أمير يكرّم بعد تخرجه بطريقة خاصة

صفق الجمهور بحرارة حينما شاهدت عيونهم فيديو نقل مراسيم حفل خاص تم من خلاله تكريم الطالب أمير حيدر عنان، بعد أن غيبه ظرفُه الصحي بأن يكون ضمن الطلبة المكرّمين على منصة احتفال التخرج  في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة.

 فمعاناة المرض لم تجعله يحيد عن طموحاته بإكمال تعليمه الجامعي، خاصة بعد حصوله على امتياز مع مرتبة الشرف في تخصص وسائط متعددة من الكلية، ومنحه تقديراً لاجتهاده منحة كاملة لدراسة البكالوريوس في مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات.

يؤمن أمير بأن توقف الجسد والتنفس من خلال جهاز كهربائي لا يعني توقف الحياة، مما جعل عقله يحلق بطموحات ينظر من خلالها إلى الأمام، خاصة حينما توّجته الكلية الجامعية بحفل تخرج في منزله؛ تقديراً له.

بملابس الهيئة الرئاسية للكلية الجامعية التي تزين بها الأستاذ الدكتور رفعت رستم لإعلان مراسيم حفل التخرج الذي أقامته الكلية في منزل أمير عنان بمدينة غزة، كانت خطوة رائدة تألقت بها الكلية تناسب تألق واجتهاد الطالب أمير في حصوله على شهادة التخرج.

 الأمر الذي أدخل الكثير من السرور على الطالب أمير وعائلته خاصة حينما ارتدى ثوب التخرج وتزين رأسه بقبعة التخرج الجميلة.

 وعبر لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام” عن فخره واعتزازه بالكلية الجامعية التي أقدمت على هذه الخطوة التي قد تكون الأولى على مستوى العالم.

 وذكر أن ذلك يدل على اهتمامها بطلابها ومشاركتهم أفراحهم رغم كل الظروف؛ فقد كانت بالفعل بالنسبة له مفاجأة حينما قدم إلى منزله عميد الكلية أ.د. رفعت رستم، وقبّل رأسه ليبدأ بها مراسيم إعلان حفل تخرجه.

 وأوضح، أنه كان يظن في بداية الأمر أن ظرفه الصحي سيمنعه من المشاركة في الحفل، لكنه لم يدرك بأن الحفل سوف يقام في بيته، فكانت له لحظاتٍ من الصعب نسيانها.

 وبيّن أنه شارك في حفل التخرج الذي أقيم في الكلية من خلال نقل مشاهد مراسيم حفل تخرجه في البيت عبر شاشة عرض وضعت في حفل الكلية التي وجّه من خلالها شكره لرئاسة الجامعة والهيئة الإدارية والتدريسية ولزملاء التخصص ولعائلته التي احتضنته حباً ودعماً في الوصول لمرحلة التخرج الجامعي رغم الظروف الصعبة التي أحاطت به.

وعن سطور مراحل حياته العلمية؛ أشار إلى أن حبه للتصميم الثلاثي الأبعاد جعله ينتقل في مرحلته الجامعية من دراسة تخصص (IT) إلى تخصص وسائط متعددة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بعد نجاحه في الثانوية العامة بمعدل 88% ، ذلك جعله يزيد الرغبة لديه في التعليم الجامعي، والعمل على تطوير نفسه أكثر وأكثر عبر التعليم والتدريب، وأن يخوض أيضاً مجال فنون الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد.

 وتمنى أن يستطيع من خلال تصميمه لمبانٍ ثلاثية الأبعاد أن يجد عبرها وظيفة يستطيع من خلالها ليس الاعتماد على الذات فحسب بل ليثبت نفسه أمام الآخرين، ويرسل رسالة للجميع بأن الإنسان مهما كانت حجم إعاقته يستطيع أن ينجز خاصة إن كان العقل قادرًا على التعلم والتفكير والعطاء.

ومن اللمسات الجميلة التي أقدمت عليها الكلية الجامعية كذلك زيارة عمادة الكلية للطالب أمير خلال مكوثه في العناية المركزة في مستشفى الشفاء؛ لتؤكد الكلية من خلال ذلك علاقة الترابط التي تجمعها مع أبنائها الطلبة.