الإثنين 12/مايو/2025

أجواء إيمانية تتنسم نساء غزة نفحاتها بالاعتكاف

أجواء إيمانية تتنسم نساء غزة نفحاتها بالاعتكاف

ما بين الصلاة وذكر الرحمن وتلاوة القرآن والدعاء، عبادات اجتمعت في أفئدة نساء غزة المعتكفات في مسجد المحطة وهن يرجون الله تعالى أن يتقبل منهن ويستجيب دعاءهن.

فكل واحدة منهن تطمع بمغفرة الرحمن الرحيم وعفوه، خاصة في هذه الليالي المباركات.

الدعاء واستغفار والصلاة

في الساعة الثانية بعد منتصف الليل رغم ظلمة ليلتها إلا أنها  تبدو كأنها نهار صبحاً حيث الجميع في مسجد المحطة بمدينة غزة منشغلات فهذه امرأة تتلو القرآن بصوت خافت لآيات سورة ياسين، وأخرى أشغلت لسانها وأناملها بالتسبيح، بينما مجموعة النساء الأخريات أخذن يصلين جماعة على صوت الإمام، أما النساء اللاتي كن يجلسن في بداية المصلى فقد أخذت كل واحدة منهن بالدعاء.

فهذه تدعو بالفرج القريب لغزة، وأن يعاد إعمار البيوت المهدمة، وأخرى تدعو بأن يتقبل الله تعالى نجلها شهيداً، أما الحاجة التي لم يمنعها كبر سنها من الاعتكاف فقد أخذت تردد بأن يفك الله تعالى أسر نجلها.

وكان للحصار حضور قوي في الدعاء بأن يفرج الله تعالى كرب غزة ويكسر حصارها، وأما القدس فكان لها الكثير من الدعاء بأن يحرر وأن يكتب للمسلمين فيه صلاة الفاتحين، وأن يحرر الله تعالى الأسرى المسلمين، وأن تحرر أرض فلسطين من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، ولم يغب الدعاء بإنهاء الانقسام والوحدة الوطنية.

ولم تكن سورية والعراق ومصر وسائر بلاد المسلمين بعيدة عن دعائهن في هذه الليالي المباركة.

ليالي مباركة

وحول فضائل هذه الليالي المباركة، ذكر الدكتور ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، أن من فضائل العشر الأواخر أن الله تعالى قد أقسم بها، وقد جاء ذلك في قوله تعالى، “وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، حيث ذكر المفسرون أن المقصود بالليالي العشر هي العشر الأخيرة من رمضان، ومعلوم أن القسم لا يكون إلا بشيء معظم، مما يدل على تعظيم هذه الأيام عند الله تعالى.

وأوضح، أنه في الليالي العشر الأخيرة من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر، هي ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها إنها ليلة مباركة “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ”. وقد تنزل القرآن الكريم في ليلة القدر.

وأشار، إلى أن الرسول “صلى الله عليه وسلم” في هذه الأيام سن الاعتكاف –سنة مؤكدة- فيها الكثير من الأجر والثواب، ومن بشرى هذه الليالي المباركة لعباد الرحمن الرحيم أن فيها ليلة تتزين الجنة للصائمين، ويعتق الله فيها من شاء من النار.

وبين، أن لليلة القدر الأجر العظيم فهي تعادل أجر أكثر من ثمانين سنة فهي خير من ألف شهر؛ من أجل ذلك سماها الله تعالى بالليلة المباركة، وهي ليلة يسلم فيها أهل الأرض من كل شر، حيث قال الله تعالى في صفتها أنها “سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ”.

تحري ليلة القدر

وكثير ما يسأل الصائم عن ليلة القدر في أي ليلة تكون من العشر الأواخر هذا الأمر أجاب عليه د. السوسي قائلاً: “الثابت أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمر بتحريها في العشر الأواخر من رمضان وخصوصاً في الليالي الوتر منها.

وذكر بحديث رسول الله “صلى الله عليه وسلم” “الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ لِتَاسِعَةٍ تَبْقَى أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى أَوْ ثَالِثَةٍ تَبْقَى أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ”.

ولفت، إلى أنه  أتفق عدد كبير من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنها في الليلة السابعة والعشرين من رمضان، ونظراً للخلاف في تحديدها، فقد بين بعض شراح الحديث أنها قد تكون في أي ليلة من الليالي العشر الأخيرة في رمضان، وهي ليلة متحركة، قد تكون في السابعة والعشرين أو غيرها من هذه الليالي.

وأضاف: إن “الله سبحانه وتعالى يرضى عن صائمي رمضان، ويغفر لهم، وأنه يجيب مسألة الناس ويعطيهم ما سألوه سواء كان ذلك للدنيا أم الآخرة، وفيه أيضاً أن الله سبحانه وتعالى يستر سيئات الصائمين ولا يفضحهم يوم القيامة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات