الناشط الأسير عدنان حمارشة.. مُقعدٌ لا يستسلم لقيد

  “لا شيء.. فقط قليل من البرد، ومعه قطعة خبز.. وعلى الطريق إلى الزنزانة.. كثير من الشتم.. وبين درجة لا تدري متى تصلها قدمك.. خفقة قلب”.. بهذه الكلمات لخص الناشط  في الدفاع عن الأسرى والقيادي في حركة حماس الأسير عدنان حمارشة واقعه في سجون الاحتلال حين سئل عن ذلك في اعتقال سابق.

وتكرر المشهد مرة أخرى؛ فبعد أقل من ثمانية شهور من يوم الإفراج عنه آخر مرة والذي كان في (2-4-2015)، تم اعتقاله فجر الاثنين (30-11-2015)، دون أن يشفع له وضعه الصحي الصعب؛ حيث إنه مُقعد يتنقل على كرسي متحرك.

ويقول القيادي في حركة حماس وصفي قبها إن الأسير حمارشة يتمتع بعزيمة عالية، ولم يكن يفوت فرصة للانتصار للأسرى رغم تحركه على كرسي متحرك.

وأكد أن إعادة قوات الاحتلال اعتقاله وهو بهذه الحالة جريمة، ولكنها في نفس الوقت دليل على همة هذا الرجل وعزيمته التي عرف بها خلال سنوات طويلة.

مدافع فاعل عن الأسرى

وتؤكد ابنته الصحفية، ليلى حمارشة، على أن والدها من الناشطين البارزين في شؤون الأسرى، ينقل معاناتهم، ويفعل قضاياهم في كل المحافل والمؤتمرات والنشاطات، وهو عضو فاعل في “التجمع العالمي لكسر القيد” الذي يجمع الآلاف من الناشطين من مختلف دول العالم، من المدافعين عن قضايا الأسرى الفلسطينيين.

وأشارت إلى أن والدها لم يكن يفوت فرصة المشاركة في الوقفات التضامنية مع الأسرى، في مختلف مناطق الضفة الغربية، ونشاطات إعلامية في هذا المجال رغم وضعه الصحي المتردي.

ونوهت حمارشة إلى أن والدها أصيب قبل عام ونصف، بعدة جلطات متتالية على الدماغ؛ حيث توجه إلى الأردن للعلاج، وعندما حاول العودة ثانية لاستكمال جلساته، منعه الاحتلال من السفر مرة ثانية، مدَّعيًا أنه “مرفوض أمني” ليعقب ذلك اعتقال الوالدة ريم حمارشة خلال عودتها من الأردن وكذلك الوالد.

وأشارت إلى أن اعتقاله قبل الأخير كان له دور كبير في تفاقم حالته الصحية؛ حيث تم التنكيل به وتعريضه للبرد الشديد، ما فاقم أعراض الجلطة.

اعتقالات متتالية

وللأسير حمارشة تاريخ حافل في الاعتقال، وكان في فترات سابقة أقدم أسير إداري في سجون الاحتلال؛ حيث بدأت رحلة عدنان حمارشة مع الاعتقال مبكرًا، وهو في الثامنة عشرة من العمر، كما استشهد  شقيقه الأكبر المهندس عمر حمارشة في الانتفاضة الأولى.

وكان حمارشة  أحد الذين تعرضوا لسياسة تكسير العظام التي انتهجها رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق “إسحاق رابين”، في الانتفاضة الأولى؛ حيث تعرض للتعذيب والضرب المبرح علي يدي وحدة (جولاني) الصهيونية، لأربعة أيام، وظن الاحتلال أنه فارق الحياة بعد أن فقد وعيه، وألقوه على قارعة الطريق قرب سجن جنين المركزي، ومكث في العلاج ستة أشهر حتى تعافي من إصابته.

وبعد اعتقاله القاسي الأول لأربعة أيام، كان اعتقاله الثاني، بعدها بسنوات، في (15-4-1994) وبعد يومين من تنفيذ ابن بلدته الاستشهادي عمار عمارنة، عمليته الاستشهادية في مدينة الخضيرة المحتلة؛ حيث مكث في السجن أربع سنوات.

وأُفرج عنه في (29-1-1998)، ولم يمهله الاحتلال كثيرًا فكان اعتقاله الثالث في(18-10-1998)، حتى (18-2-1999)، أما اعتقاله الرابع فكان في (30-1-2000) حتى (26-3-2000)، في حين كان اعتقاله الخامس وقبل الأخير في (31-12-2003)؛ حيث حوِّل حمارشة إلى الاعتقال الإداري، وبقي يتلقى التمديد بالاعتقال تلو التمديد، حتى بات عميد الأسرى الإداريين، بمدة خمسة أعوام ونصف، وأُفرج عنه في (12-2-2009).

وفي  (16-2-2014)، اعتقلت قوات الاحتلال زوجته السيدة ريم حمارشة عن معبر الكرامة، عندما كانت عائدة من الأردن، لإكمال علاج زوجها عدنان وإحضار تقاريره الطبية ليعتقل بعدها بيوم واحد ويفرج عنه في (2-4-2015) ليعاد اعتقاله مجددًا.