عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

عدنان عصفور.. عطاء لا ينضب وحرية يصادرها الاحتلال

عدنان عصفور.. عطاء لا ينضب وحرية يصادرها الاحتلال

كغيره من قيادات الشعب الفلسطيني وأبناء حركة المقاومة الإسلامية “حماس”؛ عاش القيادي عدنان عصفور حياته متنقلاً بين سجون الاحتلال ليدفع ضريبة آرائه وأفكاره الوطنية وثمنا باهظاً لمناهضة الاحتلال وممارساته.

وكانت أول تجربة اعتقالية لأبي صايل عام 1993؛ حيث داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله قبل ولادة ابنته الأولى بثمانية أيام.. ليمكث في سجون الاحتلال مدة ستة شهور، وما هي إلا شهور قليلة حتى أعادت قوات الاحتلال اعتقاله مجددا في عام 1994 لمدة شهر آخر.

وكان لأبي صايل نصيب من الاعتقال السياسي لدى الأجهزة الأمنية في عام 1997 ذات الفترة التي شهدت وفاة والده، الأمر الذي ضاعف المعاناة، وزاد حجم الألم لديه ولأفراد أسرته.

ومع بدايات انتفاضة الأقصى؛ تحول أبو صايل إلى مطلوب لقوات الاحتلال، الأمر الذي جعله هدفاً مستمرًّا للاعتقالات، فبات منزله مسرحاً للاقتحامات والتخريب والتدمير من قوات الاحتلال التي لم تتوانَ في تهديد عائلته وغرس الرهبة والخوف في نفوس الجميع، وتضاعفت حدة الاستهداف له بعد اغتيال قيادات حركة حماس وتحديدًا  الجمالين ودروزة عام  2001.

ونتيجة تلك الملاحقة بقيت العائلة في حالة ترقب دائم لخبر اغتياله أو اعتقاله، حتى حكم في  2003  لمدة 30 شهراً.


تفاصيل الاعتقال


وعلى إثر عملية أسر المقاومة الفلسطينية للجندي جلعاد شاليط عام 2006 شنت قوات الاحتلال الصهيونية حملت اعتقالات في الضفة كان من بينها القيادي عصفور الذي وجد نفسه مرة أخرى في السجن، ليمضي حكما آخر شبيهًا بسابقه لمدة 30 شهراً.

وكان الاعتقال الخامس لأبي صايل الأصعب عليه وعلى عائلته؛ إذ إنه  مدد  إدارياً تسع مرات شكلت في مجموعها 40 شهرا أمضتها العائلة في الانتظار،  مما أضاف عبئا نفسيا وعصبيا على جميع أفراد عائلته.

وما كان يواسي العائلة ويصبّرها  هو ذلك الإيمان الذي يتمتع به القيادي أبو صايل، وتلك الرسائل التي لطالما أرسلها لهم أو نقلها مباشرة أثناء الزيارة،  وجعل منها  وقودًا للصبر والإرادة.

عزيمة لا تلين 

ولم تفلح اعتقالات الاحتلال في ثني عزيمة وإرادة عصفور؛ فبعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال قام بالالتحاق ببرنامج الدراسات العليا  ليحقق هدفا  جديدا إلا أن هذا النجاح لم يرق لكيان الاحتلال الذي سارع إلى اعتقاله  مجددًا عام 2013.

وفور اعتقاله تم تحويل عصفور آنذاك للاعتقال الإداري، وحكم عليه شهرين، وبعد انتهائه تمّ إصدار حكم ثابت بحقه لمدة 30 شهرًا، بالإضافة إلى عشرين شهرًا مع وقفت التنفيذ.

ويعدّ هذا الاعتقال السادس في حق أبي صايل؛ حيث مكث ما يعادل 11 عاما في سجون الاحتلال الصهيوني، وما زاد من صعوبة تلك الاعتقالات وقسوتها كون  أغلبها اعتقالا إداريا.

وسبّبت تلك الاعتقالات حالة من عدم الاستقرار؛ نتيجة غيابه المتكرر ولم تهنأ أسرته بالعيش معه باستقرار، علما بأنه وبشهادة الأهل والأصدقاء والجيران إنسان يعشق الحياة الأسرية المطمئنة الآمنة، وهناك تعلق كبير مشترك بينه وبين أفراد عائلته، ويتمتع بمشاعر جياشة ورقة وأسلوب متزن حكيم في التعامل مع كافة المشاكل الأسرية.  

وحرم عصفور كذلك من مشاركة عائلته الكثيرَ من الأفراح سواء فيما يتعلق بنجاح أبنائه في الثانوية العامة أو وقوفه إلى جانبهم في طفولتهم وشبابهم.

الحكمة والعلم

وكذلك فإن الحكمة رفيقة القيادي أبي صايل في العمل السياسي؛ فهو مشهود له بالحكمة وبعد النظر، وأفكاره وآراؤه الوحدوية وعلاقاته القوية مع كافة الفصائل في المدينة، كما ويعدّ رمزاً من الرموز الوطنية والاجتماعية التي يُصار إليها لحل أي إشكالية سياسية أو اجتماعية.

ولعب الاحتلال دورا كبيراً في إعاقة  المسيرة التعليمية للشيخ عدنان عصفور؛  حيث سعى إلى تأخير تخرجه عن الموعد المحدد نتيجة اعتقاله  المتكرر، فبعد أن أنهى المرحلة الثانوية في مدرسة قدري طوقان في المدينة، وحصوله على شهادة الثانوية العامة في الفرع العلمي لم يستطع إكمال دراسته في جامعة القدس أبو ديس التي كان يحلم بالدراسة فيها في تخصص الإلكترونيات نتيجة اندلاع انتفاضة الحجارة عام  1987.

وفي السجون ينظر الأسرى إلى عصفور على أنه موسوعة علمية وأدبية وثقافية، الأمر الذي أهّله ليكون خطيبا للأسرى ومقدما للمحاضرات والندوات التي حظيت باهتمام كل من رافقه وعاش معه خارج السجن أو داخله. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات