الإثنين 12/مايو/2025

البويرة.. القرية المبتورة

البويرة.. القرية المبتورة

لا يزال جرح انتفاضة الأقصى التي طمست السياسة ثمارها ينزف في أحياء وبلدات ومدن بكاملها في الضفة الغربية؛ فالعشرات منها تستخدم الدواب والوسائل البدائية لنقل الحاجيات بسبب إغلاق شوارعها، واعتبارها مناطق عسكرية، ومنع الحياة عنها ليكون الشلل الذي يصنعه الاستيطان وجنود الاحتلال يحقق أهدافا نجح في بعضها وأخفق في جلها؛ وفي ذلك دلالة على إرادة شعب لا يقهر لو عاش في العام 2015 في العراء، ولعل قرية البويرة واحدة من نماذج الجرح.

القرية المبتورة

تقع قرية البويرة شرق محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وتقبع على أراضيها عدة مستوطنات أبرزها مستوطنة “كريات أربع”؛ كما أن معسكرات وبؤر الاحتلال العسكرية محيطة بها من كل مكان، في حين ما يزال شارعها الذي يعيد الحيوية لها مغلقا منذ 15 عاما لصالح المستوطنين والاحتلال.

ويقول المواطن مراد الجعبري من القرية لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إن الشارع الرئيس ومدخل القرية مغلق منذ اجتياح الضفة قبل 15 عاما وبداية انتفاضة الأقصى، وهو محاذٍ لمستوطنة “خارصينا” المقامة على أراضي المواطنين في القرية، مبينا بأن هذا الأمر هو واحد من رزمة مآس تعيشها المنطقة.

ويوضح الجعبري بأن جماعات المستوطنين أقدموا على مهاجمة أراضي المواطنين عدة مرات في القرية، وقاموا بتحطيم نوافذ المنازل وحرق مركبات المواطنين، وهو اعتداء يتكرر بين الفينة والأخرى.

ويضيف: “بسبب إغلاق الشارع يضطر المواطنون للسير على الأقدام في طرق ترابية ووعرة، وكلما حاولنا زراعة أشجار زيتون يقوم المستوطنون باقتلاعها وحرقها، كما أن المنطقة التي نقطنها مصنفة “ج” حسب اتفاقية أوسلو، وتتعرض منازلنا وآبار المياه فيها للهدم بحجة عدم الترخيص”.

ويبلغ عدد سكان البويرة حوالي 2500 نسمة، وهي تقع شمال مستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي المواطنين شرق الخليل، وتتبع في الخدمات لبلدية الخليل.

قوقعة!

ويهدف الاحتلال من خلال تلك السياسات إلى إجبار الأهالي في تلك المناطق المغلقة والمحاصرة إلى التقوقع والذهاب للسكن في داخل المدينة، ما يجعل السيطرة على أراضيهم والجغرافيا هناك أكثر يسرًا للمستوطنين، كما أنها وسيلة أمنية تريح الاحتلال من ميزانية أخرى للحماية والأمن في الشوارع الرئيسية.

ويقول الناشط ضد الاستيطان في منطقة الخليل راتب الجبور لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إن شارع قرية البويرة مغلق منذ 15 عاما لأنها قريبة من الطريق الاستيطاني وقريبة من معسكر احتلالي على الطريق القريب من مستوطنة “كريات أربع” و”كريات خارصينا”، مبينا بأن الاحتلال يغلق الشارع تحت ذرائع أمنية، وبحجة أنه يشكل خطرًا على حياة المستوطنين.

ويشير الجبور إلى أن أهالي القرية يضطرون للسير على الأقدام لقطع مسافات طويلة لاجتياز الطريق المغلق، فيما يحاول الاحتلال أن يتجنب دفع أموال طائلة لتوفير الحماية للمستوطنين على الطريق.

ويضيف: “المستوطنون أصلا هم من أغلقوا الطريق، ويضغطون على الاحتلال كي تبقى مغلقة، كما أن هناك طريقا تصل بلدة بني نعيم مع البلدة القديمة في الخليل الاحتلال قام بفتحها في شهر رمضان حيث كانت مغلقة منذ بداية الانتفاضة الثانية، إلا أن المستوطنين يضغطون لإغلاقها كذلك، وهناك طريق مغلقة في خربة قلقس القريبة من مستوطنة “حاجاي” المقامة على أراضي جنوب الخليل، وكلها أوامر من المستوطنين، ولأجل راحتهم على حساب المواطنين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات