الطالبة المقدسية مرح بكير.. ضحية كذب الاحتلال ومستوطنيه

لم تكن الطالبة المقدسية مرح بكير (16 عاماً)، تعلم عندما غادرت مدرستها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، أنها ستكون هدفاً لأحد المستوطنين المتطرفين، الذي لفق لها محاولة طعنه؛ لتجد نفسها عرضة للإصابة المباشرة برصاص شرطة الاحتلال.
الطالبة بكير التي تغلب البراءة ملامح وجهها الطفولي، أنهت الاثنين (12-10) يومها الدراسي في “مدرسة عبد الله للبنات” لتبدأ رحلة العودة لمنزلها برفقة إحدى صديقاتها، وسرعان ما وجدت نفسها عرضة لمحاولة الاعتداء من أحد المستوطنين أثناء وقوفها في محطة الباصات في منطقة الشيخ جراح، شمالي البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وبحسب الروايات الموثقة، فأثناء توقف بكير وصديقتها عند الإشارة الحمراء، قام أحد المستوطنين، بملاحقتهما ووجه الشتائم لهما، واستمر بملاحقتهما إلى أن توقفتا عند محطة الباصات في منطقة الشيخ جراح، بالقرب من المقر العام للشرطة لشرطة الاحتلال، وعلى الفور شرع المستوطن بالصراخ واصفاً بكير بأنها “مخربة” و”إرهابية”.
الأرض وزيها المدرسي تملؤه الدماء، ويحيط بها جنود الاحتلال من كل جانب،
لكن لا صور لأي مستوطن مصاب أو نازف!
وزعم المستوطن أنها تحمل سكينا وتحاول طعنه، وخلال لحظات هرعت شرطة الاحتلال إلى المكان فورا، وأطلق أفرادها أربعة أعيرة نارية تجاه بكير رغم توسلاتها بأنها لم تفعل شيئاً، ما تسبب بإصابتها باليد، (رصاصتان اخترقتا يدها وسببتا لها تهتكًا في العظام)، وتم زراعة بلاتين لها، كما أصيبت بشظايا رصاص آخر في وجهها ويدها وساقها.
وأفادت زميلاتها أن مرح وقعت على الأرض بعد إطلاق النار عليها، وخلال دقائق أحاطها العشرات من قوات الشرطة والمخابرات الصهيونية، ووجهوا أسلحتهم عليها، رغم أنها كانت تنزف دما وتصرخ. وحين حاول أحد الشبان مساعدتها قامت عناصر شرطة الاحتلال باعتقاله واتهامه بأنه شريكها في التخطيط لتنفيذ عملية طعن.
وثق فيديو جريمة استهداف الطفلة بكير، وانتشرت يومها صورها وهي ملقاة على الأرض وزيها المدرسي تملؤه الدماء، ويحيط بها جنود الاحتلال من كل جانب، لكن لا صور لأي مستوطن مصاب أو نازف!
ورغم إصاباتها المتعددة وتبين أنها كانت ضحية افتراء أحد المستوطنين، إلا أنها لا تزال رهينة الاعتقال للتحقيق، فيما تمنع السلطات عائلتها من زيارتها، وعقدت لها “جلسة تمديد غيابية” لاستكمال التحقيق معها، إضافة إلى تحقيق مع طالبات من المدرسة، واعتقال إحداهن.
ويؤكد خال الفتاة طارق المبيض، أن ابنة أخته لم تطعن أحدا، وأن مستوطنا حاول مضايقتها وبدأ بالصراخ بكلمة “إرهابية” لتأتي قوات الاحتلال وتطلق الرصاص على مرح بدون بيّنة أو دليل.
ويضيف المبيض: “نقلوا مرح إلى مشفى هداسا عين كارم في القدس تحت حراسة أمنية، ومنعوا والديها من رؤيتها والاطمئنان عليها، حتى إنهم رفضوا أن تقوم محاميتها سناء الحرباوي من التقاط صورة لها لنطمئن عليها”.
في غضون ذلك، أخبر الأطباء المحامية الخاصة بمرح، أن وضعها الصحي مستقر، مع احتماليّة تضرر أعصاب يدها اليسرى.
وعقدت محكمة الاحتلال للفتاة بكير -من بلدة بيت حنينا- جلسة محاكمة غيابية يوم الثلاثاء الماضي، ثم قامت بتأجيلها للأحد القادم مع عدم عرض هوية المستوطن المصاب لا صوره؛ بحجة أن الملف سريّ، ثم ادعوا لاحقا في جلسة المحكمة أن المصاب شرطي وليس مستوطنا كما ادعوا في البداية، وسط تضارب واضح في الرواية الاحتلالية، وضبابية في الأدلة.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيه مرح لمضايقات المستوطنين عند مغادرتها لمدرستها؛ فشقيق مرح الأكبر موسى بكير يؤكد أنها كانت تشتكي من مضايقات المستوطنين لها ولزميلاتها أحيانا كثيرة.
واستدعى الاحتلال في نفس يوم إصابة مرح أربعًا من زميلاتها من داخل مدرستهن، رغم أنهن لم يتواجدن في مكان الحادثة، ثم عاد ليستدعي زميلة خامسة يوم الثلاثاء الماضي ويحقق معها في نفس القضية؛ في محاولة منه لإرهاب زميلاتها وإجبارهن على الاعتراف بما لم يحدث خصوصا وأنهن لم يرين الحادثة أبدا.
وفي ذات السياق غابت طالبة أخرى عن الوعي على بعد أمتار من مكان الحادثة بسبب خوفها الشديد، لتهذي بعد استيقاظها باسم مرح وبجملة “اليهود طخوا مرح!”.
واستدعت شرطة الاحتلال في نفس لحظة وقوع الحادثة والدي الطالبة مرح بكير إلى مركز التحقيق “المسكوبية”، وهناك جلب المحقق لأم مرح دفترا جديدا كُتب عليه بخط ركيك وقلم ملون عبارات مثل: “سامحيني يا أمي، أنا بحبك ما تزعلي مني، وفلسطين حرة”.
تقول والدة الفتاة سوسن بكير لـ”كيوبرس”: “لم يكن خط ابنتي، خط ابنتي جميل جدا، وذلك الخط بشع وضعيف اللغة. لم يكن دفترها أيضا، أنا أعرف حاجياتها وكتبها، كانت محاولة من المحقق لتلفيق تهمة لابنتي، ونسب هذا الدفتر لها”.
تطمح المصابة مرح بكير طالبة الثانوية العامة إلى دراسة المحاسبة أو السكرتارية الطبية.
وتضيف والدتها إنها صاحبة شخصية قوية وقلب حنون، وتكمل: “أريد حق ابنتي، فقد أضروها وعرقلوا طموحها، حتى إن شرطيا كان بجوارها في المشفى وصفها بالقاتلة. أريد استعادة ابنتي وإنهاء هذا الظلم”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...