الإثنين 12/مايو/2025

الحليصة .. صدى النكبة يتردد بأحياء حيفا العربية

الحليصة .. صدى النكبة يتردد بأحياء حيفا العربية

يقترن اسم “حي الحليصة” في مدينة حيفا التي تعد إحدى العواصم الاقتصادية في البلاد، بالفقر والبطالة وشيوع أصناف المعاناة.

ويقطن الحيَّ خليطٌ تعداده ثلاثة آلاف من المواطنين العرب الذين لجأوا إليه من أحياء مختلفة كانت تعرضت للتدمير والإبادة خلال نكبة الشعب الفلسطيني، وأغلبهم من سكان حي “الرمال” سابقًا، والذي أحالته بلدية حيفا “الإسرائيلية” إلى منطقة صناعية تحت مسمى “حوف شيمن”.

وينطمس الحي في الواطئ من الوديان والأخاديد ويحيطه العالي من سفوح وقمم الكرمل التي تغطّي العيوب، فلا يكاد يراها إلا باحث عنها، فهناك البيوت الآيلة للسقوط، والعائلات المكلومة التي أجهدها الفقر، وأحاطت بها المعاناة من كل جانب.

يقول عيسى مهجة، الموظف في جمعية “زهرة الكرمل” المعنية بشؤون الزكاة والإغاثة، إن “الحليصة حي مهمل ومحاط بجو من انعدام الأمل”، مشيرًا إلى أن البطالة والفقر المتفشية بين العائلات، تكاد تعصف بأغلبية سكان الحي، وتؤثر سلبًا على الجيل الشاب، وتقتل الطموح والأمل بتحسين هذه الظروف”.

خليط من السكان

وأضاف لـ” فلسطينيو48″: “السكان هم خليط تختلف عاداتهم وتقاليدهم إلا أنهم لا يختلفون في المصير؛ هنا يجتهد الشاب من أجل الوصول إلى الكسب السريع نتيجة البطالة والإهمال الممنهج، وهذا ما نراه يقود شبابنا إلى المخدرات والعوالم المظلمة”.

وحمّل مهجة السلطات الصهيونية المسؤولية ما آلت إليه أوضاع سكان الحليصة؛ “فوعود البلدية الإسرائيلية بتحسين الظروف لا تترجم على أرض الواقع”.

وأقيمت في حيفا منذ النكبة العشرات من الأحياء اليهودية الواسعة، ضمنت السلطات “الإسرائيلية” لها الخدمات الكاملة والمنشآت الضرورية التي تلبي احتياجات سكانها وتضمن لهم حياة الرفاه، وفي المقابل لم تعمل على توسعة الأحياء العربية التي بقي سكانها في أرضهم يرفضون هجرتها، ولم تُنشأ أحياء جديدة لاستيعابهم.

ويسكن أحياء حيفا العربية نحو ثلاثين ألفًا من المواطنين، والتي تشهد اكتظاظًا شديدًا، وشيدت وسطها بنايات “إسرائيلية” عالية زادتها ظلمة وبؤسًا.

وقال المحامي وليد خميس، الذي شغل عضو المجلس البلدي في حيفا: “لم يتم تقديم أية خارطة هيكلية للأحياء العربية منذ العام 1948، وما يتم بناؤه إنما يتم بموجب خارطة الانتداب البريطاني من العام 1936!.. أي أن الأحياء العربية تعيش حتى الوقت الراهن بموجب قوانين الانتداب البريطاني، في مقابل تطوير الخرائط لجميع الأحياء اليهودية”.

بدوره، يرى الشيخ سندباد محمد طه أن “الأوضاع التي يعيشها شباب الحليصة بشكل خاص والعرب في حيفا بشكل عام تتعلق أغلبها بالمسكن الذي لا نرى له حلًّا بالأفق، فالشاب الذي ينوي الزواج على سبيل المثال لا يجد في الغالب بيتا يسكن فيه، فيضطر إلى الاستئجار بكلفة مرتفعة التكاليف أو اللجوء إلى مدن أخرى للعيش، إلى جانب لجوء الكثيرين إلى الاقتراض من البنوك ما يجعلهم رهينة في يد رؤوس الأموال”.

وأضاف: “هناك نحو 1500 عائلة عربية تحت خط الفقر أي ما يعادل 30% من السكان العرب، معظم هذه العائلات هي أحادية الوالدين من مطلقات يعشن وأبناؤهن في بيوت بائسة مستأجرة تصل أجرتها إلى 2000 شيكل أي أن 30% على الأقل من عرب حيفا هم حالة اجتماعية بحاجة إلى مساعدة فورية”.

وقال طه” منذ أربع سنوات وعدتنا البلدية بأن تعمل على ترميم النادي وبناء مركز ثقافي وقاعة رياضية في الحليصة، لكن حتى الآن لم تف بأي من الوعودات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات