السبت 11/مايو/2024

الفتى عدي.. ينظر حلمه بالعلاج خلف بوابة رفح المؤصدة

الفتى عدي.. ينظر حلمه بالعلاج خلف بوابة رفح المؤصدة

بعُيون بريئة وقلب شغوف يترقب الفتى، عُدي وهدان، وسائل الإعلام المختلفة، علّه يجد تأكيداً للأخبار التي تتناقل من هنا وهناك حول قُرب فتح معبر رفح البري استثنائياً لمغادرة الحالات الإنسانية.

لا يرتبط “عُدي” بتأشيرة دخول إحدى الدول الغربية للنزهة أو السياحة، ولا يبحث عن فرصة عمل في دولة ما، فصاحب الستة عشر ربيعاً أرهقتها – على قلّتها – العمليات الجراحية وآثار البنج والتخدير، يعيش برُبع كلية يُكابد متاعب الحياة بعيداً عن أقرانه في المدرسة.

ابتلي “عُدي” بالفشل الكلوي وفقد إحدى كليتيه نتيجة المرض الذي لازمه منذ صغره، ليبدأ مُبكراً رحلةَ المعاناة التي تتفاقم يوماً بعد يوم لتؤدي إلى خلل في وظائف الكلية الثانية التي تعمل حالياً بربع طاقتها.

معاناة مُبكرة

خاض “عُدي” ثمان عمليات جراحية داخل قطاع غزة وخارجه تمثلت في زراعة “حالب” وتركيب دعامات لكليته إلا أنها لم تنجح في سد العجز الذي يعانيه جراء الفشل الكلوي، الأمر الذي يتطلب مغادرته للسفر مرة أخرى لجمهورية مصر حيث أجرى آخر العمليات عام 2013.

وخلال تواجده في مصر للعلاج في عام 2003 تعرض والد عُدي – الذي كان يرافقه – لحادث دهس من أحد القطارات أدى لوفاته على الفور، لتزداد المأساة مأساة والمعاناة معاناة أكبر، ويضطر للعودة إلى غزة برفقة أحد أقربائه المتواجدين في مصر حيث كان وقتها يبلغ من العمر أربع سنوات فقط.

يقول عُدي بصوتٍ تخنقه العبرات: “حُرمت من حنان الأب مبكراً حيث دفع حياته ثمناً لعلاجي وشفائي ورغم ذلك لم تقرّ عيناه برؤيتي أمارس حياتي بشكل طبيعي وغيّبه الموت عن استكمال رحلة العلاج، وما زلت أشعر بحسرة كبيرة في داخلي”.

لم ينتظم عُدي – بسبب مرضه – في مقعد الدراسة كباقي زملائه وحُرم من عيش طفولته بشكل طبيعي، حيث يضطر في كثير من الأحيان لمغادرة المدرسة نتيجة الألم الشديد من مضاعفات حالته والمبيت في المستشفى لتلقي الأدوية المُسكنة.

يضيف عُدي: “أحلم بممارسة كرم القدم مع أصدقائي بدون مشاكل صحية، وسئمت من الوضع الخاص في الأكل والشرب واللعب والذهاب للمدرسة”.

يحتاج الطفل عُدي لإجراء مسح ذري للكلية، الأمر الذي لا يتوفر في مستشفيات القطاع، إضافة إلى إزالة الدعامات التي وُضعت على كليته في عملية جراحية سابقة، وكلما تأخر في تلك الإجراءات ازدادت حالته وتفاقمت معاناته.

تفاقم الحالة

تكسو آثار العمليات الجراحية جسد “عُدي” الصغير حيث من ينظر لحجم جسمه لا يُقدّر عمره الطبيعي، فقد أدى المرض إلى نقص في المناعة لديه، إضافة لعدم نمو جسمه بشكل طبيعي، كما تسبب له في إعاقة في المشي واتساع في الحوض، فضلاً عن توصية الأطباء بعدم بذل أي مجهود بدني قد يؤثر على صحته.

ومما زاد في مأساة عائلة “وهدان” استشهاد جدّ الفتى عُدي وجدته في قصف غادر من طائرات الاحتلال على منزلهم في بيت حانون خلال العدوان الأخير العام الماضي، وتدمير المنزل بالكامل وتشريد عائلته، حيث كان متعلقاً جداً بجدته التي كانت تحنو عليه وظل متأثراً برحيلها عنه.

تقول والدة الطفل “أم صهيب”: “قد نضطر للبدء في إجراءات غسيل الكلي في حال استمرار إغلاق معبر رفح وعدم تمكننا من المغادرة لاستكمال العلاج، الأمر الذي يدخلنا في دوامة لا تنتهي من المعاناة والألم، بالنظر إلى ما يعنيه غسيل الكلية ثلاث مرات أسبوعياً لطفل في السادسة عشرة من عمره، ناهيك عن أعباء صحية ونفسية واقتصادية مثقلة”.

تضيف “أم صهيب”: “كلما سمعنا خبراً حول قرب معبر رفح تخفق قلوبنا بمشاعر ممزوجة ما بين الفرح لفتح المعبر والقلق من عدم صحة الخبر، إلا أننا نستفيق مرة أخرى على تكذيب الخبر وأنه لا يتعدى إشاعة تلاعبت بمشاعرنا”.

وتطلق “أم صهيب” مناشدة إنسانية علّها تجد آذاناً صاغية من السلطات المصرية بأن تنظر بعين الرحمة والرفق لآلاف الحالات الإنسانية التي تعاني الأمرّين جراء عدم السفر وتعذر توفر الأدوية المطلوبة، وأن تُعجّل في فتح المعبر وإنقاذ المرضى.

وتغلق السلطات المصرية معبر رفح البري بشكل دائم منذ أكثر من سنتين، عدا أيام قليلة، الأمر الذي لا يلبي الحاجات الإنسانية لسكان قطاع غزة حيث يعتبر المنفذ الوحيد لهم على العالم الخارجي.

ومنذ مطلع العام الجاري – المشارف على نهايته – لم تفتح السلطات المصرية المعبر إلا 19 يوماً فقط وعلى فترات متباعدة غادر من خلالها عدد بسيط من آلاف الحالات الإنسانية التي تنتظر دورها في السفر أو انتظار الموت على سرير المرض.

المصدر: موقع وزارة الداخلية والأمن الوطني -غزة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...