الإثنين 12/مايو/2025

شهداء النخوة .. هبوا لإنقاذ جيرانهم فراحوا ضحية انفجار

شهداء النخوة .. هبوا لإنقاذ جيرانهم فراحوا ضحية انفجار

لم يتردد الدكتور أيمن أبو نقيرة، أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية، في الإسراع مع ابنه وآخرين من الجيران، لمنزل جيرانهم من العائلة نفسها، بعد مشاهدة اندلاع النيران داخله، للمساعدة في الإنقاذ قبل أن يقعوا جميعاً ضحية انفجار عرضي في المنزل، ليستشهد أربعة ويصاب قرابة 40 استحقوا جميعاً لقب “شهداء النخوة”.

 كانت الساعة تشير إلى العاشرة وأربعين دقيقة صباح الخميس (6-8)، وبينما كان أبو نقيرة يتابع أعمال إزالة أنقاض منزله الذي تعرض للقصف والتدمير خلال العدوان الصهيوني العام الماضي، عندما ظهرت ألسنة نيران في المنزل المجاور الذي تعود ملكيته لجارهم حسن أبو نقيرة، ترك هو وابنه البكر عبد الرحمن وغيرهم من العمال والجيران عملهم، وهبوا لأداء الواجب في إخماد النيران ومساعدة سكان المنزل على الخروج منه.

 إنقاذ امرأة حاصرتها النيران

بدا أن امرأة محاصرة في إحدى الغرف وسط النيران، فيما تقدم الشبان الذين تجمعوا محاولين الدخول للمنزل، بينما اقترح عليهم الأكاديمي أبو نقيرة، الذي أصيب خلال عمليات الإنقاذ وكان نجله أحد الشهداء، الإنقاذ من خلال النافذة.

 وما هي إلا لحظات حتى دوى الانفجار الذي أطاح بجزء كبير من المنزل ومعه عدد من المنازل المجاورة، وتسبب بوقوع أربعة شهداء إلى جانب عدد كبير من الجرحى.

 يقول الأكاديمي أبو نقيرة: “تحركنا بسرعة عندما شاهدنا النيران، كان بعض الشباب يريدون الدخول للبيت، فاقترحت عليهم أن يتم كسر النافذة وإخراج المرأة المحاصرة، وما هي إلا لحظات حتى دوى انفجار هائل، ولم أشعر إلّا بنصفي الأسفل تحت الركام، وكان الشبان يمرون من فوقي حتى تم الانتباه لي ورفع الركام ونقلي إلى المستشفى”.

 حصيلة الضحايا

دقائق مرت، حتى اكتشف أبو نقيرة، وهو من قيادات حركة “حماس” في رفح، أن نجله البكر عبد الرحمن (18 عاماً)، أحد الشهداء إلى جانب ثلاثة آخرين من أفراد العائلة، وسرعان ما تبين أن المرأة التي حاولوا إنقاذها مصابة بجروح خطيرة، بينما استشهد زوجها وابنها أحمد (17 عاماً) جراء الانفجار، أما الشهيد الرابع فهو بكر محمد أبو نقيرة (22 عاماً)، أحد الذين هبوا للإنقاذ والمساعدة.

 وأسفر الانفجار عن إصابة 40 آخرين بجراح متفاوتة، بينهم 18 طفلاَ، و4 نساء، فضلاً عن إلحاق أضرار جزئية بـ 20 منزلاً.

 يبدي الأكاديمي أبو نقيرة صبراً واحتساباً كبيراً؛ فهو وأسرته أصحاب تاريخ حافل بالتضحيات، فخلال الحروب الثلاث الماضية دمرت منازل أشقائه واستشهد عدد من أقاربه المباشرين، وشهدت الحرب الأخيرة تدمير منزله بالقصف المباشر.

 هكذا استشهد حسن وبكر

ويروي الشاب أمير محمد (20 عاماً) كيف سارع إلى منزل جارهم حسن أبو نقيرة، عندما رأى النيران تتصاعد منه ومن محيطه، للمساعدة في إخراج السكان.

 وقال: “كانت النيران كبيرة، أسرعت إلى البيت فشاهدت جارنا حسن أبو نقيرة (35 عاماً) يلبس جلابية بيضاء فوقها جاكيت مبلل بالماء وقد دخل المنزل لإخراج أهله منه، وفي التوقيت نفسه شاهدت جارنا بكر أبو نقيرة (22 عاماً) يحاول دخول المنزل المحترق من نافذة في الجدار الغربي، لحظات مرت حتى وقع انفجار كبير”.

 صمت محمد الذي أصيب في الحادث لحظاتٍ، وهو يتذكر وقائع ما جرى: “كان الانفجار كبيراً، سقطتُ على الأرض، وامتلأ المكان بالدخان والغبار، وجراء الحجارة المتراكمة أصبت في كتفي وظهري…”.

 وبدا الألم عليه وهو يقول: “حسن وبكر استشهدا كما عبد الرحمن ونجل حسن، كان يمكن أن أكون أحد الشهداء، لحظات وكدت أدخل المنزل، والحمد لله على كل حال”، مؤكداً أنه سارع للمساعدة مع عشرات للمساعدة والإنقاذ كنوع من الواجب والشهامة التي يتحلى بها شعبنا.

 ويروي المواطن غسان محمود (35 عاماً) أنه سارع للمنزل للمساعدة في الإنقاذ، وخلال وقع انفجار قوي هزّ المنطقة، أدى لانتشار الدخان والغبار فيها. 

 وأضاف “سقطت على الأرض وكان بجانبي شاب بلا حراك، ونهضت وركضت فرأيت مصابين يخرجون من منازلهم بينهم نساء وأطفال، وعندما وصلت للشارع الرئيس تم نقلي في سيارة بها 5 مصابين منهم امرأة، إلى مستشفى أبو يوسف النجار، وأجريت لي الإسعافات الأولية وتبين وجود جروح في البطن والكتف الأيسر وشعْر في يدي اليمنى وكسر في أسناني، والحمد لله على كل حال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات