكوين بيت وأسرة، ارتبطن بشبان، وكنَّ على وشك تحقيق أحلامهن، إلا أن الاحتلال يصر حتى على تحطيم وقتل سعادة وفرح فتاة بسيطة وعادية ويستكثر عليها فرحتها.
وبحسب أهالي قرية عابود شمال رام الله؛ فقد كان الشاب عبد الرحمن البرغوثي 27 عامًا يعمل في مجلس قروي القرية لتوزيع فواتير المياه، ويعيش مع شقيقته في القرية، بينما والده وباقي أشقائه غادروا قبل فترة إلى الولايات المتحدة.
ويقول شهود عيان، إن جنديا نادى على الشهيد عبد الرحمن وطلب منه بطاقة هويته، وما إن هّم لإخراجها من بنطاله؛ حتى أطلقوا الرصاص عليه وسقط على الأرض بدمائه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...