الإثنين 12/مايو/2025

أبو خليفة.. جريحٌ يواجه ظلم السلطة وبطش الاحتلال

أبو خليفة.. جريحٌ يواجه ظلم السلطة وبطش الاحتلال

لم تعد أم عصام أبو خليفة من مخيم جنين شمال الضفة الغربية قادرة على إحصاء حالات اعتقال زوجها الجريح جمعة، سواء تلك التي تقوم بها أجهزة السلطة الأمنية أو التي يتعرض لها لدى قوات الاحتلال.

الاعتقال المتكرر للوالد ليس هو مصاب العائلة الوحيد؛ بل في ذات الوقت تمر بأوقات عصيبة بسبب اعتقال الابن البكر ومرض الابنة ماريا.

وتشير أم عصام إلى أن معاناة العائلة متعددة الجوانب؛ فمن جهة، تصارع ماريا (8 سنوات) مرض السرطان، وتصاب العائلة بالإرباك كلما اعتقل جمعة، فهو الذي يدبر متابعات علاج ماريا.

وكان جهاز الأمن الوقائي اعتقل جمعة الأسبوع الماضي، وكانت التهمة الموجهة له حول كيفية تدبره لنفقات علاج ابنته الباهظة، وما هي الجهات التي تساعده في تدبر علاج ابنته، متناسية أن من حق أي أب أن يسعى بكل الطرق ولدى كل المؤسسات لتأمين تكاليف علاج ابنه أو ابنته، في الوقت الذي تتخلى فيه الجهات الرسمية في السلطة عن مسئولياتها في هذا الإطار.

حياة دون استقرار

وتستعرض المحامية سناء، ابنة الجريح أبو خليفة، في حديثها لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” جانبًا من معاناة العائلة، فشقيقها عصام النجل البكر للعائلة يقبع في سجون الاحتلال، علما بأنه المعيل الفعلي للعائلة في غياب والده، فيما الوالد يترنح تحت سياسة الباب الدوار في اعتقال هنا واعتقال هناك.

وتؤكد سناء صعوبة الواقع الذي تمر به العائلة، خاصة وأن الحالة الصحية لوالدها لا تحتمل الاعتقال؛ فقدمه مبتورة منذ معركة مخيم جنين عام 2002 نتيجة الإهمال الطبي من سلطات الاحتلال عقب اعتقاله.

ونوهت إلى أنه يتعرض باستمرار لالتهابات شديدة مكان البتر بين الحين والآخر، والضغط في الدم والالتهابات الحادة في المسالك البولية وكذلك أزمة حادة في التنفس، ويراجع بشكل دوري لدى العديد من الأطباء المختصين ويتلقى العديد من الأدوية.

وتطالب عائلة أبو خليفة بأن يتوقف مسلسل استهداف العائلة والعمل على التخفيف من معاناتها بدل إضافة مزيد من المعاناة عليها، سيما مسلسل الاعتقال السياسي الذي يلاحقه دون تهم ودون مبرر.

إهانة بدلا من التكريم

وتستذكر زوجة أبو خليفة في حديثها لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” معاناته مع الإصابة في معركة مخيم جنين؛ حين لاحقته رصاصة قناص أمام منزله في المخيم، أعقبها اعتقاله في إطار حملات الاعتقال الواسعة التي طالت المئات من أبناء المخيم.

ولا يغيب عن بال أم عصام همجية جنود الاحتلال الذين يتلذذون بتعذيبه وكانوا يقفزون على قدمه الجريحة بعيد اعتقاله، وتعمدوا عدم نقله للمستشفى ثلاثة أيام حتى أصيبت قدمه بالتعفن، ثم نقل لمستشفى العفولة؛ حيث تعمد الأطباء بترها دون أن يكون حاجة لذلك.

وتستغرب العائلة قيام أجهزة السلطة الأمنية باعتقاله بشكل مستمر وعديد مرات، بالرغم من أنه جريح، وفي ذات الوقت أسير محرر معروف ويحترمه الجميع، فقد قضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال منها عام ونصف عقب معركة المخيم، ونحو أربع سنوات بعد ذلك إلى أن كان اعتقاله ;الرابع في (9-12-2013) والذي أعقبه أكثر من اعتقال لدى أجهزة السلطة الأمنية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات