عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

محمد البهتيني… تغلب على ألم الإعاقة بأمل الإرادة والنجاح

محمد البهتيني… تغلب على ألم الإعاقة بأمل الإرادة والنجاح

حين قرر ألا تتسبب إعاقته في أن يكون عالة على غيره ينتظر العون من الآخرين في إعالته وإعالة أسرته، أثبت قدرته على تجاوز المحنة بإتقان العمل في دهن الأثاث.

وكل يوم ينجز فيه محمد البهتيني، يؤكد من خلاله على تحدي الكثير من الأشخاص الذين رفضوا أن يعمل لديهم بسبب إعاقته الحركية جراء خلع مفصلي في الأطراف السفلية.

الأمل رغم الألم

ولم يستطع الشاب محمد (26 عامًا) أن يخفي ملامح الألم التي كانت واضحة عليه، حينما كان يطرق العديد من أبواب العمل للبحث عن وظيفة تعيل أسرته، فالجميع كان يرفض تشغيله لأنه يعاني من إعاقة حركية.

وقال لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أصبت بالكثير من الحزن حينما تم رفضي بالعمل، فكان الكثير يعتقد من أصحاب العمل أنني إنسان معاق لا يستطيع العمل والإنجاز، الأمر الذي ترك أثرًا سلبيًّا في نفسيتي بسبب سوء التفكير النمطي لدى البعض”.

وأضاف: “ورغم ذلك لم أجلس في البيت لأنتظر المساعدات من الآخرين، نظرًا لأنني أعاني الإعاقة، بل واصلت البحث عن فرصة عمل، والحمد لله وفقني الله تعالى بالحصول على عمل أعتاش من خلاله، وأغني عائلتي عن سؤال الناس”.

برنامج تمكين

ولفت إلى أنه علم عن وجود مشروع “تمكين” لتدريب وتشغيل مجموعة من ذوي الإعاقة الذي نفذه برنامج “إرادة” بالجامعة الإسلامية، بدعم من البنك الإسلامي للتنمية، وبإدارة UNDP، والتحق به  في  برنامج “دهان الأثاث”.

وذكر أنه بعد شهور بسيطة أثبت تميزه، حتى إن مدربه كان يعتمد عليه، خاصة أنه كان مبادرًا للمشاركة في تنفيذ طلبات إنتاج لزبائن في ورشة إرادة الحرفية قبل تخرجه، وبعد تدريب 6 شهور تأهل للمرحلة الثانية والاستفادة من المشاريع الصغيرة.

وأوضح، أنه كان أحد الشركاء في المركز الحرفي الذي تم تجهيزه في منطقة شمال قطاع غزة، الذي يضم ورشة دهان أثاث يعمل فيها مع زملائه في المهنة، وكذلك من ذوي الإعاقة.

سوق العمل

ولقد تم من خلال مشروع “تمكين”، توفير الماكينات والمعدات والمواد الخام اللازمة للمركز الحرفي، واستطاع محمد وفريقه إدارة المركز بنجاح، والمنافسة بقوة في سوق العمل، خاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة 2014، الذي نتج عنه تضرر عدد كبير من البيوت، واضطرت العديد من الأسر إلى استئجار شقق سكنية وتأثيثها بشيء بسيط؛ حيث تمكن مع فريقه من توفير منتجات ذات جودة عالية، وبأسعار تتناسب مع القدرة الشرائية لسكان منطقة الشمال، ما جعله يتطلع إلى تطوير مركزهم وتوسيع نطاق عملهم.

ولفت بملامح السعادة، إلى أن مشاركته في مركز حرفي خاص به كان له أثر ملموس في حياته، وقد ساعده في توفير متطلبات أسرته.

يشار هنا إلى أن مشروع “إرادة” لتأهيل مصابي حرب غزة وغيرهم، يتضمن البرامج الحرفية والأكاديمية، فيتم معرفة ميول المنتسب للمشروع، وبعد ذلك يتم إجراء فحوصات طبية له، وبعد ذلك يتم تقرير ما يتناسب مع الطالب من ناحية صحية ومع ميوله.

والبرامج التي يتم العمل فيها ضمن المشروع، تتمثل في البرامج الحرفية والتي تشمل: أعمال الفخار والسيراميك، وأعمال الحفر على الخشب والديكورات اليدوية باستخدام الحاسوب، وتصنيع أثاث الخيزران، وتنجيد الأثاث، وأعمال دهان الأثاث، وتجليد الكتب.

هذا الأمر يؤكد على أن قطاع غزة رغم ظروفها الصعبة، إلا أنه ليس بحاجة للإغاثة فقط، فالإنسان الغزي ينظر للتنمية والبناء وتطوير ذاته والتعليم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات