الإثنين 12/مايو/2025

الحدود الفلسطينية المصرية.. استقرار لا استنفار

الحدود الفلسطينية المصرية.. استقرار لا استنفار

بالتوازي مع تصاعد نبرة التهديد والتحريض الإعلامي في وسائل إعلام مصرية لشن هجوم عسكري مصري ضد قطاع غزة، تشهد منطقة الشريط الحدودي ترتيبات أمنية جديدة لقوات الأمن الفلسطينية في ظل أريحية يتعامل بها عناصر الأمن في الجانبين تؤشر إلى حالة الاطمئنان والثقة.
  
فعلى مدار الأيام الماضية شرعت قوات الأمن الوطني الفلسطيني المنتشرة على الشريط الحدودي بين رفح ومصر في إعادة موضعة مواقعها وانتشارها وتنفيذ بعض التحصينات من خلال سواتر ترابية.

إجراءات اعتيادية

وقال ضابط في الأمن الوطني لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن نقوم بإجراءات اعتيادية لتعزيز سيطرتنا الأمنية على المنطقة الحدودية، على قاعدة حرصنا على تأمين المنطقة بشكل جيد”.

وبحسب مشاهدات ميدانية في المنطقة فإن قوات الأمن الوطني عززت انتشارها ونفذت تحصينات جزئية لمواقعها، وأعادت موضعة بعضها بحيث تكون في مناطق أكثر مناسبة وارتفاعًا.

وتأتي هذه الإجراءات على وقع تهديد بعض الإعلاميين المصريين بأن الجيش المصري قد يشن هجومًا عسكريًّا ضد غزة، بعد إعلان محكمة القاهرة للأمور المستعجلة اعتبار حركة “حماس” جماعة “إرهابية”، وهو القرار الذي لقي إدانة فلسطينية وعربية واسعة.

وكان الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حركة “حماس” والناطق الرسمي باسمها، أكد في نهاية مسيرة قبل أيام بخان يونس أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للنظام المصري أن يمس أطفالنا، مشددًا على أن من يعادي شعبنا يخسر.

وقال البردويل: “لن نسمح للنظام المصري أن يمس بأطفالنا وسنقاومه كما قاومنا الاحتلال”، مضيفًا: “من يعتدي على ظفر طفل فلسطيني سنقاومه كما قاومنا الأعداء”.

يذكر أن قوات الأمن المصرية قامت على مدار الشهور الماضية بتحصين وتعزيز مواقعها بشكل لافت في المنطقة الحدودية، فيما نصبت أسلحة رشاشة على أسطح بعض المباني في المنطقة.

تحركات اعتيادية

ولم تغير الترتيبات الأمنية الجديدة، من وقع الأريحية التي يتعامل بها الجنود وقوات الأمن الفلسطينية والمصرية المنتشرة على جانبي الحدود رغم حدوث توترات سابقة.

وسبق أن تعرضت نقاط مراقبة تابعة للأمن الفلسطيني لعمليات إطلاق نار من الجيش المصري، وهو الأمر الذي استهجنته في حينه وزارة الداخلية بغزة وطالبت بالتحقيق فيه.

وقال أحد الضباط لمراسلنا: “نحن نتحرك بكل أريحية وثقة، وكذلك الجنود المصريون في الجانب الآخر من الحدود، فهم يتحركون باطمئنان ما يعكس الثقة المتبادلة أن سلاحنا لا يمكن أن يوجه إلى بعضنا البعض”.

ويمكن من جنوب رفح مشاهدة الجنود المصريين وهم يتحركون بأريحية في الثكنات وخارجها، فيما تتحرك الآليات بين الحين والآخر، فيما تبدو في الخلفية آثار الدمار الذي حل بالمنازل المصرية والمنشآت وهي العملية المستمرة بذريعة القضاء على الأنفاق.

وفي حالات يمكن مشاهدة أحد الجنود المصريين وهو يتابع عبر ناظوره الحركة على الجانب الفلسطيني من الحدود، ومشاهدة آخر يصعد إلى نقطة المراقبة الحدودية دون أن يحمل سلاحه، ودون أن يظهر من تصرفهما وتحركهما المكشوف استشعارهما أي خطر.

وقال أحد جنود الأمن الوطني الفلسطيني لمراسلنا: “الأمن المصري يتحرك بكل أريحية لأنه يعلم أننا لا يمكن أن نصوب سلاحنا إليه، فهم في الوقت الذي لا يستطيعون التحرك فيه في سيناء إلا داخل الدبابات والآليات يتحركون في المنطقة الحدودية بكل أمان؛ لأنهم يثقون بنا، بخلاف ما تروج وسائل الإعلام”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات