الجمعة 31/مايو/2024

نشطاء يطلقون أغنية تدعو للهرب من إسرائيل (فيديو)

“وداعا أرض العسل ها نحن نغادرك للنجاة لأن القتل والدم يغمرك.. نحن لم نجد فيك غير الحزن.. نغادرك من أجل أن نحيا”.

هذه كلمات أغنية متداولة لنشطاء “إسرائيليين”، “هاربين” من دولة الاحتلال بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة،  يدعون ويشجعون من خلالها الهجرة المضادة لأن (إسرائيل)، لم تعد “آمنة” في نظرهم، وهو الأمر الذي يهدم الفكرة الصهيونية الأساسية القائمة على أن دولة الاحتلال هي “العنوان ليهود العالم”.

ويؤكد الخبير والباحث في مركز الدراسات المعاصرة في مدينة أم الفحم، الدكتور إبراهيم أبو جابر أن هناك زيادة في نسبة الهجرة المضادة عقب الحرب الأخيرة على غزة، مبينا أن الإحصائيات التي حصل عليها تشير أن متوسط تلك الهجرة خارج دولة الاحتلال خلال السنوات العشر الماضية بلغ قرابة 20 ألف يهودي إسرائيلي شهريا”.

وكشف أبو جابر ، بحسب صحيفة “عربي21″، أن “الهجرة المضادة لا تقتصر فقط على فئة الشباب الذين يبحثون عن حياة أفضل بل امتدت لهجرة العقول والمثقفين والأكاديميين؛ بحثا عن رواتب أفضل لأن الوضع الاقتصادي لدى الاحتلال تردى كثيرا”.

وحول ما جاء في مقطع الفيديو من كلمات وشعارات أوضح الباحث أن هذه “دعوة للشباب اليهودي إلى الهجرة من تلك الأرض حتى وإن كانت بلاد العسل، ورفض ما تدفعهم إليه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من حروب وصراعات؛ لأنهم يحبون الحياة ولم يأتوا إلى (إسرائيل)، من أجل أن يموتوا”.

وأفاد الخبير أبو جابر أن جيل الشباب والأجيال الصغيرة من اليهود لا يمتلكون “الوازع الأيديولوجي أو الديني الذي يدفعهم للبقاء في هذه الأرض والتضحية من أجل دولة الاحتلال رغم أنهم ربما ولدوا هنا”، موضحا أن “جيل المؤسسين مات، والأجيال التي تلته تبحث عن الحياة و تريد أن تعيش”.

وشدد على أنه “لأول مرة منذ عشرات السنين تكون الهجرة المضادة أعلى من الهجرة الوافدة؛ وهذا ما يقلق الإسرائيليين، ودفعهم أن يرسلوا بعض وزرائهم إلى برلين وغيرها من الدول الأوروبية لمحاولة إقناع اليهود الذين هاجروا بالعدول عن هذه الهجرة والعودة”، متوقعا أن يكونوا قد “نجحوا بدرجة معينة من الحد من تأثير تشجيع دعوات الهجرة المضادة”.

“إسرائيل” لم تعد آمنة

من جانبه يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع باليهود للهرب من (إسرائيل)، وأهمها أن دولة الاحتلال ليست “آمنه لليهود”، موضحا أن هذا السبب “يضرب الفكرة الصهيونية في الصميم؛ والتي قامت على أساس ما يسمى الوطن القومي لليهود في فلسطين – وهو الذي أقيم على أنقاض فلسطين – هو بمثابة العنوان ليهود العالم”.

 وأضاف شلحت في حديثه لـصحيفة “عربي21” إن هناك ظاهرتين تقلقان المؤسسة الصهيونية، الأولى هي “جفاف منابع الهجرة اليهودية من الخارج بعد موجة الهجرة الكبيرة من دول الاتحاد السوفييتي السابق، والثانية زيادة الهجرة المضادة من (إسرائيل) لخارجها”، موضحا أن جهاز الرقابة لدى الاحتلال “يمنع ويتحفظ على الإحصائيات الحقيقة لأعداد المهاجرين (الهاربين) من دولة الاحتلال”، وتعتبر كلا من الولايات المتحدة وأوروبا هما التجمعان الأساسيان لليهود خارج دولة الاحتلال.

وحول تداعيات تلك الظاهرة في الأفق المنظور والأبعد على مستوى الميزان الديمغرافي ما بين اليهود والفلسطينيين، وهل ستكون “محدودة”، يؤكد شلحت إن الحكومة الصهيونية “تبذل كل الجهود للحد من هذه الظاهرة، لكنها لم تحقق نجاحات تذكر، وهذا ما يدفع بنيامين نتنياهو المكلف بتشكيل حكومة الاحتلال القادمة إلى دعوة اليهود للهجرة إلى (إسرائيل)”، كما حدث مؤخرا في فرنسا خلال مشاركة نتنياهو في المسيرة الاحتجاجية على هجمات شارلي إيبدو.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات