الجمعة 29/مارس/2024

الخليل.. عاصمة الانتفاضة تحت حصار مشدد

الخليل.. عاصمة الانتفاضة تحت حصار مشدد

تمهد إجراءات الاحتلال الصهيوني المتخبطة في مدينة الخليل، جنوب الضفة المحتلة، إلى اتساع رقعة العمليات والمواجهات، بعد فرض إغلاق شامل وحصار على البلدة التي أطلق عليها البعض عاصمة انتفاضة القدس.

ويبدو تخبط الاحتلال واضحا من خلال الإغلاقات المتواصلة لمدينة الخليل وقراها ومخيماتها، حيث يحاصر الآن نحو 800 ألف مواطن بسبب هذه الاغلاقات التي طالت المحافظة.

وعلى إثر اتفاقية أوسلو، أنشأ الاحتلال طرقا التفافية تحيط بكافة قرى محافظة الخليل، حيث تعتبر هذه الطرق هي الرئيسة وما سواها يعتبر استثنائيا.

فيما نصبت سلطات الاحتلال بوابات حديدية لإغلاق كافة المداخل المؤدية من الخليل وقراها ومخيماتها إلى الشارع الالتفافي المعروف بشارع (60) والذي يمنع أي مواطن الخروج من المحافظة إلا عبره، فبات إغلاق هذه البوابات وفتحها بيد سلطات الاحتلال، بحسب الوضع الأمني.
 

إغلاق مداخل المدينة

بات الدخول والخروج من مدينة الخليل مرهقا جدا للسكان بكافة قطاعاتهم لا سيما حركة الطلبة والموظفين والتجار وحافلاتهم، مما أدى إلى تعطل الحياة العامة جراء هذا العقاب الجماعي، فمداخل المدينة من الشمال (مدخل النبي يونس، الحواور، ومدخل الخط 60) كلها مغلقة، فيما ترك مدخل وادي سعير مفتوحا ولكن تحت رحمة حاجز عسكري يفتش كل سيارة تفتيشا دقيقا مما يعكر صفو الحياة ويرهق المسافرين. 

وفي المنطقة الجنوبية للمدينة تم إغلاق طريق “الفحص” وطريق مستوطنة حاجاي وتركت الشاحنات الثقيلة تمر عبر طريق فرعي بالقرب من مستوطنة كريات أربع وطريق بني نعيم القديمة لأنها تخضع لرقابة مركزة من قبل كاميرات الاحتلال المنصوبة في ذلك الطريق.

محاصرة القرى والبلدات

كما شددت سلطات الاحتلال إغلاق كافة قرى المحافظة لا سيما الغربية، حيث طالت هذه الإغلاقات قرى: بيت عوا، ودير سامت، الكوم، وإذنا، السموع، الظاهرية، ويطا، وسعير، بني نعيم، حلحول، وبيت أمر.

فبعض هذه القرى والبلدات مزروع على مداخلها أبواب حديدية فيما تم إغلاق الأخرى بمكعبات إسمنتية وأكوام من الحجارة الكبيرة والاتربة مما عطل حركة الاقتصاد والحياة العامة وتنقلات المواطنين من وإلى بلداتهم.

وقال رئيس بلدية الياسرية عاطف العواودة القريبة من بيت عوا: إن “آليات البلدية جرفت السواتر الترابية من على مداخل بلدة بيت عوا، إلا أن سلطات الاحتلال اتصلت بنا وأبلغتنا بإعادة السواتر كما كانت وإلا فانها ستقوم بمصادرة كافة الآليات المتواجدة في ساحة البلدية”.

وأشار في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى أنّ الأمر يندرج في إطار سلسلة العقابات الجماعية التي ينتهجها جيش الاحتلال بحقّ المواطنين الفلسطينيين، مشددا على أنّ ما جرى يعتبر جريمة غير مسبوقة، موضحا في الوقت ذاته بأنّ نحو (22 ألف) نسمة يقطنون منطقة بلدية الياسرية خاضعون للاغلاق العام والشامل.
 

المخيمات جزء من المعاناة

تحتضن محافظة الخليل مخيمين، واحد في الشمال هو مخيم العروب وآخر في الجنوب هو مخيم الفوار وكلا المخيميين يتم الدخول إليهما عبر شارع (60) الالتفافي، حيث نصب الاحتلال حاجزا عسكريا دائما ومزودا ببرج عسكري على مدخل كل مخيم، هذا بالإضافة إلى إقامة بوابة حديدية.

وخلال تصاعد انتفاضة القدس، أغلقت سلطات الاحتلال هذه البوابات ومداخل المخيمات الفرعية بمكعبات إسمنتية وسواتر ترابية وهذه حالة شبه يومية في المخيمات.

وذكر رئيس اللجنة الشعبية لمخيم العروب أحمد أبو خيران لمراسلنا أن جميع المداخل المؤدية من وإلى مخيم العروب مغلقة بالكامل أمام حركة المركبات، “ولا يسمح لأي سيارة بالدخول والخروج من وإلى المخيم سوى مشياً على الأقدام، مما عطل حركة سكان المخيم وخاصة أصحاب السيارات التي تنقل المواد الغذائية إلى داخل المخيم”.

الإغلاق والتأثير الاقتصادي

على إثر الاغلاقات اليومية للقرى والمخيمات في محافظة الخليل، فإن نسبة المصروفات والنفقات ارتفعت، وخاصة أجرة المواصلات، مما أدى إلى تذمر الطلبة والموظفين على وجه الخصوص الذين يتنقلون في السيارات العمومية صباح مساء.

وأكد ذلك الطالب في كلية الادارة في جامعة الخليل مجد إبراهيم تلاحمه قائلا لمراسلنا: “نحن أمام مشكلتين في الإغلاق، الأولى أمنية خشية على أرواحنا من جيش الاحتلال وخاصة عندما نسلك طرق وعرة، والثانية أننا كنا ندفع أجرة الراكب من قرى دورا إلى الخليل سبعة شواقل، والآن اصبح السائق يطلب عشرة وآخرين 12 شيكلا، وهذا بدوره يرهقنا كوننا طلاب لا دخل لنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات