الجمعة 17/مايو/2024

أوروبا والدولة الفلسطينية

أوروبا والدولة الفلسطينية

اعترفت حكومة السويد بالدولة الفلسطينية في أكتوبرالماضي لتكون أول حكومة في أوروبا الغربية تعترف بفلسطين تبع ذلك قرارات عدةبرلمانات أوروبية في دول مثل إسبانيا وفرنسا وأيرلندا وبريطانيا قد أقرت في الآونةالأخيرة قوانين غير ملزمة لحكوماتها تدعوها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ورغم أن السويد هي الدولة الثامنة أوروبياً التي تعترفحكومتها بفلسطين، حيث اعترفت 7 دول أوروبية أخرى بدولة فلسطين سابقاً وقبلانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وهي التشيك، المجر، بولندا، بلغاريا، رومانيا،مالطا وقبرص. ولكن السويد تميزت بأنها أول دولة تعترف بفلسطين وهي عضو بالاتحادالأوروبي.

وهذه الخطوات البرلمانية الأوروبية – التي قد تتوسعبانضمام دول أخرى مثل بلجيكا وسلوفانيا والدنمارك – تحمل دلالات رمزية فقط كونهاغير ملزمة لحكوماتها. حيث إن حكومات هذه البلدان وبما فيها أيرلندا وهي الأكثرتأييداً للقضية الفلسطينية لم تتعهد بالاستجابة للبرلمان وهذا ما أكده وزيرالخارجية الأيرلندي الذي قال إن حكومة بلاده تؤيد مبدأ التوصل إلى حل سلمي أساسهوجود دولتين تعيشان جنباً إلى جنب. فيما ربط دعم هذه الخطوة بقرار البرلمانالأوروبي.

وبشكل عام فإن هذا الحراك الأوروبي يحمل مضموناً إيجابياًتجاه الدولة الفلسطينية ويعكس هذا بوضوح الغضب والقلق الإسرائيلي منه والانتقاداتالشديدة له وكذلك الجهود الإسرائيلية المبذولة لإيقاف حركة الاعتراف الأوروبيبفلسطين.

لكن رغم هذا هناك توجسات لدى الفلسطينيين وبعض من فئاتالرأي العام العربي من هذا الحراك الأوروبي. هل هو بالفعل تعبير عن رغبة حقيقيةلدعم عدالة القضية الفلسطينية نتيجة ضغط شعبي أوروبي متنامي ضاق ذرعا بالممارساتالإسرائيلية بحق الفلسطينيين والتي لم يكن آخرها قتل الوزير الفلسطيني زياد أبوعين في تظاهرة سلمية في قرية ترمس عيا بالقرب من رام الله قبل أيام.

هل هو بالفعل انقلاب في العقلية الأوروبية التي لطالماصدقت الرواية الإسرائيلية هل نجح الفلسطينيون المقيمين في أوروبا وغيرهم منالداعمين للقضية الفلسطينية في تحقيق إنجاز تحقيق شعبية جارفة من خلال إقناعالأوروبيين بالرواية الفلسطينية الحقيقية.

ثمة من يؤيد هذا الرأي ويضيف أوروبا ذات البنيةالعلمانية ترفض تحول “إسرائيل” إلى دولة دينية تتناقض مع المفاهيمالغربية. كما أنها ملت من تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية من دون نتائج على الأرض.

لكن من زاوية أخرى فإن هناك من يقول أن أوروبا لا تتحركإلا عندما تكون الدائرة قد دارت أو أوشكت أن تدور على “إسرائيل” كما حصلفي اوسلو ومدريد من قبل. وأن هذه محاولات للتنفيس الداخلي وتحسين الضورة الخارجيةأو لإسناد السلطة التي انعدمت خياراتها. ولو بشيء رمزي. مقابل تفوق المقاومة.

على كل حال فإنه ينتظر قرار البرلمان الأوروبي التي تشيرالتوقعات أنه سيحث الدول الأعضاء على الاعتراف بفلسطين ولكن حتى لو تم هذا فإنهسيصطدم بسؤال النتيجة على الأرض لأنه تم الاعتراف بفلسطين دولة مراقب غير عضو فيالأمم المتحدة من قبل ولم يحدث شيء وحتى لو اعترفت الأمم المتحدة هل يضمن هذا وقفهمجية “إسرائيل” التي تعتدي واعتدت على دول مثل سوريا والسودان ومصر ولميحدث لها شيء. ثم إن بعض الدول الأوروبية وقفت من قبل عائقاً أمام الاعتراف فيالأمم المتحدة مثل ألمانيا وبريطانيا والتشيك.

للأسف عودتنا أوروبا أنها منحازة ل”إسرائيل”وأنها لا تبحث إلا عن مصالحها. وعودتنا السياسة أنها متقلبة بمعنى أن أوروبا قدتصبح يوماً ضد “إسرائيل” لكنها على الأقل الآن لا تبدو كذلك.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

25 ألف مصلٍ يؤدون الجمعة في المسجد الأقصى

25 ألف مصلٍ يؤدون الجمعة في المسجد الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات الآلاف من المواطنين صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك، رغم العراقيل والقيود التي فرضتها...