حجاج غزة.. دعوات لتحرير الأقصى ورفع الحصار

بدموع كانت شاهدة على مشاعر الحاجة الغزية “أم علي” التي كان من الصعب وصفها بالكلمات، فهي لم تكن دموعًا لوجع لمعاناة الحصار، فهذه المرة كانت دموع الفرح التي تستعد بها لأداء فريضة الحج.
ورغم رؤية اسمها في قائمة حجاج غزة إلا أنها لا تزال تشعر أنها في حلم لن يفسر إلا برؤية الكعبة، خاصة أنها حاولت في السابق مرات عديدة من أجل السفر للحج لكن لم يكتب لها خلال السنوات الماضية، الأمر الذي جعل شوقها يزداد أكثر.
شوقها الكبير لذلك لم يجعلها تنسى أن تكتب في أجندة قلبها الدعاء لتحرير المسجد الأقصى وكسر حصار غزة والدعاء للأسرى والشهداء، خاصة أنه الدعاء الملازم لفؤادها، والأمر سيزداد في البقعة المباركة في مكة.
مشاعر كثيرة حملها حجاج غزة وهم يجهزون أمتعتهم للاستعداد لرحلتهم التعبدية لأداء فريضة الحج التي ستخفف عن قلوبهم الكثير من المعاناة جراء الحصار والأوضاع الصعبة التي تلمّ بالقطاع.
بفرح كان واضحًا على ملامح الحاجة “أم علي” (58 سنة) وهي تشمر عن ساعديها، لتجهيز حقيبتها وحقيبة زوجها، لحمل الأشياء الضرورية التي سترافقها في رحلة الحج.
وكانت كلما وضعت قطعة من الملابس في الحقيبة تبتسم وتسأل نفسها “هل صدقاً سوف أحج هذا العام؟”، وسرعان ما تجيب عن السؤال حينما تمسك بأناملها ملابس إحرام زوجها وتضعها في الحقيبة.
وقالت لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لقد حاولت ثلاث مرات من قبل للحج، لكن للأسف كل مرة لم أستطع فيها ذلك، فكنت أشعر بالألم خاصة حينما أتابع الحجاج على التلفاز، كنت أنظر إليهم وأستشعر أنني معهم، لكن سرعان ما أشعر بالحزن لأنني لست معهم”.
وتابعت: “لقد كان قلبي يتشوق كثيراً لذلك، ما جعلني أعد الأيام والساعات وحتى الثواني لتقترب أكثر من اليوم والساعة التي سوف أنطلق بها للوصول إلى الكعبة”.
وذكرت، أنها لا تستطيع أن تخفي قلقها بأن يغلق المعبر أمام الحجاج لأي سبب من الأسباب، ما جعلها تترقب أوضاع المعابر والسماح لحجاج غزة بالسفر.
وبمجرد أن سألتها “مراسلتنا” حول الدعاء الذي سوف تحمله في فؤادها في المكان المبارك، بسرعة البرق قالت: “تحرير الأقصى.. فلا يمكن أن يغيب تحريره عن دعائي سواء كنت في غزة أو أمام الكعبة وأي مكان، فقلبي يلحّ بالدعاء لتحريره”.
وتابعت: “حصار غزة ومعاناة غزة وكل ما تحمله من وجع من الصعب أن يغيب عن دعائي.. أسأل الله تعالى أن يفرج كرب غزة وأهلها ويفرج كرب المسلمين في كل مكان”.
ويشار هنا إلى أن حجاج قطاع غزة يتم مغادرتهم للقطاع على مدار ثلاثة أيام بواقع (800) حاج يومياً، في ثلاث رحلات يومياً انتهت يوم الأربعاء.
من جهته، قال وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية حسن الصيفي أثناء وداعه للدفعة الأولى لحجاج غزة: “نريد من حجاجنا أن يكونوا سفراء خير لفلسطين والقدس والأقصى”.
أما المواطن الغزي عبد الرحمن أحمد الذي أتم كافة التجهيزات من أوراق وحقيبة، فكان من الصعب عليه أن يعبر عن فرحته وشوقه الكبير لأداء مناسك الحج.
وذكر لمراسلتنا، أنه في النظرة الأولى للكعبة المشرفة سيكون الدعاء لتحرير الأقصى وكسر حصار غزة.
ولفت، إلى أنه يجد نفسه بمثابة سفير للقضية الفلسطينية يحمل في قلبه وجع القدس ومعاناة غزة، الأمر الذي جعله يرغب أن يسخر نفسه في رحلته التعبدية أن يخبر من حوله عن هذا الوجع، خاصة أن الكثير منهم لا يعلم الكثير عن غزة، ولا حتى عن محاولات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني لمدينة القدس.
وأكد أن هذا واجبٌ، قائلا: “معاناة غزة أكبر ما يتصوره الكثير في الخارج؛ فالكثير لا يعلم أن غزة لا تجد الدواء والكثير من الأشياء الضرورية”.
ولم يستطع عبد الرحمن أن يخفي شعوره بالتعب والقلق جراء إجراءات معبر رفح والمسافة الطويلة التي تزيد بوقتها عن (8) ساعات التي تفصل المسافر من معبر رفح إلى مطار القاهرة.
وبين بالقول: “طريق حجاج غزة يكون مليئًا بالأشواك، لكن كل ذلك يهون بمجرد أن تبصر عيناه الكعبة التي طالما حلم برؤيتها والدعاء من أمامها”.
وعبر، عن ألمه لعدم قدرة الكثير من الأهل والأصدقاء على أداء الحج خاصة أن البعض منهم قد استشهد قبل أن يحقق حلمه بذلك، الأمر الذي جعله يعتزم أن يؤدي العمرة عن عدد من الشهداء والأسرى بعد أن يؤديها لنفسه أولاً.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...