الإثنين 12/مايو/2025

فوضى منتظمة .. كتاب فلسفي يشق طريقه من غزة

فوضى منتظمة .. كتاب فلسفي يشق طريقه من غزة

لا ينظر للكتابة والقراءة كحالة من الترف أو البرستيج، بل يذهب الكاتب أحمد سلمي أبو رتيمة، في العقد الثالث من عمره، لاعتبارها حياة أخرى يعيشها الكاتب تنبع من قلبٍ تؤلمه قسوة الواقع وتجتاحه الأشواق والأحلام بميلاد غد جميل.

أسلوب الطرح

حديثاً أطلق الشاب أبو رتيمة كتابه الفلسفي الأول والذي حمل اسم “فوضى منتظمة” في دلالة واضحة على ما يحمله من فحوى كبيرة تحتاج إلى التروي في القراءة والفهم والإدراك الواسع لكل ما ينضح به الكتاب من تفاصيل.

يتحدث الكاتب الشاب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن أسلوبه في الطرح في كتابه الجديد قائلا: “لم أكتب بطريقة البحث المتخصص، إنما بطريقة فيض الخاطر، لذلك كان الكتاب تطوراً طبيعياً بعد ثماني سنوات من كتابة المقالات والخواطر”.

ويضيف بقوله: “كلما كبر الألم في القلب أكثر كلما تعززت الحاجة للكتابة؛ فنحن نكتب بمقدار إحساسنا بالألم، وبمقدار رغبتنا في رؤية العدالة تتحقق والأخلاق تنتصر”.

امتداد فكري

ويستشعر الكاتب الذي يقطن في قطاع غزة، أن ما دفعه للتفكير في دخول عالم الكتب هو أن “الكتاب يمثل امتداداً فكرياً للإنسان في الزمان تماماً، كما أن الولد يمثل امتداده البيولوجي” كما يقول، مستحضراً لحظة استقباله لكتابه الأول كمشهد استقباله لمولوده الأول “عبد الله”.

فوضى منتظمة

يؤكد أبو رتيمة، أن انتقاءه لاسم كتابه “فوضى منتظمة” كان لقناعته بأن الإبداع والتجديد يمر عبر تحطيم الأنماط والأصنام الجامدة التي عجزت عن تقديم حلول فاعلة لمشكلاتنا المستعصية”، كما يقول.

داعياً في الوقت ذاته إلى إطلاق حرية الإبداع والفكر، مستدركاً: “فلا خوف من العقل، ولا خوف من الفكر لأنه يصحح ذاته بذاته، وفوضى الأفكار حين يتوفر إطار من الحرية والجرأة في طرحها سينتج عنها في النهاية نظام أكثر فاعليةً”.

حجر في بركة

حاول أبو ارتيمة من خلال كتابه -كما يقول- أن يلقي حجراً في بركة الجمود الفكري، مستشعراً بالرضا أنه قدّم شيئاً للناس، “فالإنسان لن يعيش إلا حياةً واحدةً، فعليه أن يحرص قبل مغادرتها أن يترك فيها أثراً؛ كأن يطرح فكرةً تدعو إلى مزيد من القسط والعدل”.

لتعارفوا !

ويحاول الكاتب الفلسطيني، أن يحقق من خلال كتابه غاية قرآنية في مفهوم جزء من آية كريمة بقول “لتعارفوا”، موجهاً دعوته للقارئ بأنه لا خوف من الانفتاح الفكري ومخالطة الأفكار والثقافات البشرية.

ولفت إلى أن ذلك يمكن أن يزيد منظومتنا الاجتماعية والثقافية عمقاً وثراءً، مضيفاً: “لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة في هذا العالم فلنتواضع قليلاً”.

ومضى يقول: إن “الثقافة ليست حالةً ترفيةً؛ بل هي مسئولية اجتماعية، فأن تكون صاحب معرفة أكثر يعني أن عليك مسئوليةً أخلاقيةً أكثر، لذا فإننا بحاجة إلى الخروج من دائرة الجدالات النظرية إلى دائرة الفاعلية، فهي مقياس تقييم أي فكرة وأي عمل”.

محتويات الكتاب

ويضم كتاب “فوضى منتظمة” بين دفتيه 270 صفحة، ويتوفر في قطاع غزة ومدن رام الله والخليل ونابلس، وأعرب صاحبه الشاب عن طموحه أن يصل كتابه إلى رقعةٍ جغرافية أوسع في المرحلة المقبلة.

ويتجه أبو رتيمة للحديث عن الصعوبات التي واجهت كتابه، مبيناً أنه يأتي في مجتمعات تراجع فيها دور الكتاب إلى حد بعيد، معبراً عن أمله من خلال تجربة البحث عن ناشر في أكثر من دولة عربية، أن منطق التجارة يغلب منطق المعرفة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات