عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

الشهيد المقادمة.. مدرسة فكرية قادت المقاومة لنقلة نوعية

الشهيد المقادمة.. مدرسة فكرية قادت المقاومة لنقلة نوعية

“يا شباب الإسلام، إن الأمر جد لا هزل، وإني لأرى تباشير النصر بإذن الله في وجوهكم المضيئة وقلوبكم الطاهرة” .. بهذه الكلمات لازال يستذكر الشاب محمد الحداد (27 عاماً) المفكر والقائد الكبير إبراهيم المقادمة “رغم مرور 11 عاماً على رحيله، مرت كأنها 12 ساعة من الزمن” يقول الحداد.

ورغم أن ظهوره الإعلامي كان ضئيلاً جداً إلا أنه كان يحظى بمكانة كبيرة في قلوب الكثير من الشباب الذين ارتبطوا بفكره لشدة تواضعه الذي كان ملفتاً لكل من يراه.

كيف لا وهو يوصي الشباب في نهاية كتابة “معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين”، قائلاً لهم: “ولي أمل في شباب الحركة الإسلامية أن يقوموا وينفضوا عن أنفسهم غبار النوم والكسل، ويواصلوا العمل ليل نهار جهادًا في سبيل الله وتضحية بكل ما يملكون من جهد ونفس ومال ووقت، ويخلصوا توجيه هذا الجهد لله سبحانه، ويوطدوا العزم على السير على طريق الإسلام متحدين على طريق الإسلام لتحرير فلسطين وكل الأرض من رجس الطاغوت”.

مفكر الشعب

عدد من المحللين والمراقبين الصهاينة، أجمعوا على أن الدور الكبير للشهيد القائد إبراهيم المقادمة ليس فقط في تأثيره القوي في نفوس حركة حماس والشعب الفلسطيني، بل لكونه أبرز مفكري الشعب الفلسطيني الذين نظروا لخيار المقاومة كخيار وحيد واجب التعامل به مع الاحتلال، ودافع عن هذا الخيار حتى يومه الأخير.

وقد كان المقادمة يؤكد ذلك مراراً في كلماته وخطاباته حيث كان يقول: “واقعنا تعيس إذا ما قيس بقوة أعدائنا وما يدبرونه لنا من مؤامرات، المسلمون جدرهم مسفوحة، وعدوهم متكاتف غشام، غير أن لي في الله أملاً أن يتولى دينه وينصر جنده، ويخذل الباطل وأهله، وبشارات القرآن الكريم وأحاديث رسول الله  تجعل هذا الأمل يقينًا راسخًا أراه رأي العين”.

كان الدكتور المقادمة من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذا بالاحتياطيات الأمنية قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدام أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها، وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عرف عنه أنه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة.

لذا ذهب الوزير الصهيوني “جدعون عيزرا” الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك”، بوصفه بأنه أحد “أخطر الفلسطينيين” على الأمن الصهيوني.

وقد ألف الدكتور عدة كتب ودراسات في الأمن وهو داخل السجن وخارجه منها: معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، و كانت له دراسة حول الوضع السكاني في فلسطين وهي بعنوان “الصراع السكاني في فلسطين” كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني.

وأضاف عيزرا: “المقادمة ليس مجرد قيادي في تنظيم فلسطين تتم تصفيته بل هو مدرسة فكرية كاملة غذت اندفاع الفلسطينيين نحو مواصلة القتال ضد “إسرائيل”، من هنا فإن تصفية المقادمة تمثل توجه أجهزتنا الأمنية لتصعيد الحرب ضد المقاومة الفلسطينية”.

صاروخ المقادمة

ومما يؤكد أن القائد المقادمة ترك أثراً واضحاً في عقل وفكر المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، أنها أنتجت أول صاروخ من صنع محلي وأطلقت عليه اسمه، حيث حظيت البلدات الفلسطينية المحتلة بعشرات الزخات منه خلال العدوانين الأخيرين على القطاع “حجارة السجيل” و”العصف المأكول”.

(M75) هو اسم الصاروخ الذي أنتجته كتائب القسام تخليداً لذكرى القائد الشهيد المقادمة، حيث كان M هو الحرف الأول من مقادمة، فيما كان  75 هو المدى الذي يصل إليه الصاروخ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات