الدروع البشرية.. وسيلة أهالي نابلس لمنع هدم منازل المقاومين

مع حلول ساعات المساء في مدينة نابلس كبرى مدن الضفة المحتلة.. تتحول منازل عائلات منفذي عملية بيت فوريك “إيتيمار” البطولية والمهددة بالهدم من قبل قوات الاحتلال، إلى قبلة يقصدها الشباب الثائر في صورة من صور الالتحام والتعاضد الوطني ضد ممارسات الاحتلال وجرائمه.
فمنذ اللحظة الأولى لتسلم عائلات المقاومين لقرار هدم منازلهم، حتى تبلورت الأفكار وعزمت النوايا من قبل شبان المدينة على تشكيل حماية ليلية هدفها التجمهر حول تلك البيوت والحيلولة دون تنفيذ قرارات الهدم الصهيونية، وذلك من خلال إغلاق جميع المنافذ المؤدية إليها بالسواتر والحجارة والإطارات المشتعلة.
واتخذ الشبان من شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة لدعوة وتحفيز أندادهم وحثهم على ضرورة الانخراط في لجان الحماية الليلية والرباط حول تلك البيوت متخذين من شعار “إذا لم تدافع اليوم عن بيوت الآخرين فغدا الدور على بيتك”!
الشاب أسامة التمام أحد المشاركين في إحدى اللجان الليلية، يرى بأنها خير وسيلة لرد ممارسات الاحتلال ومخططاته، بل ويرى أنه لولا الرباط الليلي والتضامن الشعبي مع تلك العائلات، لقام الاحتلال بهدم البيوت منذ تسليمه لإخطارات الهدم وحتى انتهاء المهلة الزمنية الممنوحة للعائلات.
وأضاف الشاب خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: ردة الفعل فاجأت الاحتلال أولا ثم هي نقطة تحول جديدة في تفكير الشباب النابلسي لتضحيات عائلات المقاومين، وبمثابة رد جميل على ما جسدوه على أرض الواقع من بطولات نفخر بها”.
أما المواطن أبو حذيفة الطوباسي، فلم يمنعه تقدمه في السن وبعد مكان سكنه عن منزل الأسير سمير الكوسا من التواجد إلى القرب من الشبان المرابطين، ويضيف قائلا: “عندما آتي ليلا و لو لبضع ساعات للرباط هنا أشعر بأنني قدمت ولو قليلا من الواجب اتجاه من تواجه الجرائم العنصرية من عائلات لأبطال ومقاومين”.
ومضى بالقول خلال حديثه لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: “الاحتلال كان يظن بأنه يستطيع التفرد بتلك العوائل وكأنها لقمة سائغة له متوقعا أن نقف وقفة المتفرج ولكن شباب ومواطني المدينة وقفوا لهم بالمرصاد، ونأمل أن يرتدع العدو في كل مرة يحاول المساس فيها بأبنائنا وممتلكاتنا ومقدراتنا”.
عماد الدين شتيوي عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، وأحد المشاركين في لجان التضامن مع عائلات المعتقلين يحدثنا عن أهمية ما تقوم به اللجان وفكرة نشوئها، موضحاً أنه تم اللجوء إلى أسلوب الدروع البشرية منذ بداية انتفاضة الأقصى الثانية، من أجل حماية المنازل المهددة بالهدم للحيلولة دون تنفيذ قوات الاحتلال لقرار هدم عائلات المقاومين الفلسطينيين باعتبارها تندرج في إطار العقوبات الجماعية وردات الفعل غير المبررة.
وتكمن مبادرة لجان التضامن الليلية في تجمع المواطنين داخل المنازل المهددة وانتشارهم في المناطق المحيطة بها منذ حلول مساء كل يوم وحتى طلوع الفجر من كل يوم، وتكثيف التواجد خاصة مع اقتراب نقطة الصفر على انتهاء المهلة المعطاة من الاحتلال لأصحاب المنازل لاستئناف القرار وإخلاء البيوت من أجل هدمها.
وتابع شتيوي خلال حديثه لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: نسعى من خلال تجمعنا إلى جانب عائلات المقاومين لإيصال رسائل للاحتلال أن أهالي المدينة لهم موقف واحد متماسك يرفض هذا القرار ولن نقبل تنفيذه مهما كلف الأمر ونقل صورة ما يجري بحق الفلسطينيين العزل إلى المجتمع الدولي وما يعانوه من قمع واضطهاد ومواجهة لآلة المحتل الصهيوني بصدورهم العارية لحماية منازلهم وحقهم بالعيش بأمان.
وعن مشاركة المواطنين جنباً إلى جنب في الحماية الليلية للمنازل المهددة أكد شتيوي أن هناك مشاركة جادة من كافة المواقع في المدينة، وما حدث من تضامن جماهيري واسع في إسكان روجيب ومشاركة من المواطنين من مخيم بلاطة والقرى المجاورة خير دليل على ذلك، بالإضافة إلى تجمهرهم عند المنازل المهددة في منطقة الضاحية وغيرها يأتي المواطنون من كافة المناطق للتصدي لتهديدات الاحتلال.
ويرى شتيوي أن حملة التضامن مع البيوت المهددة ستنجح بلا شك تماما كما حصل في مخيم عسكر منذ حوالي أسبوع، حيث شكل المواطنون دروعاً بشرية لحماية منزل عائلة أبو حاشية من الهدم، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتمكن الاحتلال من تنفيذ عملية الهدم، هناك مناوبات يومية لحماية المنزل.
ويتجمع المواطنون خلال مشاركتهم في حملات التضامن الليلية أمام المنزل حيث يقومون بالانتشار في المناطق المجاورة ويتخلل ذلك رصدهم لتواجد آليات الاحتلال عدا عن الانطلاق بمسيرات ليلية في الشوارع المحاذية.
كما أن مكبرات الصوت في مساجد المدينة وقراها تبث نداءات موحدة لضرورة المشاركة في المسيرات والهبة الجماهيرية لحماية المنازل وأصحابها، حيث لها أثر كبير في استفزاز مشاعر الشبان ودفعهم للانخراط في عملهم وواجبهم الوطني تجاه أهالي المقاومين.
ومما لا شك فيه، فقد ساهمت ردود الفعل الشبابية وتشكيل دروع بشرية لحماية البيوت المهددة في رفع الروح المعنوية لأصحابها كما أفادت عائلة الأسير المصاب كرم المصري.
وعبرت العائلة خلال حديثها للمراسل بأن وجود المواطنين والتفافهم حول المنزل ليلا يشعرهم بالأمان المعنوي والتكافل الوطني والاجتماعي، وأنهم ليسوا الوحيد في مواجهة آلة الجبروت الصهيونية على حد قولها.
وذكرت العائلة بأنهم لا يثقون بالحكومة الصهيونية ومحكمتها العليا التي طلبت منهم الاستئناف على قرار الهدم معتبرة بأن الاحتلال بكافة مؤسساته مجرم وعنصري وفاقد لمعاني الإنسانية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...