الإثنين 12/مايو/2025

منار وعبير..ذاكرة تصارع نسيان ليلة الموت

منار وعبير..ذاكرة تصارع نسيان ليلة الموت

لم تتمالك الفتاة منار الشنباري (15 عاماً) دموعها وهي تستذكر مشهد استشهاد عدد من أفراد أسرتها ورؤيتها مشاهد الموت بعينيها مراتٍ ومرات وكأنها تعيشها حتى هذه اللحظة.

ولا تزال مشاهد أشلاء إخوتها وأمها تلاحقها في نومها ويقظتها وهي تروي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” كيف استطاعت هي وعائلتها أن تنجو بأعجوبة من موتٍ محقق عندها هُجروا من بيتهم قسراً من بيت حانون شمال قطاع غزة لجوءاً إلى مدارس وكالة الغوث، ومنها إلى مدارس جباليا في اعتقادٍ منهم أنها قد تكون أكثر أمناً.

لا أمان!

الفتاة الشنباري رسم الألم والمعاناة خطوط الكبر المبكر على وجهها لكنها كانت تحاول أن تكون أكثر تماسكاً وهي تروي لحظة قصف المدفعية الصهيونية للمدرسة التي يقطنون فيها في مخيم جباليا، الأمر الذي أدى إلى استشهاد والدتها وثلاثة من إخوتها تحولوا إلى أشلاء أمامها، فيما فقدت هي قدميها وجرى استئصال طحالها بعد عددٍ من العمليات المعقدة التي أجرتها في غزة والأردن.

لم يكن للفتاة الشنباري سوى أمنية واحدة بألا يرى أقرانها من الأطفال ما رأته بعينها من موتٍ لأسرتها وذويها مرات ومرات، مناشدة العالم بأن يقف درعاً لحماية الأطفال الذين ليس لهم ذنب.

ليلة القيامة !

“لازلت لم أصدّق أنني لا زلت على قيد الحياة” .. هذا ما عبّرت به الفتاة عبير الهُركلي عن حالها الفظيع ليلة الرعب التي عايشها حي الشجاعية بأكمله في ظل الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، واصفة بالمشهد أنه “ليلة القيامة”.

تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” وعلامات الارتباك تبدو على ملامحها وكأنها تعيش الحدث بتفاصيله: “لا ندري كيف مرّ الليل علينا فقد كان طويلاً جداً وأبي وأمي يدعواننا أنا وإخوتي أن نطلق ألسنتنا بالشهادة استعداداً للموت الذي بات قريباً من رؤوسنا”.

لم تكن عبير كأي فتاة عادية؛ فهي من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تحتاج إلى من يسندها في الظروف الطبيعية، فكيف وإن كانت في ظروف الحرب، تضيف: “هربنا صباحاً من منزل عمي لتعاجلنا قذيفة ارتقى على إثرها العشرات من الشهداء، فيما ألقاني ضغط القذيفة -برحمة الله- بعيداً بإصابة خفيفة أصيبت بها قدمي”.

وتتابع: “مرّت الدقائق كأنها سنوات ولم يسعفنا أحد وحولي عشرات الشهداء من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن، حتى جاء من ينقذنا لأكون الوحيدة على قيد الحياة من بين عشرات الجثث”.

إحصائيات

آمال صيام، مدير مركز شؤون المرأة بغزة، أكّدت أن 293 شهيدة ارتقين خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأن هناك آلاف الجريحات والنازحات، فيما أكدت أنهم رصدوا 150 امرأة أصبحت ذات إعاقة، وأن أكثر من 700 امرأة تحولن إلى أرامل بعد وفاة أزواجهن خلال الحرب.

وأشارت صيام، في حديثها لمراسلنا، أن المرأة الفلسطينية في غزة أصبحت تبحث عن أبسط حقوقها لتعيش حياةً كريمة.

وقالت: “آلاف النساء النازحات يُحرمن في هذه اللحظات من أبسط حقوق الكرامة الإنسانية، من طعام وشراب وملبس وسترة”.

وأوضحت أن كثيرًا من النساء النازحات يمررن بصروف صعبة جداً من الناحية الصحية والاجتماعية والاكتظاظ في مساحة صغيرة.

وبيّنت الناشطة في مجال المرأة، أن عدوان 2014 جاء في أسوأ أوضاع يمر بها الشعب الفلسطيني وخاصةً في قطاع غزة، حيث معدلات الفقر والبطالة وصلت إلى نسب عالية جداً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات