الثلاثاء 13/مايو/2025

ضرب فتى بيت لحم.. التنسيق الأمني في مواجهة نصرة الأقصى

ضرب فتى بيت لحم.. التنسيق الأمني في مواجهة نصرة الأقصى

في مشهد افتراضي.. تخرج مسيرة منددة بالاعتدءات الصهيونية على المسجد الأقصى في مدينة بيت لحم، فتتعرض للقمع من أجهزة السلطة، هذا المشهد لو ساقه أحدهم فجر الجمعة، لعُدّ ضربا من الخيال والجنون؛ فاعتداءات الاحتلال على الأقصى وصلت إلى حد غير مسبوق، ومن الاستحالة بمكان أن تنتصر عقيدة “التنسيق الأمني” على حب الأرض والوطن. 

ولكن يبدو أن عقلية أجهزة السلطة فاقت كل خيالات مخرجي ومنتجي الأحداث في دور السينما العالمية، ورفضت هذه الأجهزة أن تفوّت فعالية النصرة لمسجد مكلوم، دون أن يكون لهراواتها الكلمة الفصل في زيادة معاناة أبناء الشعب الفلسطيني.

صورة ذاك الفتى الفلسطيني الذي انهالت عليه أجهزة السلطة بالهراوات، هي المشهد الذي أرادت أجهزة السلطة أن يبقى خالدًا وعالقًا في الأذهان، في رسالة مفادها أن التنسيق الأمني أولا. 
 
فهتاف ذاك الفتى للمسجد الأقصى لم يسعفه من هراوات انهالت عليه بلا رحمة أو شفقة، في مشهد أقرب ما يكون إلى عصور حجرية بائدة.. لا مكان لها في قاموس الإنسانية والبشرية؛ فأي مسوغ أخلاقي أو قانوني أو إنساني ترتكز عليه أجهزة السلطة باعتدائها الوحشي على فتى أعزل جريمته هتاف للمسجد الأقصى. 
     

سلطة أم احتلال

الطالبة سندس عبد الله، من جامعة بيرزيت، كتبت على صفحتها عبر الفيسبوك، تقول: “بداية الصورة كنت أظن أن جنود جيش الاحتلال هم من يقومون بضرب الفتى بالهراوات؛ ولكن تبين لي أن عناصر من أجهزة السلطة هي من تقوم بهذا الفعل الإجرامي.. ذهلت وبدأت أدعو عليهم كما أدعو على جيش الاحتلال”.

ويقول علي الخطيب، من بيت لحم، أن الصورة تظهر مدى وحشية عناصر السلطة وقمعهم لشعبهم أكثر من الاحتلال، وأن ما جرى لو كان حتى داخل دولة الاحتلال لاستقال وزير الداخلية، ولكن عندنا لا حياة لمن تنادي في ظل أجواء بوليسية قمعية.

وكانت مسيرة جماهيرية قد انطلقت في مدينة بيت لحم بعد صلاة جمعة يوم أمس؛ نصرة للمسجد الأقصى، حيث سارعت أجهزة السلطة لقمعها واعتقال عدد من المشاركين، خاصة من الفتية والأطفال وضرب بعضهم بالهراوات.

اتفاقية “أوسلو”

ويقول بروفيسور السياسة عبد الستار قاسم، إن ما جرى من أجهزة السلطة هو ما تنص عليه اتفاقيات “أوسلو” بمنع المقاومة والمظاهرات ضد الاحتلال عند نقاط التماس وغيرها، وأن التنسيق الأمني يشكل عقبة كأداء لانطلاق انتفاضة ثالثة في الضفة نصرة للقدس والأسرى وضد الاستيطان.

وشهد أمس، يوم غضب عارم؛ احتجاجا على اقتحامات المسجد الأقصى، حيث خرجت مسيرات غاضبة في دول عربية وإسلامية، وفي مدن الضفة الغربية جرى قمعها من جيش الاحتلال وأجهزة السلطة، ويقول المواطن عزت أحمد من نابلس: “كون السلطة قمعت المسيرات وحتى بدون صور ضرب الفتى المخزية، هذا يعني رضاها عما يجري في القدس، وهيك سلطة عبء وعار على الشعب الفلسطيني”.

تشويه نضالات

بدورها تقول شيماء خليل من رام الله: “اعتذار عدنان الضميري عن جريمة شرطته لا يكفي؛ عليه الرحيل هو وأجهزته التي شوهت النضال الفلسطيني، وأظهرت الفلسطيني يضرب أخاه لأجل الراتب وإرضاء للاحتلال، وجعلته ينوب عن الاحتلال وصار بمثابة عميل وخائن، سلطة كهذه تلحق الخزي والعار بنا، وعليها أن ترحل”.

وتتساءل منى حمدان من جنين: “منذ 22 عاما على توقيع “أوسلو” ماذا جلبت لنا السلطة سوى تشويه نضالات وتضحيات شعبنا، آخرها كان ضرب الفتى، وسوى المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي، والمزيد من التراجع على مختلف المستويات.. على من يفشل أن يرحل، وأن يحاكم قبل رحيله على ما اقترفت يداه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني”.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها أجهزة السلطة بقمع مسيرات مناهضة للاحتلال الصهيوني، وتتذرع دائما، بعد كل عملية قمع بأنها أعمال فردية، ولكن يبدو أن استمراريتها ضربت مصداقية هذه الرواية.

شاهد فيديو ضرب أفراد أجهزة أمن السلطة للفتى المشارك بمسيرة نصرة الأقصى، بمدينة بيت لحم:

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات