الخميس 09/مايو/2024

أبو بكر الشيمي.. المرابط على باب حطة

أبو بكر الشيمي.. المرابط على باب حطة

مع صباح كل يوم، يحزم أبو بكر الشيمي (57 عاماً)، متعلقاته الشخصية، ويشد الرحال من بلدة “المكر” قضاء عكا، قاصداً المسجد الأقصى للصلاة فيه، إلا أن قيود الاحتلال حالت منذ أربعة شهور من دخولة إلى الأقصى وذلك بعد إضافة اسمه لقائمة المبعدين عنه، فما كان منه إلا الرباط على باب حطة بشكل يومي منذ أربعة شهور متواصلة.

“القائمة السوداء” كما يسميها الاحتلال، حولها المقدسيون إلى “القائمة الذهبية” كونها تجمع نساء ورجال تمنعهم قيود الاحتلال وقراراته من الدخول للأقصى والصلاة فيه، وتضم القائمة في معظمها نساء مقدسيات وثلة قليلة من الرجال.

أبو بكر الشيمي، يقول لـ “المركز  الفلسطيني للإعلام”: “منذ نحو أربعة شهور أدرج اسمي ضمن القائمة الممنوعة من دخول الأقصى إلى أجل غير مسمى وبدون تحديد مدة زمنية”.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يبعد فيها الشيمي عن الأقصى، كما يقول، بل إنه تعرض في السابق للإبعاد ما لا يقل عن عشرة مرات  وكانت تتراوح فترات الإبعاد ما بين 15 يوماً إلى شهرين.

ويرى أبو بكر أن هذه المنع لن يطول لأن “الظلم لا يدوم يوماً في أرض طاهرة ومباركة، وأنا برباطي وبصلاتي على أبواب الأقصى أعبر عن رفضي للاحتلال وممارساته”.

ويشير الشيمي إلى أنه “منذ أن تم إبعادنا عن الأقصى شرعنا بربطانا على باب السلسلة، وأثناء رباطنا هناك حاصرتنا قوات الاحتلال المختلفة، وعملت على إبعادنا بشكل يومي عن حي باب السلسلة، كما واستخدمت العنف والضرب والاعتقال، وألقت قنابل الصوت والغاز، وحررت البلدية مخالفات، ونتيجة كل هذه الممارسات اضطررنا للرباط والتواجد في حي باب حطة”.

رسائل الرباط 

وعن الأهداف التي يسعى لتحقيقها من رباطه اليومي على أبواب الأقصى، يوضح أبو بكر بالقول: “الرباط والصلاة على بوابات الأقصى يوصل رسائل عدة؛ من بينها إبقاء قضية الأقصى حاضرة وعدم السكوت على انتهاكات الاحتلال، وكذلك تشجيع الناس على بقاء التمسك بالأقصى، والحشد لنصرته والرباط فيه، كما أنه يوصل رسالة لشرطة الاحتلال أننا متمسكون بالأقصى، وهذا يشكل إزعاجا لهم وللمستوطنين الذين يقتحمون الأقصى بشكل شبه يومي”.

كما يرى الشيمي أن استمرار الرباط على بوابات الأقصى رغم قرارات الإبعاد، من شأنها أن “تضيف ضغطا إعلاميا على الاحتلال من خلال إبراز انتهاكاته اليومية بحق المصلين وهذا المكان المقدسي الذي نمنع من الصلاة فيه”.

وعن شعوره بالصلاة على أبواب الأقصى يقول: “أصلي عند الأبواب وأثناء صلاتي يراودني شعور وكأني أصلي داخل ساحات الأقصى”، ورسالتي لجميع المرابطين أن “لا يمل أحدهم من هذه القضية، وأن يأتي بكل صلاة ويؤديها على الأبواب، فأجره عظيم ومضاعف عند الله”.

ويوضح الشيمي أنه يقطع مسافات ذهاباً وإياباً يومياً باتجاه المسجد الأقصى، ومن يرابط في سبيل الله والأقصى يرزقه الله من حيث لا يحتسب، كما يقول.

وأضاف في السنتين الأخيرتين التزمت بشكل يومي لأتواجد في المسجد الأقصى، فالأقصى هو البيت الأول للمسلمين وقبلتهم الأولى، وبفقدانه نخسر كافة المنازل ونفقد الحياة بالقدس وبفلسطين.

  والقائمة السوداء كما يسميها الاحتلال، أو القائمة الذهبية كما يسميها المقدسيون، وضعها ضباط الاحتلال بحق المرابطين بالمسجد الأقصى في الأول من أغسطس الماضي، وتصدر في بدايتها عشرون اسماً بذريعة أن هؤلاء الأشخاص من يقومون بإثارة الشغب داخل ساحات الأقصى، ومن ثم ارتفع عدد المرابطين فيها إلى 54 اسماً حيث يمنعهم الاحتلال من الدخول إلى المسجد الأقصى، وصدرت بحقهم قرارات بالإبعاد لفترات طويلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات