الإثنين 12/مايو/2025

الشيخ حازم أبو مراد.. رحل جسداً وبقي علماً وصوتاً

الشيخ حازم أبو مراد.. رحل جسداً وبقي علماً وصوتاً

رغم رحيله بجسده، لا زال صوت وعلم الشيخ الشهيد حازم أبو مراد يتردد بين أروقة الشباب الذين عرفوا طريقه وما ضلوا يوماً، فتمر ذكراه الأولى حيث ارتقى إلى العلا شهيداً في الثالث عشر من أغسطس من العام الماضي أثناء معركة العصف المأكول بعد حياة حافلة بالعمل والطاعة لرب العالمين، حياة ملؤها الدعوة إلى الله.

يقول ماجد أبو مراد شقيق الشيخ الشهيد: “لم يكن الشيخ الجليل يغادر ميادين الجهاد والعلم والعمل الدؤوب، فقد رحل ونحن في أمس الحاجة لوجوده في حياتنا كأخ وشقيق وصديق وشيخ ومعلم”.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “برحيل الشيخ بات العديد من الشباب والمحبين أيتاما كما أخبرني أحدهم إذ أقسم أنه يشعر باليتم بعده أكثر مما شعر به إثر رحيل والده المرحوم”.

مواقف وكلمات

لم تتأثر زيارات الأصدقاء لمنزل الشيخ أبو مراد حتى بعد استشهاده، “إذ ظل بيته قبلة يقصده الزوار والأصدقاء والأحباب فضلاً عن الدعاة والقضاة والعلماء ورجال السياسة والمسؤولين الذين لم تنقطع زياراتهم اعترافا منهم بدوره الريادي والقيادي بشتى المجالات” يقول شقيقه ماجد.

ويخاطب أبو مراد شقيقه الشهيد يقول: “لقد رحلت يا شيخ حازم مبكرا وما زالت روحك تطوف حولنا، ونستشعر وجودك معنا في أدق تفاصيل حياتنا، نعم رحلت ولكنه قضاء الله وقدره ونحن به راضون”.

يتابع: “هنا أستذكر مواقف لا تعد ولا تحصى في حياتنا تغص بها الذاكرة، غير أني أكتفي هنا ببعض كلماتك التي رددتها أنت في أذني يوم انتقلت والدتنا إلى رحمة الله؛ حيث قلت لي مصبرًا ومواسيًا، لا شك أن اختيار الله لنا خير من اختيارنا لأنفسنا، وأن جوار الله خير من جوار العبد، فلله الشكر والمنة على ما أعطى، وله الحمد على ما أخذ، وما زالت خطبتك العصماء التي ألقيتها يوم استشهاد ابن أخينا المقاتل أحمد أبو مراد تقرع الآذان وتشعل فينا حب الجهاد وقتال الأعداء”.

سند العائلة

ولا يخفي ماجد دموعه التي سكبها وهو يتحدث بكل مرارة عن فقدان من وصفه بسند العائلة، ويقول: “كان رفيقاً لي مقرباً مني أسعد بالجلوس معه ولا أمله”.

ويقول موجهاً حديثه إليه مرةً أخرى: “لو سألت عنا بعد رحيلك لقلنا لك إن حالنا يغني عن سؤالنا، فإن أخاك بات يشعر بالوحدة، ويعاني مرارة الفراق، وحالة بكاء يكاد لا ينقطع، نبكيك صباح مساء، وأبكيك ليلا ونهارا، وأبكيك كلما رأيت أطفالك وهم يلهون ويلعبون في بيتنا المظلم جراء رحيلك، غير أننا راضون بقضاء الله وقدره ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”.

ومتأثراً يواصل ماجد حديثه ليقول، لقد افتقدته المنابر والمساجد والمواقع الدعوية وميادين العمل الجهادي، “فكم خطيب جمعة أشاد به وبعلمه من على المنبر، وكم من الصالحين والمعتكفين في العشر الأواخر من رمضان استذكروه وترحموا عليه”.

ويضيف: “لا أكاد أصدق حجم التعاطف معك والحب لشخصك وخاصة من خارج فلسطين، عشرات الاتصالات، ومئات الرسائل، وربما آلاف التعليقات تأتيني عبر وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي، كلها تعبر عن الشوق لك ومدى حبك في قلوب كل من عرفك في أيام غربته القصيرة أثناء دراسة الدكتوراه”.

إذاعة صوت الأقصى التي تبث من قطاع غزة بثت مؤخراً سلسلة حلقات إذاعية دعوية كانت قد سجلتها للشيخ قبل استشهاده بغية بثها في رمضان العام قبل الماضي، غير أن ظروف الحرب حالت دون ذلك، وقد بثتها خلال رمضان الماضي، ليظل صوت الشيخ حازم أبو مراد صداحاً رغم استشهاده.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات