الإثنين 12/مايو/2025

أهالي الضفة: لا شيء يمنعنا من دخول الأقصى

أهالي الضفة: لا شيء يمنعنا من دخول الأقصى

بأعداد مهولة أمَّ الفلسطينيون مدينة القدس في الجمعة الأخيرة من رمضان وسط حالة من الإصرار الشديد على دخوله رغم كل المعيقات التي تضعها سلطات الاحتلال.
 
وعلى خلاف أسراب طويلة احتشدت على حواجز قلنديا والزعيم وغيرها من الحواجز المحيطة بالقدس للدخول عبر البوابات الرسمية لمن حالفهم الحظ بالحصول على تصاريح من سلطات الاحتلال أو ممن تسمح لهم أعمارهم بالدخول في رمضان دون تصاريح، فإن حكايات أخرى من التحدي سجلها الفلسطينيون للوصول  للمسجد الأقصى.
 
وكأسراب النحل تحلق الشبان في عناتا وفي الرام لتسلق جدار الفصل العنصري، والذي يربو على الثمانية أمتار في تلك المناطق للدخول إلى المسجد الأقصى، وبوصلتهم لا تعرف سوى شيء واحد؛ “سنصلي الجمعة الأخيرة من رمضان في المسجد الأقصى”.
 

إصرار على الوصول

سليم واكد أحد هؤلاء الشبان عقد العزم مع أصدقائه على دخول الأقصى متسلقا جدارًا طويلا عبر سلم طويل وسط مخاطر محدقة، وفي ظل وجود شبان على الطرف الآخر يراقبون تحركات دوريات الاحتلال.
 
ويقول واكد: “صعدت على السلم، ومن الناحية الأخرى كان هناك حبل نزلت عليه عدة أمتار، ثم قفزت المسافة الباقية، واختبأت خلف الشارع لحين مرور دورية حرس الحدود، ثم قطعت بالاتجاه الآخر، وركبت حافلة باتجاه الأقصى”.
 
ويشير إلى أنه لم يضع حسابا لتداعيات المخاطرة على حياته مقابل تحقيق هدفه؛ وهو الوصول للمسجد الأقصى في الجمعة الأخيرة من رمضان.
 
آلاف آخرون فعلوا ما فعله واكد من جهات مختلفة، وهو ما خلق أمرًا واقعًا أمام شرطة الاحتلال التي لا يمكنها مواجهة هذه الأمواج البشرية الهائلة التي أمّت الأقصى بكل الوسائل التي ارتأتها.
 

إصابات على الطريق

 
وفي الوقت الذي قفز وتسلق فيه كثيرون الجدار بسلام، فإن آخرين تعرضوا لإصابات مختلفة جراء وقوعهم خلال عملية القفز، ولكن غالبية الإصابات كانت طفيفة تضمنت جروحًا وخدوشًا ورضوضًا.
 
ولم يحالف الحظ كثيرًا الشاب أحمد شواهنة من جنين والذي سقط خلال تسلقه الجدار، فأصيب برضوض في رجليه وصدره، وتم نقله إلى عيادات المسجد الأقصى، وتقديم العلاج اللازم له داخل أسوار الحرم الشريف.
 
وبحسب شهود عيان فإن أعدادًا كبيرة من الشبان كذلك  لم يحالفهم الحظ أيضا؛ حيث وقعوا في قبضة عناصر حرس الحدود الصهاينة، ووضعوا في “كونتينرات احتجاز مؤقت ريثما يتم إعادتهم للضفة”.
 
ولكن رسالة من دخل ومن لم يدخل اليوم وصلت بأداء ربع مليون فلسطيني الصلاة في المسجد الأقصى؛ تأكيدًا على إسلاميته وعروبته، وأنه محط أفئدة الفلسطينيين الأول رغم الأسوار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات