الثلاثاء 13/مايو/2025

الحراك الشبابي في الداخل.. مشاركة فاعلة ووعي طني

الحراك الشبابي في الداخل.. مشاركة فاعلة ووعي طني

لعبت الحركة الشبابية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 دورا مهمًّا وتاريخيا في تنظيم الجماهير وتعبئتهم وطنيا ونضاليا، وفي ظل تراجع دور الأحزاب في الداخل الفلسطيني في خلق حالة نضالية جديدة، أخذ ما يعرف بالحراك الشبابي الفلسطيني على عاتقه هذه المهمة.

الحراك الشبابي الذي يضم عشرات النشطاء الشباب من مختلف الأحزاب والمستقلين يقود الشارع الفلسطيني في الداخل إلى حالة نضالية غير تقليدية، ويسبق الأحزاب ولجنة المتابعة العربية بردة فعله على الانتهاكات الصهيونية وبآليات التظاهر التي استحدثها وباستخدام التقنيات الحديثة لنشر أفكاره والتجنيد لنشاطاته.

وليس صدفة أن أجهزة المخابرات الصهيونية ترصد تحركات النشطاء الشباب في الداخل الفلسطيني على الفيسبوك وتويتر؛ فقد صرح محققوها للشباب والشابات الذين تم استدعاؤهم للتحقيق بعد الحراك التضامني مع الأسرى في “إضراب الأمعاء الخاوية” الذي انطلق في أيلول الماضي ولاحقًا في آذار/ نيسان 2012، على أنهم يراقبون كل ما يكتب وينشر هناك.

“المركز الفلسطيني للإعلام” حاور قيادات فاعلة في الحراك الشبابي الفلسطيني في الداخل واطلع على نظرتهم إلى الهبة الجماهيرية ودور الشباب فيها وسيناريوهات صمودها في وجه آلة القمع الصهيونية.

حشد الجماهير 

الناشطة الشبابية في الحراك الشبابي وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع نيفين أبو رحمون، قالت إن: “الحراك الشبابي نشأ من أجل المساهمة في حشد أكبر عدد ممكن من الجماهير وخاصة الشباب، ومن أجل المشاركة في النضال ضد الاحتلال بشكل غير تقليدي كما اعتادت عليه الأحزاب في الداخل الفلسطيني”.

وأضافت أبو رحمون لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الحراك الشبابي يعطي نفسًا ثوريًّا للشباب ويجنبهم إمكانية احتوائهم من خلال الأحزاب كما حدث في كثير من الهبات الجماهيرية، وبالتالي حضور الحراك الشبابي في الشارع يجبر الأحزاب في الداخل على الانحياز إلى الجماهير ويجبر المتابعة على اتخاذ موقف واضح تجاه هذا النضال”.

وأكدت: “نحن نؤمن اليوم بنضال الشارع بمشاركة واسعة من كافة الفئات الجماهيرية، ونحن بحاجة إلى رد فعل موحد من الجميع على هذا النضال والحراك الشبابي”.

وعي شبابي ومشاركة واسعة

وحول مشاركة الشباب الفلسطيني في الداخل في الهبة الجماهيرية؛ قالت أبو رحمون: “المشاركة الشبابية في هذه الهبة كبيرة مقارنة بمثيلاتها، وهناك دور شبابي فلسطيني فاعل وجيل متشبث بهويته يقول أنه لا يهادن مع الاحتلال، جيل يحاول أن يحدد ملامح أفضل له ولقضيته”.

وأضافت “نحن أمام ضرورة تعميم وعي سياسي لأهمية الاحتجاج والانضمام إلى هذه الهبة الشعبية من خلال موقف واضح للقيادة الفلسطينية في الداخل والضفة وغزة، بحيث تعبر عن قيادة موحدة وحكيمة تقود هذا النضال نحو استراتيجية واضحة”.

بدوره أكد الناشط في الحراك الشبابي محمد كبها أن “الشباب الفلسطيني في الداخل كسروا حاجز الخوف، وهم باتوا يعرفون أن السبيل الحقيقي لحريتهم لن يكون بالمفاوضات العبثية، وإنما بنزولهم إلى الشارع وتصديهم لعنجهية الاحتلال”.

وأضاف كبها “الشباب الفلسطيني في الداخل اليوم أكثر وعيا بقضاياهم، لذلك هم اليوم أكثر قدرة على الصمود في وجه محاولات الاحتلال إخماد هبتهم وانتفاضتهم”.

وقال كبها إن: “الهبات الجماهيرية في الداخل تشكل وعيًا تراكميًّا لدى الشباب الفلسطيني، ورغم كل محاولات القمع يثبت الشباب أنهم في كل مرة أقوى من سابقتها”.

نحن الأقوى

فيما تؤكد الناشطة نيفين أبو رحمون أننا “نعول على جيل شباب مع قيادة محكمة قادرة على تحديد ملامح هذه المرحلة، ونحن أمام محاولات قمع صهيونية أكثر شدة من سابقاتها، وكان آخرها إخماد صوت النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي واعتقالهم ومنعهم من التعبير عن رأيهم واعتقال ناشطة شبابية مع والدها للضغط النفسي والاجتماعي عليها واعتقال عشرات القاصرين وتوجيه تهم فضفاضة للمعتقلين”.

وعدّت أبو رحمون أن “وجه التشابه بين هذه الحالة وهبة الأقصى هو أن الاحتلال مرتبك أمام هذا الجيل الشاب تماما كما حدث في عام 2000؛ حيث لم يتوقع وجودًا شبابيًّا في تلك الهبة في ظل محاولات الأسرلة الصهيونية، واليوم هو أمام جيل آخر أكثر صلابة ووعيًا ولا يهاب الاحتلال وشرطته واعتقالاته وقمعه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات