عاصم اشتية.. حامل الراية الطلابية يغيَّب في مسلخ بيت لحم

منذ اليوم الأول لالتحاق الطالب عاصم جميل اشتية (21 عاماً)، في صفوف الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، وهو يعلم علم اليقين، أنه سيدفع ثمناً باهظاً مقابل خدمة إخوانه الطلبة، ليس من ضياع الكثير من وقته المخصص للدراسة فحسب، ولا جراء ملاحقة الاحتلال له كبقية زملائه في الكتلة، بل أيضاً من الملاحقة الدائمة له من قبل أجهزة السلطة، التي ترى في الكتلة الإسلامية “جريمة” يعاقب عليها قانون التنسيق الأمني.
التحق عاصم بجامعة النجاح في العام الدراسي (2012-2013)، بعد حصوله على 89.6 في الثانوية العامة في الفرع العلمي، ليتخصص في كلية هندسة الحاسوب، وهو الآن في سنته الرابعة، إلا أن حبه للعمل العام في خدمة الطلبة، دفعه للانضمام إلى الكتلة الإسلامية، وقد شغل منصب عضو مجلس الطلبة عن لجنة الأرشيف عام 2014 وحتى الآن، كما تسلم مسؤولية قيادة الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح منذ اعتقال مسؤولها السابق لدى الاحتلال.
منذ ذلك وعاصم يتعرض لملاحقة من قبل أجهزة السلطة على خلفية نشاطه الطلابي، ومشاركته في فعاليات مؤازرة لقضايا وطنيه ضد الاحتلال.
اعتقل عاصم خمس مرات لدى مختلف أجهزة أمن السلطة كان أولها وهو في السادسة عشرة من عمره واستمر اعتقاله لعدة أيام، أما ثاني اعتقال له فكان في ذات السنة لدى جهاز الاستخبارات العسكرية، حيث اقتيد عاصم إلى مقر سجن جنيد، ووضع داخل زنزانة انفرادية دون فراش أو غطاء واستمر ذلك لمدة أسبوعين، واعتقل بعدها بعام لدى جهاز الأمن الوقائي، واستمر اعتقاله لمدة خمسة أيام.
وخلال وجوده على مقاعد الدراسة الثانوية العامة اعتقل بتاريخ 02-07-2012 لدى جهاز الأمن الوقائي بمنطقة الطور في مدينة نابلس لمدة أسبوع كامل، وذلك على خلفية مشاركته في تشييع شهيد من إحدى قرى مدينة نابلس، كما اعتقال بتاريخ 17-10-2014 وهو على مقاعد الدراسة الجامعية، لمدة خمسة أيام لدى جهاز الأمن الوقائي، من أحد شوارع مدينة نابلس خلال مشاركته بمسيرة تندد باعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، كما استدعي على خلفية عمله النقابي في الجامعة قرابة العشرين مرة.
وفي شهري حزيران وتموز من العام الحالي شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة ضد أبناء حركة حماس وطالت 250 منهم، وكان لعاصم منها نصيب حيث اقتحمت الأجهزة منزل ذوي عاصم في بلدة تل جنوب نابلس بحثاً عنه، لكنه لم يكن فيه، ورفض تسليم نفسه لهم، وقد حرم خلال مطاردته من التوجه إلى الجامعة خشية اعتقاله، ما فوَّت عليه فرصة تقديم امتحاناته النهائية للفصل الصيفي، إلى أن تم اعتقاله من أحد شوارع المدينة بتاريخ 9-08-2015 على يد جهاز المخابرات، وتم اقتياده مباشرة إلى مقر المخابرات في سجن بيت لحم سيئ السمعة لما يمارس فيه من تعذيب بحق المعتقلين السياسيين.
يقول والده جميل اشتية لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أخشى ما أخشاه على عاصم حدوث أضرار جسدية له، بسبب اعتقاله في سجن بيت لحم، سيما والسمعة السيئة لهذا السجن، وما يروى من الكثير ممن خرجوا منه عن تعرضهم لحالات شديدة من التعذيب”.
وأضاف والد عاصم: “ولا أخفي إن قلت إن عاصم يعاني من مرض دوالي في رجليه، ويحتاج إلى رعاية خاصة، ولا يحتمل على الإطلاق هذا السجن”.
أما مثنى شقيق عاصم فقال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “ما وصلنا من أخبار أن ضباط المخابرات بدأوا بتعذيبه من اللحظة الأولى لدخوله السجن، وقد تواصلنا مع مؤسسات حقوق الإنسان لزيارته والاطمئنان عليه، إلا أنهم عبروا عند عدم قدرتهم على زيارته، فالأجهزة الأمنية تمنع زيارتهم في الأيام الأولى للمعتقلين”.
وقد عبرت (المنظمة العربية لحقوق الإنسان) ومقرها في بريطانيا في بيان وصل مراسلنا نسخة عنه: “عن بالغ قلقها لنقل العضو في مجلس الطلبة في جامعة النجاح عاصم جميل اشتية إلى مقر المخابرات في بيت لحم حيث تم توثيق عمليات تعذيب قاسية في الأسابيع الماضية من الشبح بطريقة التعليق والحرمان من النوم لأيام متواصلة تزيد عن الأسبوع، وعمليات رفع المعتقلين السياسيين وضربهم (الفلقة) بعصىٍ غليظة”.
وأكدت المنظمة: “أنه ووفقا لمصادر متطابقة فإن عاصم يتعرض لتعذيب شديد بالشبح والضرب بالعصي والفلقة والحرمان من النوم، وقد شوهدت على أقدامه أثار دماء نتيجة الضرب، كما أن جهاز المخابرات في بيت لحم منع محامي عائلته الموكل به، من زيارته يوم الأربعاء الماضي بحجة عدم وجود مسؤولين في الجهاز في بيت لحم، أو وجود مستشار قانوني هناك، ومنذ لحظة اعتقاله يخوض عاصم إضرابا مفتوحا عن الطعام”.
واستنكر والد عاصم اعتقال نجله وقال: “كل ما يقوم به عاصم عمل نقابي مشروع، فهو يدافع عن حقوق الطلبة ويرفع قضاياهم للمسؤولين داخل الجامعة، ويمثل الطلبة في حالات نقابية دراسية بحتة، وليس له علاقة بأي قضايا أخرى قد تؤثر سلبياً على أحد موجود في الوطن”، مؤكداً: “ومن حقه الطبيعي أن يمارس حياته الأكاديمية والنقابية بشكل طبيعي، دون أن ينغص عليه وأن يمن عليه بإعطاء حريته أو منع حريته من أحد”.
وناشد والد عاصم: كل الهيئات وكل المسؤولين وكل الشرفاء إن كانوا في فلسطين أو خارج فلسطين، التدخل الفوري والمباشر لإنهاء حالة الاعتقال لعاصم، سيما وأن عاصم على أبواب التخرج، وهذا الاعتقال سيعيق تخرجه وتحصيله الأكاديمي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...