عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

النخبة.. مخيم التميز بغزة لحفظ القرآن بأقل من شهر

النخبة.. مخيم التميز بغزة لحفظ القرآن بأقل من شهر

بأصوات ندية ترتل آيات الرحمن، امتلأت حلقات التنافس الطيبة في مخيم “النخبة” لحفظ القرآن الكريم كاملاً بمسجد العودة شمال قطاع غزة، والتي أثمرت جيلا جديدا حافظا للقرآن كاملا في أيام قليلة، البعض منه لم يزد عن “26” يوماً.

وقد يكون هذا المخيم ليس الأول في قطاع غزة فحسب، بل على مستوى العالم، فلم تذكر أي دولة أن أبناءها تمكن أحدٌ منهم حفظ القرآن في أقل من شهر.

ورغم الحصار والعدوان؛ إلا أن ذلك لم يزد أبناء مسجد العودة إلا إصراراً في تحدي كل الظروف من أجل إتمام حفظ القرآن الكريم في شكل أبهر الجميع.

ومخيم “النخبة” لفت الأنظار والمسامع بالأصوات الندية، رغم أنه يقوم على تبرعات من أصحاب الخير من رواد المسجد نفسه دون جهة رسمية تحتضنه.

زهور القرآن

بمجرد أن دخلت مراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام” المسجد حتى تزين سمعها بصوت الترتيل ما بين طفل وشيخ وشاب، فالكل كان مشغولا؛ إما بالتحفيظ أو التثبيت، فكان الكل يمثل زهرة تفوح منها روائح معطرة بآيات الرحمن.

وفي إحدى حلقات التحفيظ التي تمثلت بالفعل بـ”النخبة”، خاصة أن كل من حفظ القرآن الكريم لم يزد عن شهره في الحفظ، ويجري الآن مرحلة التثبيت للحفظ.

وبصوت الترتيل لسورة الضحى كان يرتل بآياتها الحافظ لكتاب الله تعالى مهند الحسني “14 سنة”، الذي أتم الحفظ في “26 يوماً” فقط، وهو الآن في مرحلة التثبيت… حيث قال لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أشعر بالسعادة بعد إتمام الحفظ، خاصة أنني إن شاء الله تعالى سأكون من جيل تحرير فلسطين”.

وأشار إلى أنه كان يحفظ في البداية “10” صفحات بشكل يومي، وبعد ذلك زادت صفحات الحفظ حتى وصلت إلى “34” صفحة باليوم.

وذكر أنه كلما حفظ صفحة من القرآن؛ كان يسمعها للمحفظ، وبعد أن يتم حفظ عدد من الصفحات يعمل على إعادة تسميعها.

ولفت إلى أنه سعيد باستغلال العطلة في حفظ كتاب الله تعالى، والآن يعمل على تثبيته من خلال مراجعة جزء أو اثنين كل يوم.

آيات الرحمن

أما الحافظ لكتاب الله تعالى يوسف الكحلوت “15 سنة”، قال: إن “آلية الحفظ لديه تكون من خلال حفظ آية آية ثم ربط الآية الأولى بالثانية”.

وبين، أن ذلك جعله يحفظ كتاب الله تعالى في أقل من شهر؛ حيث كان يحفظ على الأقل “10” صفحات باليوم، إلى أن وصل به الأمر لحفظ “26” صفحة باليوم.

ولفت، إلى أنه كان كثير الدعاء بأن يكرمه الله تعالى بحفظ القرآن الكريم، ويحمد الله تعالى للاستجابة؛ مما جعله الآن يدخل في مرحلة تثبيت الحفظ.

بينما إسماعيل الجراح في الصف الثالث الإعدادي؛ فإن ساعات قليلة تفصله عن إتمام حفظ كتاب الله تعالى بعد أن وصل في حفظه لأكثر من “27” جزءا.

وعبر لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام” عن سعادته بأن يكون ضمن مخيم “النخبة” لحفظ كتاب الرحمن. وبين أن ذلك كان له تأثير على حياته، خاصة حينما يحمل القرآن الكريم في قلبه.

مخيم النخبة

وللتعرف أكثر عن مخيم “النخبة”، قال المحفظ محمد الجراح لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام”: إن “مخيم النخبة بالفعل اسم على مسمى، خاصة أن من حفظ القرآن الكريم خلال حلقات الحفظ، الكثير منهم أتمه في أقل من شهر”.

وبين أن الفكرة جاءت بداية من خلال حلقات التحفيظ الاعتيادية في المسجد التي شملت على (12) حلقة لتحفيظ القرآن الكريم، بحيث شملت على (270) طالبا.

وأشار إلى أنه من خلال هذه الحلقة، تم الانتباه لوجود متميزين في الحفظ، فتم العمل على إعداد مخيم “النخبة” الذي بدأ في رمضان العام الماضي، لكن بسبب الحرب تم تأجيله والعمل به رمضان الحالي.

وذكر أن المخيم تتنوع فعالياته، بحيث يشمل أجواء متنوعة؛ إلا أن الغالب عليها هو تحفيظ القرآن، وتشمل هذه الفعاليات التي تبدأ بعد صلاة الفجر وتنتهي حتى صلاة العصر، وبعد العصر: أجواء ترفيهية، وكذلك النوم، وتقديم لهم كل ما يشجعهم على الحفظ.

وأوضح أن المحفظ لا يبعد كثيراً في عمره عن عمر الحافظ، حتى تكون حلقة الوصل بينهما أقرب.

وأشار إلى أبناء مخيم النخبة جميعهم حاصلون على القاعدة النورانية –لفظ الحروف بالحركات بشكل صحيح- وكذلك حاصلون على دورة أحكام.

طريقة التحفيظ

وحول الطريقة التي يتم فيها التحفيظ؛ قال: “كل طالب يحفظ صفحة صفحة، وكل صفحة يتم تسميعها له، وبكل يوم يتم تسميع كل طالب عدد من الصفحات التي حفظها بذلك اليوم”.

وفي حال استصعب الطالب حفظ بعض الآيات، بين أنه يتم تفسير معنى الآيات وتوضيحها للطلبة وتلاوة الآيات أكثر من مرة، حتى يسهل على الطالب حفظها.

ولفت، إلى أنهم بحاجة كل يوم في المخيم إلى (300 شيكل) يعتمد الحصول عليها من أهل الخير ومن رواد المسجد، حيث لا توجد جهة رسمية تتبنى مصاريف المخيم، خاصة أنه يقدم للطلبة هدايا وحوافز تشجعهم على المواصلة، إضافة إلى أن كل من يحفظ القرآن الكريم كاملاً يحصل على هدية مالية قيمتها “100” دولار.

وذكر أنهم بالمخيم بحاجة للدعم المالي، وأن تكون هنالك جهة رسمية تتبنى مصاريف مخيم “النخبة” في مسجد العودة شمال قطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات