الخميس 09/مايو/2024

مخيم نهر البارد… بين الدمار والإعمار والحصار

مخيم نهر البارد… بين الدمار والإعمار والحصار

يقع مخيم نهر البارد شمال لبنان على بعد 16 كلم من مدينة طرابلس، ويعود تاريخ إنشائه إلى أواخر كانون الأول عام 1949، بمساحة تقدر حينها بواحد كلم2.

وكان المخيم يعد الخزان التجاري للمناطق المجاورة، فكان مزدهرا بأسواقه التجارية المتنوعة من الأدوات المنزلية، والكهربائية والصناعية والغذائية وغيرها، ويضم ألاف المتعلمين من أطباء ومهندسين وأيد عاملة ذات كفاءة ومهارة عالية.

في العشرين من أيار/مايو 2007، اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام أدت إلى تدمير المخيم.

في الثاني من تشرين أول من العام نفسه عاد أول قسم من العائلات المهجرة بعد انتهاء المعارك وسيطرة الجيش اللبناني على كامل المخيم، وفي عام 2008، وبدعوة من الحكومة اللبنانية عقد مؤتمر فينا في النمسا بمشاركة عدد من الدول الأوربية والخليجية لتأمين الأموال اللازمة لإعادة إعمار المخيم، والتي بلغت نحو 445 مليون دولار أمريكي، حيث كلفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا مهمة إعادة إعمار المخيم بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والدول الممولة للمشروع.

عملية الإعمار:

بدأ العمل بإعادة إعمار المخيم بشكل فعلي، منتصف العام 2009، بعد أن قسم إلى ثمانية أقسام أطلق على كل قسم اسم “رزمة” وكل رزمة قسمت إلى “بلوكات”، وبدأ الإعمار بهذه البلوكات خطوة خطوة، لكن سير الإعمار كان بطيئًا جدًا، لعدة عوامل تتحمل “أونروا” جزءًا منها وعوامل أخرى خارجة عن سيطرة “أونروا”.

يقول المدير السابق لمشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد الأستاذ محمد عبد العال: “يجب أن يكون سير عملية الإعمار أسرع مما حصل، لكن ظروف المشروع صعبة جداً، فقبل البدء بالإعمار هناك سلسلة من الخطوات يجب أن نتبعها وهي، التشاور مع الأهالي بما يتعلق بحقوقهم ومساحات بيوتهم، ومن ثم تبدأ عملية توزيع البيوت على الخرائط، بعد ذلك وضع تصميمات مبدئية ومناقشتها مع الأهالي، ومن ثم توقيعهم على هذه التصاميم، والحصول على موافقة استشاري الحكومة والتنظيم المدني ومديرية الآثار، ومن ثم طرح المناقصة وبعدها هذا كله البدء بالعمل”.

فضلًا عن هذا كله، هناك مشكلة أخرى تتمثل بعدم إيفاء بعض المقاولين بالتزاماتهم تجاه تسليم المنازل للأهالي، لكن بغض النظر عما ذكر، فالأهالي ينتظرون العودة إلى منازلهم بأسرع وقت ممكن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية وهاجس الأهالي بتوقف المشروع وعملية الإعمار.

بدأ الإعمار في المخيم القديم، وسط هذا التأخير كله، وتم بناء حتى هذه اللحظة حوالى 33% فقط منه، وسلمت هذه المنازل إلى أصحابها، حيث تسلمت 2250 عائلة منازلها في المخيم القديم، من أصل 5415 عائلة، أي 12000 نسمة عادوا إلى المخيم من أصل 36000 ألف نسمة هم سكان المخيم القديم.

الأموال والميزانيات:

445 مليون دولار أمريكي المبلغ الكلي لإعادة إعمار المخيم خصص منها 323 مليون لإعمار المخيم القديم، صرف منها 166 مليون والمبلغ المتبقي لاستكمال إعمار المخيم كله هو 157 مليون دولار لم يتوفّر منه شيء؛ وقد رصد أيضاً مبلغ 122 مليون دولار أمريكي لإعادة إعمار المخيم الجديد لم يصرف منها شيء حتى اليوم.

المبلغ الإجمالي المقرّ للإعمار    445 مليون دولار
مخصص المخيم القديم    الإجمالي    صرف    الباقي
    323 مليون دولار     166 مليون دولار     175 مليون دولار
مخصص المخيم الجديد    122 مليون دولار لم يصرف منها شيء

استمرار حصار المخيم:

سبع سنوات مضت على انتهاء المواجهات العسكرية في نهر البارد، ومازال الأهالي محاصرين داخل مخيمهم المحاط بسياج حديدي يصل طوله المترين، وبحالة عسكرية مشددة عبر حواجز الجيش اللبناني المنتشرة على مداخل المخيم الخمسة.

هذه الإجراءات العسكرية جعلت من المخيم يتيمًا لوحده، وقطعت عنه الزيارات التجارية والعائلية، وجعلت من المخيم سجنًا كبيرًا لا يفضل أحد دخوله، فبعد أن كان المخيم مقصدًا للعديد من الأغنياء والفقراء الذين كانوا يقصدونه لشراء مستلزماتهم المختلفة التي تتميز بالجودة والسعر الرخيص، أصبح تجار المخيم يتأملون بعضهم البعض بانتظار مشترٍ يعطيهم الأمل، فلا زبائن تتسوق ولا حركة تجارية في السجن “المخيم”.

ومع هذا كله، يأمل الأهالي بإعادة فتح المخيم أمام الجميع، وعودة الحياة التجارية الطبيعة للمخيم، والإسراع بالإعمار وعودة الأهالي إليه، حيث يتساءل الأهالي دائمًا حول عملية الإعمار من منطق حسابات رياضية تعلموها في مدارس “الأونروا” إن كان 33% من عملية الإعمار يحتاج لسبع سنوات، فهل نحن بحاجة إلى 14 سنة لإعمار المخيم كاملًا”.

كتب:  وسام محمد – بيروت

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...