الأحد 01/سبتمبر/2024

معركة زكيم.. دليل قوة حماس العسكرية في ذكرى انطلاقتها

معركة زكيم.. دليل قوة حماس العسكرية في ذكرى انطلاقتها

بقدر إظهارها بطولة وشجاعة المقاوم القسامي، تعكس اللقطات القصيرة التي بثها الاحتلال لجانب من عملية زكيم البحرية أيضاً، هشاشة الرواية الصهيونية خلال حرب العصف المأكول، وجانباً من صراع أدمغة يدور في الخفاء بين أركان المقاومة والاحتلال الصهيوني. هذا أظهرته مشاهد الفيدية الذي تم تسريبه من طرف الاحتلال، والذي يعكس الرواية الصادقة للمقاومة ويكذب ما تحدث عنه الاحتلال في أعقاب وقوع العملية خلال الحرب على غزة.

هذا التسريب للفيديو حول مجريات المعركة بين مقاتلي نخبة القسام، يمثل دليلا واضحاً لقدرات حركة حماس وجناحها العسكري التي وصلت لها الحركة بعد مرورة 27 عاماً على تأسيسها، ودليل على قدرتها خلال هذه السنوات على تطوير أدائها وقدراتها العسكرية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أنّ “تسريبات الفيديو تظهر بوضوح أن المقاومة الفلسطينية أبدعت في مواجهة الاحتلال، وأن مقاتليها الذين عملوا من نقطة الصفر تصرفوا كمقاتلين متمرسين حتى وهم خلف صفوف العدو”.

المواجهة من نقطة صفر

وكانت وسائل إعلام عبرية نشرت لقطات قصيرة لجانب من عملية زكيم، بدت أقرب إلى فيديو هوليودي، يظهر فيها اثنان من مقاومي القسام وهما يخرجان من البحر، ومن ثم يشتبكان مع قوات الاحتلال، قبل أن يقوم أحدهما بالتوجه نحو دبابة، وإلصاق عبوة ناسفة بها، ومن ثم تفجيرها.

 ورأى القرا في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن تسريب الفيديو من قبل الاحتلال يأتي لشعوره أن المقاومة ستقوم ببث بعض الحقائق والتسجيلات للمواجهات التي وقعت، وهو يكذب وبشكل لا يدع مجالاً للشك، الرواية التي قدمها الاحتلال بأنه تم استهداف المقاتلين عند خروجهم من البحر.

نسف رواية الاحتلال

وكان الاحتلال زعم عقب العملية، أن قواته رصدت خروج المقاومين من البحر، وقامت بتصفيتهم، وبث في حينه بعض الصور والتسجيلات المتلاعب بها، التي تظهر استهداف المقاومين لحظة خروجهم، بخلاف رواية القسام التي تحدثت عن اشتباك مستمر وعملية نوعية، ملمحة إلى تفاصيل لم يحن وقتها.

وقال القرا: “الاحتلال يشعر بالحرج الشديد أمام الجمهور الصهيوني، وقد يترتب عليها تحرك جماهيري صهيوني للتحقيق في الإخفاق الصهيوني خلال الحرب، وبينما نشر معلومات كاذبة، ويظهر من الفيديو أن المقاومة كانت تعرف كيف تصرف المقاومون في المواجهة، وهي درجة عالية من الشجاعة وتدمير الآليات الصهيونية”.

تفاصيل العملية

ووقعت عملية زكيم بعد ساعات من بدء العدوان الصهيوني على غزة يوم الثلاثاء (8-7)، ما شكل أولى مفاجآت القسام، حيث تمكنت وحدة كوماندوز قسامية من اقتحام قاعدة سلاح البحرية “زكيم”، على شواطئ عسقلان عبر البحر، في سابقة هي الأولى بتاريخ المقاومة الفلسطينية، واستشهد خلالها أربعة من مجاهدي القسام.

وقالت كتائب القسام يومها، في بيانها الأولي: “أكد قائد المجموعة من أرض المعركة في محادثة أجريت معه قبل قليل أن المهمة لا زالت مستمرة، وتتم وفق ما هو مخطط لها، مؤكداً وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو”.

خفايا التسريب

وجاء تسريب الاحتلال، بعد أيام من إعلان جهات في حركة حماس عن إعداد فيلم وثائقي، يتضمن مشاهد حقيقية للمعركة البطولية التي خاضها أبطال الكوماندور البحري القسامي، فيما يبدو محاولة لامتصاص الصدمة التي يمكن أن يسببها عرض الفيلم؛ خاصة لجهة نسف الرواية الصهيونية التي قدمت خلال الحرب عن العملية.

وعلم مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” من مصادر مطلعة، أن وقائع المعركة في زكيم حصلت عليها المقاومة بالكامل من وقائع تسجيلات كاميرات الاحتلال؛ بطريقة خاصة؛ في واحدة من معارك صراع الأدمغة التي تدور في الخفاء بين المقاومة والاحتلال، وأنه لم يحن الوقت لكشف كافة التفاصيل في هذه المرحلة.

وقال القرا: “الفيديو يطمئن الشارع الفلسطيني أن رواية المقاومة صادقة، وأن المقاتلين أشداء في الميدان، وفي نفس الوقت يوجه ضربة قاسية لرواية جيش الاحتلال وكافة معلوماته، وبينها المعلومات المرتبطة بالجنود المأسورين في غزة ومصيرهم، وأنّ كافة المعلومات التي بثها الاحتلال هي موقع شك وريبة، وسيزيد الشكوك لدي عائلات الجنود بمصير أبنائهم”.

وأضاف: “الأهم أن المقاومة أصبح لديها ما تفتخر به، وأن التدريب والتأهيل الذي تم في مواقع التدريب، أدى لتحقيق نتائج مهمة ومذهلة في شدة المقاتلين وصلابتهم وإصرارهم على المواجهة، على الرغم من مواجهة مواقع عسكرية محصنة، وكذلك الدبابات التي يفتخر بها الاحتلال”.

تفاعل على التواصل الاجتماعي

وخلال ساعات من بث الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لقي اهتماماً ومتابعة كبيرين من قبل الناشطين والمتابعين، رغم حذفه المتكرر من موقع يوتيوب.

ورأى الناشط الإعلامي أدهم أبو سلمية، أن فيديو عملية زكيم الجديد، ينسف رواية العدو الأولى، أن مجاهدي الكوماندوز البحري قتلوا من اللحظة الأولى، كما زعم سابقاً، ويعكس الروح القتالية الكبيرة واللياقة البدنية العالية للمجاهدين، والاندفاع الشديد في المقاومة والقتال.

وقال، إنّ الفيديو يظهر كيف نجح المجاهدون في تفخيخ آليات العدو من مسافة صفر وتفجيرها، والاشتباك مع العدو من النقطة صفر، معتبراً أنه جزء يسير من عملية كبيرة لا زالت كتائب القسام تُخفي أسرارها وتفاصيلها، وهي التي كانت على اتصال مباشر بالمجاهدين في ميدان العملية.

ويبقى ما تم بثه من فيديو زكيم واحد من خفايا الصندوق الأسود لمعركة العصف المأكول، ودليلاً على أن معركة صراع الأدمغة مستمرة بضراوة، وما خفي كان أعظم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات