مراكز الإيواء.. معاناة يومية وشبح لا ينتهي

“رضينا بالهم وما رضي بنا” هذا ما قالته الحاجة فاطمة أبو مطلق (60 عاماً) لتعبر عن حال المواطنين القاطنين قسراً في مراكز الإيواء، التي تشرف عليها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” في خان يونس جنوب قطاع غزة، منذ هدم منازلهم من قوات الاحتلال قبل ثمانية أشهر.
وقالت أبو مطلق لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “هدم منزلنا في الحرب بعبسان.. هربنا وأنجانا الله ولجأنا للمدارس.. عشنا أياما صعبة.. سمعنا وعودا كثيرة ولكن لا تغيير على معاناتنا.. واليوم نهدد بالتشرد والنزوح مجدداً”.
الحاجة أبو مطلق، هي واحدة من أصل (421) عائلة تقريباً بعدد أفراد يزيد عن (1600) شخص تتخذ من ثلاث مدارس تابعة للأونروا غرب حي الأمل بخان يونس مأوى لها في ظل عدم وجود مأوى بديل، وعدم تسليمها مع عائلتها أي بدلات إيجار تمكنهم من البحث عن مسكن لائق.
كانت قوات الاحتلال دمرت أكثر من (32) ألف منزل خلال الحرب التي شنتها على غزة في تموز (يوليو) الماضي واستمرت 51 يوماً ما تسبب بتشريد ونزوح مئات الآلاف من المواطنين لا يزال آلاف منهم دون مأوى طبيعي.
وذكرت أبو مطلق أنها وعائلتها تنقلت بين عدة مراكز إيواء حتى استقر بهم المقام في هذه المدرسة، لافتة إلى أن “الأمور تسوء حيث الخدمات سيئة؛ فلا كهرباء، وهناك وجبة واحدة ومع الزحام القائم يريدون جمع النازحين كلهم في مركز واحد بدل ثلاثة حالياً”،
وقالت المسنة التي تعاني من عدة أمراض منها الضغط والسكر: “لا نريد منهم شيئا نريد إعمار منازلنا والعودة لها”.
وفي أحد جوانب المدرسة، جلست المواطنة غادة أبو حجاج (35 عاماً) وقالت: “هذا حالنا.. بعد أن كان لنا بيت وأرض بتنا هنا في هذه المدرسة، حيث كل أسرة تعيش في فصل دراسي بعد أن خف الزحام نسبياً داخل مراكز الإيواء”.
ونفذ المقيمون في مراكز الإيواء إضراباً احتجاجياً على توجه الأونروا لدمجهم في مركز واحد، إلى جانب سوء وتقليص الخدمات المقدمة لهم.
وتساءلت أبو حجاج في حديثها لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “ألا يكفي أننا بعيدون عن بيوتنا؟ ألا يكفي ما واجهناه خلال الفترة الماضية من ازدحام”.
واشتكى المتضررون من سوء الخدمات المقدمة لهم، حيث تقلص عدد الوجبات المقدمة لهم من (3) وجبات إلى واحدة فقط في اليوم، مع اشتراط أن يستلمها صاحبها شخصياً وإلا فقد حقه بها، كما تم قطع التيار الكهربائي عنهم منذ حادثة وفاة طفل في مركز إيواء بشمال قطاع غزة، بحيث أصبح هناك لمبة واحدة في كل طابق، ما يسبب معاناة شديدة لهم، فضلاً عن تقليص خدمات النظافة.
ويؤكد أبو محمد أبو جامع أحد أعضاء اللجنة المطلبية المتحدثة باسم المتضررين في حديثه لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن المواطنين الذين دمرت منازلهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، لهم مطلب أساسي “إعمار بيوتهم والعودة لها”، مضيفاً “لا نريد استمرار البقاء في مراكز الإيواء عمروا منازلنا أو وفروا لنا البديل الملائم ولن نجلس هنا دقيقة واحدة”.
وأشار إلى أن المقيمين في هذه المدارس لم يتسلموا بدل إيجار منازل؛ لذلك ليس من خيار أمامهم إلا البقاء هنا، وهو الأمر الذي يتطلب التعامل معهم باحترام ومراعاة ظروفهم الصعبة بعد تدمير بيوتهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...