الثلاثاء 13/مايو/2025

إسلام حامد.. 5 سنوات لم تجمعة مائدة افطار رمضانية بزوجته

إسلام حامد.. 5 سنوات لم تجمعة مائدة افطار رمضانية بزوجته

 بالرغم من أن رينان الصّالحي قد ارتبطت بزوجها المعتقل السياسي إسلام حامد منذ خمس سنوات، إلا أنها لم تنعم بالاجتماع معه على مائدة رمضانية ولو لمرة واحدة، وكذا نجله الوحيد خطاب، الذي أتم عامه الثاني قبل ثلاثة أشهر.

 في حين يؤكد خليل حامد شقيق إسلام لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن إسلام غاب عن رمضانات العائلة منذ 12 عاماً جراء اعتقالاته المتواصلة، والتي تقاسمها الاحتلال الصهيوني والسلطة، حيث أمضى ثماني سنوات في سجون الاحتلال، وخمس سنوات في سجون السلطة وما يزال إلى الآن فيها.

وقال خليل إنه بالرغم من أن كل أيام شهر رمضان المبارك السابقة التي غاب فيها عنا إسلام، وكانت المرارة تحل محله على المائدة، إلا أن رمضان هذا العام هو الأصعب بينها، لكونه مضربًا فيه عن الطعام منذ (11-4) الماضي، طلباً لحريته التي سلبتها منه غيلةً أجهزة السلطة.

 طفولة ذبحها الاحتلال

ولد إسلام حسن حامد في (20-2-1985) في بلدة سلواد شمال غرب مدينة رام الله، واحداً بين ثلاثة أشقاء وشقيقتين، هو الثاني بينهم جميعاً.

 ساهم الجو الملتزم في أسرته، بنشأته نشأةً دينية صحيحة؛ فقد بدأ ارتياده لمسجد بلدتهم مبكراً، يتعلم منه التعاليم الدينية والقرآن.

 لكن براءة الطفولة التي نشأ عليها إسلام، اغتالها الاحتلال فيه مبكراً، فيروي شقيقه خليل الذي يكبره بعامين لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنهم وخلال الانتفاضة الأولى في العام 1990، ولم يكن وقتها إسلام قد جاوز الخمس سنوات، شاهدا سوياً من مسافة قريبة، كيف قام جنود الاحتلال بإطلاق النار على أحد شبان البلدة، وجرّوه غارقاً بدمائه إلى إحدى دورياتهم العسكرية.

 وخلال الانتفاضة الثانية كان إسلام، يتوجه إلى أماكن المواجهات مع قوات الاحتلال، لمشاهدة ما يحدث هناك، ولم يكن وقتها قد جاوز الخامسة عشرة، وخلال تلك الفترة كانت الحادثة الثانية التي شكلت منعطفاً في حياة إسلام، عندما أطلق جيش الاحتلال النار على شاب، لم يفصله عنه إلا متر أو متران، في منطقة البالوع مدخل رام الله الشمالي، ليسقط الشاب شهيداً أمام عيني إسلام، وشاهده وهو في رعشة الموت، وروحه تفيض إلى باريها.

 رجولة بعيدة عن أهله

يقول خليل شقيق إسلام: إن إسلام غاب عن منزل العائلة فتى صغيراً، وقد تشكلت رجولته بعيداً عن المنزل، وصاغها ما رآه من جرائم الاحتلال بأم عينيه، وجعلته يتجه للعمل بكل ما أتيح له، لدرء الاحتلال عن أرضه ووطنه، فبعد إتمامه الصف العاشر، انتقل إسلام إلى المدرسة الصناعية في بلدة دير دبوان القريبة من بلدته.

لكنه ما لبث أن اعتقل من الاحتلال، بعد اتهامه بالقيام بأعمال لوجستية للمقاومة، من قبيل مراقبة تحركات بعض الدوريات الصهيونية، رغم أنه لم يكمل وقتها السابعة عشرة، وهناك حكمت عليه المحكمة الصهيونية بالسجن خمس سنوات من العام (2002-2007).

تحرر إسلام بعدها، وكتب كتابه على زوجته رينان الصالحي، لكن الاحتلال ما لبث أن أعاد اعتقاله من جديد، عام 2008، وحوله إلى الاعتقال الإداري، ليتحرر منه في العام 2010.

الاعتقال السياسي

وبعد خروجه من السجن بفترة وجيزة، تعرضت سيارة للمستوطنين الصهاينة قرب مستوطنة (ريمونيم) شرق مدينة رام الله، لعملية إطلاق نار، أسفرت عن إصابة مستوطنين اثنين في العملية، وفي (4-9-2010)، قام جهاز المخابرات التابع للسلطة باعتقاله، بمداهمة منزله فجراً، كما اعتقل شقيق زوجته عاطف الصالحي، ووجهت لهما السلطة تهمة إطلاق النار وإصابة المستوطنين.

 تعرض إسلام وعاطف وقتها لعملية تحقيق وتعذيب قاسٍ من الشبح المعلق، والحرمان الطويل من النوم، والضرب المبرح، بل وصل التعذيب حدًّا إلى محاولة إلقاء عاطف الصالحي من الطابق الرابع لمبنى المخابرات في رام الله، لإجباره على الاعتراف والحديث عن تفاصيل العملية.

 وبعد شهرين من التحقيق المتواصل كشف جهاز المخابرات التابع للسلطة، خيوط العملية التي كانت تشكل لغزاً للاحتلال.

حكمت السلطة عليهما بعدها بالسجن 3 سنوات بتهمة مقاومة الاحتلال، تنقل خلالها إسلام في سجون أريحا، وسجن جنيد بنابلس، وسجن المخابرات في رام الله.

 في دائرة الاعتداء الدائم

لم تسر أيام الاعتقال على إسلام بسلام، حتى بعد الحكم عليه بالسجن؛ بل كان جهاز المخابرات يستدعيه للتحقيق عند حدوث أيّ عملية للمقاومة الفلسطينية في الضفة.

 فقد روى لعائلته قيام جهاز المخابرات بعزله ثلاثة أيام، عند قيام المقاومة العام الماضي باختطاف ثلاثة مستوطنين بالخليل، كما قامت بالتحقيق معه بعد عثور أجهزة السلطة قبل عدة أعوام على سجن أسفل أحد منازل بلدة عوريف جنوب نابلس، كانت المقاومة جهزته لاختطاف جنود صهاينة.

 وقد عبّر إسلام مراراً لمحققيه، في كل مجريات إعادة التحقيق معه، أن ما تقوم به السلطة خارج نطاق العقل والمنطق، بالتحقيق مع شخص مغيّب في السجون عن أحداث مستجدة.

 ورغم ذلك، استطاع إسلام خلال اعتقاله الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة ودراسة التربية الإسلامية، والتي لم يبق له لإتمامها سوى فصلٍ دراسي واحد فقط.

 رفض الإفراج عنه

أنهى إسلام حامد مدة اعتقاله لدى السلطة في (6-9-2013)، لكن جهاز المخابرات رفض الإفراج عنه، مدعياً حمايته من الاحتلال، لكنّها حُجة أوقح من ذنب كما تقول عائلته، فنجلها يواجه ذات المصير بالاعتقال الذي تدعي السلطة حمايته منه.

 ورغم مطالبة إسلام وعائلته الحثيثة للسلطة الإفراج عنه، إلا أن السلطة واصلت تعنتها باستمرار اعتقاله، ما دفعه للإضراب عن الطعام عدة مرات، وقد أضرب خمس مرات سابقة، تراوحت ما بين عدة أيام وعدة أسابيع.

 وفي كل مرة يضرب فيها، تدّعي السلطة أنها ستقوم بحل ملفه والإفراج عنه، لكنه يتبين أنها وعود كاذبة كما تشير عائلته، لذلك كان إضرابه الأخير، الأطول والمستمر منذ ما يقارب الثلاثة أشهر.

 وقد أدى طول فترة الإضراب إلى استفحال الأمراض في جسده؛ فهو مصاب بالتهاب في أمعائه الدقيقة، وبوجود رمل في كليته، ووجود عصارة صفراء في الكبد، وبات دمه يميل إلى اللون الأصفر.

 كما ويعاني من انكماش في المرارة، وضمور في العضلات، وهو ما أكدته طبيبة الصليب الأحمر التي فحصته خلال فترة إضرابه الحالية، وقالت له: إن ضمور العضلات لن يبرأ حتى لو أنهى الإضراب.

 لا حل في الأفق

وقال شقيقه خليل إن عدة شخصيات حزبية ورسمية تدخلت للإفراج عن إسلام دون جدوى، وكذا السفارة البرازيلية التي يحمل إسلام جنسيتها من والدته الفلسطينية التي أعطته الجنسية.

 ويقول خليل إن الاحتلال وعن طريق السلطة قدم عرضاً لإبعادٍ دائم لإسلام عن فلسطين إلى البرازيل، الأمر الذي رفضه رفضا قاطعاً، إلا إذا كان لعدة سنوات فقط.

وتبقى قضية إسلام معلقة حتى اللحظة، مع تعنت السلطة في الإفراج عنه، واستمرار إضرابه عن الطعام، حتى نيل حقه في الحرية في وطنه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات