عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

الحيرة في اختيار التخصص الجامعي.. الداء الذي يفتقر للعلاج

الحيرة في اختيار التخصص الجامعي.. الداء الذي يفتقر للعلاج

نقص الإرشاد الأكاديمي في المدارس الفلسطينية، لاسيما الحكومية منها، يجعل الطالب بعد إنهاء دراسته المدرسية تائها محتارا، فهو غالبا لم يحدد بعد ماذا يريد، وما هي ميوله، وكيف سيختار تخصصه الجامعي أو مجال عمله.

أضف إلى ذلك الحيرة التي يقع فيها الطالب بحثا عن التخصص الأكثر فرصة في دخول سوق العمل في الوقت الذي تتعاظم فيه البطالة يوما بعد يوم، فهل سيدرس من أجل الجلوس في البيت، أم من أجل العمل بشهادته الجامعية؟

وبالتالي، فقد يتخذ قرارا متسرعا أو ربما يختار التخصص الذي يتناسب مع معدله من التخصصات المحدودة في جامعات فلسطين، ليجد نفسه بعد أعوام في تخصص لا يرغب فيه، أو يختار تخصصا تقل معه فرص دخوله سوق العمل، فكيف يمكن لخريجي التوجيهي التوفيق بين كل هذه المتطلبات؟

نصائح من أجل الاختيار

المختص في بناء القدرات وتنمية المهارات البشرية ذوقان قيشاوي قدم نصائح عبر ;”المركز الفلسطيني للإعلام” ;تساعد خريج التوجيهي في اتخاذ قراره في هذه المرحلة المصيرية، ويقول للطلاب “عليك أن تحدد اهتماماتك: هل أنت مهتم باللغات، بالرياضيات، العلوم، الآداب، التاريخ، الهندسة أو غيرها؟”.

ثم ينصح قيشاوي بضرورة “النظر إلى إحصاءات الخريجين والتخصصات ذات النسب الأعلى في البطالة للابتعاد عنها”، ومن ثم التفكير “بتخصصات جديدة كالتخصصات التقنية وذات العلاقة بالصيانة، وهي غالبا في جامعات خارج الوطن”.

وينصح قيشاوي أيضا بالتفكير “بمدى قابلية التخصص للتطوير من خلال التدريب والورشات التي قد تتوفر لك، وليس ضروريا أن تفكر بدراسة تجعلك موظفا، قد تحظى بعمل استشاري أو بمشروع ريادي”.

كما ينصح قيشاوي بالاستفادة من كافة الفرص والبحث عن المنح المميزة في التخصصات النادرة في الجامعات داخل وخارج الوطن.

ولم يغفل قيشاوي أهمية الاستشارة؛ حيث ينصح “استشِر الكثيرين قبل الإقبال على اختيار التخصص والجامعة، اسأل الأهل والأصدقاء والمعارف من مختلف التخصصات، ولا تتسرع”.

ويرى قيشاوي أن سوق العمل ليس حكرا على أحد “فمن خلال تخصصك النوعي ومؤهلاتك التي نمّيتها أثناء الدراسة، ومن خلال تسويقك لنفسك بشكل جيد، لن تعجز عن الحصول على وظيفة في الوطن أو الخارج، ربما في الخليج أو أوروبا أو غيرها”.

وخلال التعليم الجامعي ينصح قيشاوي الطالب بالتفكير من الآن “كيف ستطور قدراتك ومهاراتك أثناء الدراسة من خلال التطوع والتدريب والمشاركة في الورشات والدورات التي ستدفعك نحو سوق العمل وتجعلك أوفر حظا”.

وللذين لم يحالفهم الحظ بالنجاح في امتحان التوجيهي لهذا العام، قدم قيشاوي مجموعة نصائح أخرى قائلا “إذا كانت لديك رغبة بالدراسة أعد الكرّة، وقدم الامتحان العام المقبل مع محاولة معالجة أسباب الإخفاق، ربما كانت الظروف أو طريقة الدراسة، أو ابحث عن مهنة وتعلمها وأتقنها، وحدد ميولك وطورها مهما كانت من خلال التدريب والمثابرة، فهناك دائما فرص كثيرة للنجاح حتى لو لم توفق في التوجيهي”.

تجنب التخصصات الأعلى بطالة

في تقرير خاص أصدره الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء لطلبة وخريجي الثانوية العامة لهذا العام كخطوة إرشادية لهم من أجل مساعدتهم في اختيار تخصصاتهم الجامعية استنادًا إلى معدلات البطالة بين الخريجين وأكثر التخصصات بطالة، الأمر الذي يعطي مؤشرا على عدم قدرة سوق العمل على استيعاب هذه التخصصات، وبالتالي تجنبها والاتجاه إلى تخصصات أخرى أكثر جدوى.

حيث أشار الإحصاء إلى أن نسبة البطالة الأعلى هي بين خريجي درجتي الدبلوم المتوسط والبكالوريوس وخاصة في تخصصات العلوم التربوية وإعداد المعلمين، إذ تصل نسبة البطالة بينهم إلى 72.7%.

وجاء في تقرير الإحصاء أن هناك ارتفاعا في معدلات البطالة بين الذكور والإناث (20-29 سنة) الحاصلين والحاصلات على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس عن العام السابق؛ إذ تصل النسبة إلى 54.7% في فلسطين، بواقع 42.3% في الضفة الغربية و69.5% في قطاع غزة. في حين كان معدل البطالة بينهم 51.5% في العام 2013.

ويخصص البيان نسب البطالة حسب التخصص والجنس، ذاكرا أن أعلى معدلات للبطالة بين الأفراد الذكور (20-29) سنة، الحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس في فلسطين في العام 2014، سجلت في مجالات الدراسة الآتية: الخدمات الشخصية 46.0%، علوم تربوية وإعداد معلمين 45.9%، علوم إنسانية 41.4%، الصحافة والإعلام 41.0%، العلوم المعمارية والبناء 40.7%.

في حين بلغت أعلى معدلات للبطالة بين الإناث (20-29) سنة الحاصلات على شهادة البكالوريوس أو الدبلوم المتوسط في العام 2014 في مجالات الدراسة الآتية: الخدمات الشخصية 93.8%، العلوم الطبيعية 82.8%، العلوم التربوية وإعداد معلمين 79.2%، العلوم الإنسانية 78.0%، العلوم الاجتماعية والسلوكية 77.2%.

وحول أعلى التخصصات التي دُرست العام الماضي، قال البيان إنها كانت تخصصات الأعمال التجارية والإدارية بالنسبة للأفراد الذكور (20-29) سنة الحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس، إذ وصل عددهم العام الماضي إلى حوالي 92 ألف فرد، وقد توزعت تخصصات هؤلاء الأفراد على النحو الآتي: الأعمال التجارية والإدارية 26.3%، الصحة 11.6%، الهندسة والمهن الهندسية 10.1%، العلوم الإنسانية 8.3%، العلوم الاجتماعية والسلوكية 7.7%، الحاسوب 6.4%، باقي التخصصات 29.6%.

وبالمقارنة مع عام 2013 فقد بلغ عدد الذكور (20-29) سنة الحاصلين على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس حوالي 84 ألف ذكر، وكانت أعلى نسبة لهم أيضاً في تخصص الأعمال التجارية والإدارية 25.1%.

أما بالنسبة للإناث لنفس المرحلة العمرية، فكان تخصص العلوم التربوية وإعداد المعلمين من أعلى التخصصات التي درسنها. ففي العام 2014، بلغ عدد الإناث (20-29) سنة الحاصلات على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس حوالي 113 ألف ;فرد، وقد توزعت تخصصات هؤلاء الأفراد على النحو الآتي: علوم تربوية وإعداد معلمين 21.1%، الأعمال التجارية والإدارية 19.3%، العلوم الإنسانية 15.6%، العلوم الاجتماعية والسلوكية 11.6%، الصحة 7.5%، باقي التخصصات 24.9%.

وبالمقارنة مع عام 2013، فقد بلغ عدد الإناث (20-29) سنة الحاصلات على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس حوالي 104 آلاف أنثى وكانت أعلى نسبة لهن في تخصص الأعمال التجارية والإدارية 19.4%.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات