السبت 04/مايو/2024

الأحزاب العربية والكنيست.. سبعة عقود مليئة بالتحولات (إطار)

الأحزاب العربية والكنيست.. سبعة عقود مليئة بالتحولات (إطار)

إنّ قصة الأحزاب العربية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 هي دراما سياسية تمتدّ على مدى سبعة عقود مليئة بالتحوّلات، من شظايا مجتمع هجره الاحتلال الصهيوني في العام 1948، لينمو من جديد ويشكل منظومة أحزاب ذات توجهات وبرامج مختلفة.

في الواقع، كان أعضاء الكنيست العرب الأوائل في تاريخ الاحتلال تحت رعاية المؤسسة الصهيونية، حيث تولّى ثلاثة أعضاء كنيست عرب في الكنيست الأولى عام 1949، وهما سيف الدين الزعبي وأمين جرجورة، من حزب “التكتل الديمقراطي في الناصرة”، وكان عضو الكنيست الثالث توفيق طوبي من الحزب الشيوعي.

يقول الكاتب الصهيوني “يؤاف شاحام”، إن الاحتلال الذي فرض حكماً عسكرياً على السكان العرب حتى عام 1966 – بذل كل ما بوسعه لتحويل القيادة التقليدية المحلية، الوجهاء والمخاتير، إلى عملاء له. 

ويتابع بالقول: “لقد سعت إلى تشجيع دعمهم، سواء بواسطة التصويت المباشر للحزب الحاكم أو بواسطة إقامة أحزاب راعية أخذت أسماء مختلفة: “التكتل الديمقراطي”، “التقدّم والعمل”، “الزراعة والتنمية”، “التعاون الأخوة”، وغيرها.

واستندت الأحزاب العربية إلى التقسيم الطائفي بين المسلمين، المسيحيين، البدو والدروز، حيث كانت تلك الأحزاب تفتقد إلى الأيديولوجية السياسية والاجتماعية المتماسكة، وتركّز على ضمان الفوائد لناخبيها. ولا يعني ذلك أنّه لم يكن لدى فلسطينيي 48 في تلك السنوات سببًا للنضال، حيث إنّ الحكم العسكري الذي فرضه الاحتلال كان في أوج قوّته.

وقف الشيوعيّون ضدّ الاحتلال في تلك الفترة، لكن وبخلاف كبير ممثّلي الحزب الشيوعي في الكنيست اليوم، عضو الكنيست محمد بركة، الذي قال مؤخرا في إحدى المقابلات، إنّه لا يرى مشكلة في قتل الجنود “الإسرائيليين”، فقد عرّف توفيق طوبي عن نفسه، بالإضافة إلى كونه شيوعيّا، بأنّه “وطني إسرائيلي”. 
استمرّ “طوبي” عضوا في الكنيست على مدى 44 سنة متواصلة، وكان آخر أعضاء الكنيست الأولى الذين ظلّوا على قيد الحياة حتى وفاته عام 2011.
 

بذور الوطنية

كانت هناك مجموعة أخرى حملت بذور السياسة الوطنية الفلسطينية وهي مجموعة الأرض، والتي سعت وللمرة الأولى إلى إسماع صوت الفلسطينيين من غير الشيوعيين في ظل سياسة الاحتلال.

ركّزت مطالب السياسيين من فلسطيني 48 على مجالين؛ ضمان المساواة للمواطنين العرب داخل الاحتلال، وضمان استقلال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة.

ومع احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 اختلفت رؤية السياسيين من فلسطينيي 48، فمنذ ذلك الحين، ركّزت مطالبهم على مجالين؛ ضمان المساواة للمواطنين العرب داخل الأراضي المحتلة عام 48، وضمان استقلال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة.

في السبعينيات، ظهرت حركة أبناء البلد، التي عمدت إلى تعزيز الهوية الفلسطينية، وبرزت بشكل خاص في أعقاب أحداث يوم الأرض في 30 آذار عام 1976، تلك هي الأحداث التي صاغت جيل السياسيين العرب في الكنيست الحالية.

صعود الحركة الإسلامية

غيّر صعود الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48 كقوة سياسية رائدة قواعد اللعبة، إذ إنه وبعد قرار الشقّ الجنوبي من الحركة في الترشّح لانتخابات الكنيست للمرة الأولى عام 1996 في إطار القائمة العربية الموحّدة قد ساهم كثيرا في صقل الخطاب الإسلامي كعامل حاسم وقويّ في سياسة الأحزاب العربية داخل الأراضي المحتلة.

بقيت القوى الشيوعية، التي سيطرت على مدى معظم السبعينيات والثمانينيات على الشارع العربي في الداخل المحتل في الخلف.

وبعد نحو سبعة عقود من عهد سيف الدين الزعبي أول عضو كنيست عربي، فإنّ خطاب حنين زعبي النائب الحالي والمرشحة للكنيست المقبل هو الذي يسيطر على أرض الواقع، ومن المرجّح أنّ هذا الخطاب، هو الذي سيميّز الجريَ المشترك للقوميين، الإسلاميين والشيوعيين إلى الكنيست عام 2015.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات