عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

العالم السري.. رحلة تأهيل مركزي ضباط الشاباك (الحلقة1)

العالم السري.. رحلة تأهيل مركزي ضباط الشاباك (الحلقة1)

في معلومات تنشر للمرة الأولى، بث موقع و”اللاه” الإخباري العبري، تقريراً يكشف فيه عن “العالم السري” لمركزي عمل الشاباك (وهم الضباط المسؤولون عن مناطق جغرافية معينة) ورحلتهم في تجنيد العملاء، وكذلك عملية تأهيل وإعداد هؤلاء الأفراد في جهاز الشاباك.

وينشر “المركز الفلسطيني للإعلام” الترجمة الخاصة لهذا التقرير من خلال 3 حلقات، تتضمن الأولى الحديث عن أهم المهام الموكلة لمسؤولي الشاباك والمتمثلة في عملية تجنيد العملاء، وكذلك عملية إعداد وتأهيل هؤلاء العناصر. 

وفي حديث لرئيس الشاباك السابق “يعقوف بيري”، وصف عمل مركزي الشاباك بأنهم ميدانيون ويعرفون مناطق عملهم بشكل تفصيلي ودقيق حتى لو لم يكن بذاته متواجدًا بالميدان، لكنه يشرف على تشغيل عملاء كما هو الحال في غزة.

ويشير بيري إلى أن العملاء بمثابة “عيون إسرائيل في غزة والضفة وغور الأردن والحدود المصرية، وفي كل مكان داخل حدود إسرائيل”.

“فن الغازلة”

وبحسب بيري؛ فإن مركزي عمل الشاباك توكل إليهم مهام معقدة، من أهمها ما يسميه (بفن الغازلة)، والتي من خلالها يستطيع كل ضابط الوصول إلى الأشخاص وتجنيدهم للتعامل مع المخابرات الصهيونية، وهذه إحدى المهارات التي يجب أن يتمتع بها مركزي عمل الشاباك.

ويوضح أن هذه المهمة تتمثل في تجنيد عملاء جدد أقل تكلفة من العملاء المتميزين والموجودين فعلا على رأس عملهم، حيث يتم استغلال تصاريح للعلاج الطبي أو بسبب الابتزاز والضغط، فيوجد الكثير من العملاء الذين تم تشغيلهم مع الشاباك وحافظوا على هذه العلاقات حتى اليوم.

فالشاباك، وفقا للتقرير، يعتمد بشكل كبير على مركزي عمل الشاباك الذين تعتبر قراراتهم وتقديراتهم ذات وزن كبير في إحباط أي عمليات مقاومة ضد الاحتلال.

وينشغل مركزي عمل الشاباك طول الوقت في تجنيد العملاء وتشغيلهم، وتكوين الصورة الكاملة التي يتم بناؤها من كم هائل من الجزيئيات، لكنه ليس وحيداً في مهمة جمع المعلومات، فبجانبه يعمل أفراد الوحدة التنفيذية ورجال الاستخبارات (سجنت) الذين يتميزون بخبرة عالية في اقتناص المعلومات الحيوية من المكالمات التلفونية أو الرسائل أو الكاميرات أو محادثات الشات والبريد الإلكتروني.

إعداد مركزي الشاباك

ويتحدث التقرير عن كيفية إعداد طاقم مركزي الشاباك؛ حيث تعد دورة تأهيل مركزي عمل الشاباك بالأكثر قيمة ومكانة، ويتم تنظيمها مرة كل سنة، ويتنافس آلاف الشباب على مقاعدها المحدودة، إلا أن أقلهم من يستطيع تجاوز عملية التأهيل المضنية.

وفي معايير اختيار المنتسبين للدورة، فإن غالبية المرشحين يبلغون من العمر (25-30)، وحاصلون على درجة البكالوريوس، ويتمتعون بالتواضع والذكاء والحساسية العالية والانتماء العالي والقدرة على تحمل الضغط النفسي الهائل في العمل. كما يتطلب التمتع بقدرة عالية على التحليل الدقيق والسريع للمعلومة.

وتبدأ المرحلة الأولى من التأهيل في معهد اللغات التابع لجهاز الشاباك والذي أسس منذ 45 عاماً، ففي هذا المعهد لا يتعلمون فقط اللغة العربية، وإنما أي لغات أخرى يحتمل أن تكون بلدانها تشكل خطرا على الاحتلال.

ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الحاضر ليس كما السابق؛ فقد كان هذا العمل مقتصرا على “الإسرائيليين” مواليد الدول العربية ممن يعرفون اللغة من بيوتهم، لكن الآن من يشغلون مهام مركزي الشاباك لا يعرفون اللغة سابقا، وإنما يتعلمونها على مدار 42 أسبوعاً تؤهلهم لإجراء محادثات مع قطاعات مختلفة من رجل أعمال وانتهاء بمزارع بسيط.

خلال عملية التأهيل يعملون على مراسلة بعضهم البعض عبر الانترنت باللغة العربية، وتعلم وحفظ سور كاملة من القرآن، كما إنهم على دراية جيدة في العادات والتقاليد والثقافة، حيث يفتح أمامهم عالم جديد ويكتشفون جوانب جميلة في الإسلام.

المرحلة الثانية

ومع انتهاء مرحلة المعهد تنظم مراسيم احتفالية بوجود رئيس الشاباك ونائبه وقيادة الشاباك وعائلاتهم، حيث تعدّ هذه الطقوس بمثابة مرحلة جدية في مسيرة تأهيل مركز عمل الشاباك؛ وذلك تمهيداً للمرحلة اللاحقة، والتي تستمر 10 شهور في إطار مدرسة المخابرات التابعة للجهاز. 

مركزي عمل الشاباك يوزعون على مختلف المناطق وكل واحد فيهم يتم إلحاقه بمدرب (مرشد) يساعده على عملية التأهيل على الأرض. 

وكل مركز يتلقى كنية (اسم جديد) يرافقه خلال تواصله مع العملاء الآخرين، بما في ذلك من داخل الشاباك نفسه، حتى إن بعضهم يأخذون هذا الاسم معهم إلى البيت، ويصبح جزءا من حياتهم الخاصة.

في هذه المرحلة يتعلم مشغل العملاء أنه مطلوب منه احترام الدين الإسلامي، وثقافة الآخرين، والمرشد يعلمه كيف يكون إنساناً حساساً ويقظاً للتفاصيل الدقيقة جداً في شخصية الشخص الذي يقوم بتشغيله (العميل).

كما أن عليه أن يدرك أن المرأة التي تلبس الحجاب وتسير مقابله في الشارع ليست بالضرورة امرأة، فمطلوب منه أن يطور بشكل دائم تفكيرا قائما على الشك، لأن كل عمله قائم بالدرجة الأساس على العلاقات الشخصية.

انتظرونا في الحلقة الثانية يوم غدٍ بعنوان:
–  دور مركزي الشاباك في حرب غزة 2014

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات