الثلاثاء 13/مايو/2025

النائب النتشة.. لقاء يتيم بالعيد مع عائلته منذ 17 عاما

النائب النتشة.. لقاء يتيم بالعيد مع عائلته منذ 17 عاما

وسط مشاعر الحزن وألم الفراق، استقبلت عائلة النائب في المجلس التشريعي، محمد جمال النتشة، عيد الأضحى لهذا العام؛ بسبب غيابه القسري عنها، حالها كحال قرابة خمسة آلاف عائلة أخرى تتجرّع المعاناة ذاتها؛ لاعتقال أبنائها وتغييبهم في سجون الاحتلال الصهيوني.

تقلّب عائلة النائب عن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخليل، شريط ذكريات بعيدة، تستحضر فيها تلك المناسبات القليلة التي شاركتها معه، فمنذ 17 عاما لم تجد فرحة العيد لمنزلها طريقا، ولم تحظ العائلة إلاّ مرة واحدة خلال هذه الأعوام بقضاء العيد معه.

فرحة منقوصة

تستذكر أحلام الشعراوي زوجة النائب، أيام العيد التي كان يقضيها “أبو همام” مع العائلة، حيث “الفرحة والحيوية وأصوات التكبير والتهليل تتعالى صباح يوم العيد قبل أن يصطحب الأبناء لصلاة العيد وزيارة الأرحام والأقارب”، في حين لا تخفي شعورها والعائلة بالألم والمرارة خاصة في مناسبات الأعياد وزواج الأبناء وقدوم الأحفاد وهي المناسبات التي غيبّه الاحتلال عن حضور معظمها.

وقالت “حجم معاناة وألم العائلة في الأعياد ليست بحاجة لوصف؛ فالعائلة لم تفرح في العيد على مدار 17 عاما إلا مرة واحدة عام 2010 عندما سنحت الفرصة لأبو همام بقضاء العيد تلك المرة التي أصبحت ذكرى يستعيد الأبناء تفاصليها في كل عيد ومناسبة”.

وأضافت “العيد فرحة ولقاء ولمة الأحباب، لكن أبو همام موجود بروحه معنا، وألم الفراق ممزوج بالرضا من خيار الزوج على هذا الطريق؛ رغم ما يكلّف من ثمن”، لافتة إلى أن نجلها الأصغر محمد (20 عاما) لم يحظ منذ كان عمره 6 سنوات برؤية والده، سوى خلال فترة 7 أشهر بسبب الاعتقال المتكرّر للوالد.

وأبلغت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” قبل أيام، النائب النتشة (58 عاما)، بتمديد قرار اعتقاله الإداري (بدون تهمة أو محاكمة) للمرة السابعة على التوالي لمدة ثلاثة أشهر، حيث إنه يقبع في سجون الاحتلال منذ آخر اعتقال له عام 2013.

تلويح بالإضراب

وبدأت رحلة النائب النتشة مع الاعتقال، عام 1988، حيث اعتقل آنذاك للمرة الأولى، فيما بلغت أطول مدة اعتقال متواصلة قضاها في الأسر 8 سنوات ونصفا، ولم ينعم بالحرية سوى 7 أشهر منذ أن انتخب عضوا بالمجلس التشريعي عام 2006، وبلغ مجموع ما أمضاه في سجون الاحتلال 18 عاماً، نصفها بموجب قرارات اعتقال إدارية.

وأشارت زوجة النتشة في حديثها لوكالة “قدس برس”، إلى أن زوجها يهدّد بالإضراب عن الطعام في حالة استمرار اعتقاله الإداري.

ويبقى الأسير النتشة، نموذجاً، للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الذين يكابدون مع ذويهم، ألم الفراق والبعد في العيد؛ ليسطروا حكاية عنوانها الأبرز الألم والأمل وتحدي الاحتلال وممارساته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات