آهات المرضى على أطلال مستشفى الوفاء

“لازال دوي صوت الصواريخ، التي استهدف بها العدو الصهيوني مستشفى الوفاء بحي الشجاعية يقرع أذني.. ومشاهد الرعب حاضرة في ذهني..هكذا بدأت آية عبدان، التي ترقد على سرير الشفاء، حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”.
وتستعيد شريط الذكريات بشكل يومي، وتقول: “من الصعب على ذاكرتي أن تنسى مشاهد الدمار الهائلة التي حلت بالمستشفى وأنا في داخله، دون أن يكترث الاحتلال إلى أن المستهدفين هم مرضى وكبار السن وكل ما تقدمه “الوفاء” هو الرعاية الصحية لهم”.
وتقول آية المصابة بالشلل بالأطراف السفلية لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لقد تركز قصف المستشفى على الطابق الرابع، من الأعلى إلى الأسفل، فكانت لحظات إخلاء المرضى صعبة جداً، خاصة أن القصف بات من جميع جهات المستشفى”.
وتعود بذاكرتها المنهكة إلى أصعب لحظات حياتها: “كان من الصعب الرؤية، فالغبار شديد جراء القصف وتطاير الزجاج وتعالي صراخ المرضى، والأصعب من ذلك هو عدم مقدرتي على الحركة”.
وتتابع: “تم إخلاء المرضى ونقلنا بالإسعاف، كان يتم حمل المرضى على الأكتاف والنزول من خلال الدرج؛ لأنه من المحال استخدام المصعد الكهربائي”.
ومما فاقم آلامها: “لم أستطع استكمال العلاج، وزاد الأمر صعوبة لدي، حينما وجدت كل شيء مدمر في مستشفى الوفاء”.
وتطالب الجميع العمل على مساعدة “الوفاء” كي ينهض ويعود مثل السابق، حتى يستطيع تقديم خدماته الصحية، خاصة أنه الوحيد للتأهيل الطبي في غزة.
هول الدمار الذي حل بالمستشفى لم يجعل له أثرا، فكل مبانيه الشاهقة سويت بالأرض؛ وغدا أثرا بعد عين.
وجدير بالذكر أن مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية تأسس في العام (1996)م، كأول مركز تخصّصي في مجال التأهيل الطبي للإعاقات الحركية والإدراكية بقطاع غزة، وبسعة سريرية تبلغ (75) سريراً، ويقع أقصى حي الشجاعية، ويبلغ عدد الحالات التي يخدمها المستشفى سنوياً قرابة (2000)حالة.
كما وتعرّض المستشفى لاعتداءات الجيش “الإسرائيلي” عدة مرات في الأعوام (2005- 2008- 2012)، إلا أن آخرها في العدوان الأخير (2014) كان الأشد والأكثر تدميراً.
مدير المستشفى تيسير البلتاجي، وهو يقف على أطلاله، يقول في مؤتمر صحفي: “لقد مر عام على دمار المستشفى، ونحن ننتظر إعادة الإعمار.. عام مضى وآهات المرضى تتعالى ونحن نبذل المستحيل للتخفيف عنهم”.
وأضاف: “المستشفى يعتبر الأول والوحيد بقطاع غزة في مجال التأهيل الطبي لذوي الإعاقات الحركية والإدراكية”.
ويشار إلى أن المستشفى يحتوي مراكز ووحدات وأجهزة مهمة ونادرة تم تدميرها، كمركز القدم السكري، ووحدة العلاج بالأوكسجين المضغوط، وجهاز فحص ديناميكية التبول، وغرف العمليات الجراحية المتعلقة بالإعاقة، وجهاز المشي المعلق، والعديد من العيادات التخصصية…التي أدى فقدانها إلى فقدان الكثير من المعاقين والجرحى بوصلتهم الطبية، وتعرضهم للعديد من المضاعفات في وجود الحصار المطبق.
وذكر البلتاجي، أن الخسائر تتمثل في تدمير المباني التي تقدر مساحتها بثمانية آلاف متر مربع وبخسائر مالية تقدر بـ(14) مليون دولار.
وأشار إلى أن (7000-8000) مراجع من المترددين على المستشفى سنوياً فقدوا بوصلتهم ومرجعيتهم الطبية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...