الإثنين 12/مايو/2025

سلطة عباس.. سلوك مرتبك وفجوة تزداد مع جيل الشباب

سلطة عباس.. سلوك مرتبك وفجوة تزداد مع جيل الشباب

لا يأبه الشاب (محمد . أ) كثيرا وهو يواظب على المشاركة في كافة المواجهات المندلعة على خطوط التماس في منطقة بيت إيل في رام الله بتصريحات قادة السلطة سواء في مكتب رئيسها محمود عباس أو رئيس الوزراء رامي الحمد الله أو قادة ومسئولي الأجهزة الأمنية فهو يعتبر أن أجندته لها اتجاه مختلف.

وبالنسبة لمحمد كما جيل اليوم الذي يقود المواجهات، فإن الفجوة بينهم وبين السلطة بكافة مكوناتها تتسع لدرجة أن ردمها قد أصبح مستحيلا، كما قال لنا وكما يتضح من إرهاصات الشارع بمختلف أعماره ومؤسساته.

وحال محمد لا يختلف عن حال كثيرين، فعقب كل حدث في الأيام الأخيرة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرات المواطنين العفوية والتي تؤكد أن سلوك السلطة المرتبك منذ بداية الأحداث قد جعل نقطة الالتقاء مع توجهات الناس صعبة.

قبل أيام وفي خضم ذروة المواجهات يقول محمد: “دعا اجتماع القوى والفصائل في رام الله ( ائتلاف فصائل منظمة التحرير) إلى مسيرة تصعيد باتجاه حاجز قلنديا، ولكن الأطر الشبابية وقادة المواجهات الحقيقيين من الشبان قرروا أن يجعلوا التصعيد باتجاه بيت ايل والذين توجهوا لقلنديا في تلك المسيرة بعدد أصابع اليد”.

ويؤكد محمد أن في ذلك رسالة واضحة بأن الشباب المنتفض لا يأبه بكل أشكال القيادة التقليدية المرتمية في أحضان السلطة وقد خرج من عباءتها.

غضب يتفجر بكل مكان

ولا يحتاج الاستدلال على حالة الغضب المتراكمة لكثير بحث، فأن تدخل مواقع التواصل الاجتماعي كفيل بأن يجعلك تعرف ما يدور في الضفة والقدس هذه الأيام، ولئن كانت موجة انتقاد رئيس السلطة ومكونات السلطة قد خفتت كثيرا بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة بفعل الحرب التي شنتها أجهزة أمن السلطة على  كل من ينتقد السلطة من اعتقال ومحاكمات على خلفية القدح والتشهير وقذف المقامات العليا وإثارة النعرات، فإن المواطنين تحرروا من دائرة الخوف مجددا بهذه المواجهة.

وباتت انتقادات لاذعة توجه لرئيس السلطة وتسأله عن مدى معرفته بما يدور بالشارع، وأخرى تنتقد رئيس الوزراء رامي الحمد الله وجميعها تصب في خانة واحدة “أنتم بواد ونحن بواد”.

وتقول الطالبة في جامعة النجاح والمشاركة في الفعاليات المتصاعدة منذ ثلاثة أسابيع (ندى . م) إنه بات لافتا أيضا أن موجة الانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي وصلت حتى لأبناء بعض مسئولي السلطة من جيل الشباب ممن تجرؤوا وخرجوا عن طورهم لعدم رضاهم عن السلوك الأمني والسياسي المرتبك.

جيل تمرد على الواقع

وفي دراسة أولية أعدتها المخابرات الصهيونية في الأيام الأخيرة ونشرتها وسائل إعلام الاحتلال عن منفذي العمليات، قالت الدراسة الأمنية “إنهم الأكثر التزاما بالمبادئ الدينية والوطنية، بحيث ارتفعت القيمة التي يدافعون عنها، وباتوا يضحون من أجلها…”

وعقب على تلك الدراسة الناشط المجتمعي والسياسي عمر منصور قائلا: “لم يكن عجيباً أن غالبية من نفذوا العمليات من أنجح النماذج البشرية، فمنهم المتفوق في دراسته، والدارس لأحدث العلوم، والعروس التي تتحضر لزفافها، جميعهم ناجحون في حياتهم، لكن الإرهاب المنظم الذي تمارسه إسرائيل دفعهم للتضحية بأنفسهم صيانة لحرية وطنهم”.

وأضاف؛ هم ليسوا ممن يطلقون النار الاستعراضي في الشوارع، مشيرا إلى أنهم جيل يؤكد أن كل مشاريع أوسلو والتطبيع وخطط دايتون وما أنفقه  المجتمع الدولي لتغيير هذا الجيل، لم يجد نفعا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات