الخميس 09/مايو/2024

الفلسطينيون في لبنان الأبعد عن الصراعات المحلية والإقليمية

الفلسطينيون في لبنان الأبعد عن الصراعات المحلية والإقليمية

تأثّر اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في لبنان بالتطورات والأحداث المحلية والإقليمية، والمتغيرات في المنطقة، وأهمها الثورة السورية والانقسام السياسي في لبنان، واستقبال نازحين فلسطينيين وسوريين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، والأحداث الأمنية من تفجيرات واشتباكات متنقلة في لبنان، وما أعقبها من تحريض طائفي ومذهبي.

وكان من الطبيعي أن تؤثر هذه الأحداث والتطورات على اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، بحكم موقعهم ووجودهم الجغرافي، وبحكم علاقاتهم السياسية والاجتماعية، وبحكم التوجه السياسي للفلسطينيين وانقسامهم مثل كل الشعوب العربية إلى “مع” أو “ضد” و”على الحياد”.

ومرّ اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بأوقات صعبة للأسباب الآتية:
1-محاولة أطراف إقليمية ومحلية توظيفه في الصراعات.
2-اشتراك بعض العناصر الفلسطينية في تفجيرات وأحداث أمنية.
3-اشتباكات أو عمليات اغتيال تحدث في بعض المخيمات خاصة مخيم عين الحلوة.
4-اتساع ظاهرة التحريض الطائفي والمذهبي ومحاولة الزج بالعنصر الفلسطيني والتلاعب بهذه العناصر.

تعامل اللاجئون الفلسطينيون وقواهم السياسية مع هذه الأحداث والتطورات بنوع من الهدوء والعقلانية والوعي.

صحيح أن أحداثاً أمنية حصلت هنا وهناك، لكنها كانت أقل من المتوقّع، وأقل من حجم التوتر واتساعه، وخلفياته الإقليمية والدولية.

فقد لاحظ الفلسطينيون أن هناك قوى إقليمية ومحلية تريد زجّهم في صراعات تخدم أهدافاً خارجية، ولا تقدّم أي خدمة للفلسطينيين.

وترافقت هذه المحاولات مع أحاديث سياسية وحملات إعلامية منظمة تتهم فلسطينيين في مخيمات البداوي وبرج البراجنة وعين الحلوة بالتورط مع فريق أو آخر.

لكن هذه المحاولات فشلت، إذ أجمعت القوى السياسية الفلسطينية، والفئات الشعبية على موقف موحّد، أبرز عناصره:

1-التمسّك بالأمن والاستقرار والسلم الأهلي.
2-رفض الانضمام لأي محور.
3-عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية.
4-منع تحويل المخيمات والتجمعات لأماكن تُستخدم ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين.
5-فتح أبواب المخيمات لاستقبال النازحين الفلسطينيين والسوريين، وتقديم ما يستحقونه من خدمات.

وحرصت القوى الفلسطينية على تفعيل لقاءاتها العامة، وتمّ في شهر حزيران/يونيو 2013 تشكل إطار للقوى الوطنية والإسلامية، كما تمّ إطلاق مبادرة فلسطينية في شهر آذار/مارس 2014، شكّلت بموجبها لجنة أمنية في مخيم عين الحلوة، من أكثر من 200 عنصر، وسوف تدرس الفصائل فكرة توسيع انتشارها في مخيمي البداوي وبرج البراجنة.

كما فعّلت الفصائل اتصالاتها مع الجهات الرسمية السياسية والأمنية اللبنانية، من أجل تعزيز التفاهم والتعاون.

ولاقت هذه التطورات ارتياحاً عند أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، وعند غالبية القوى السياسية، لكنها أزعجت بعض الجهات التي تريد تخريب العلاقة واستغلال الفلسطينيين، وتعميق الشرخ الطائفي وتغذية الصراعات.

وجاءت المعركة المشرفة في قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني، وما تبعها من أنشطة سياسية وشعبية فلسطينية في لبنان لتعزّز فكرة حياد الفلسطينيين واتجاههم نحو مشروعهم الوطني، وقضايا التحرير والعودة، والتفافهم حول القدس والمسجد الأقصى.

لقد نجح الفلسطينيون في لبنان إلى اليوم في تحييد أنفسهم عن الصراعات الإقليمية والمحلية، لكن هناك أخطاراً وتوترات كبيرة، تشارك فيها دول، ومحاور، وتتصادم فيها مشاريع، والمنطقة كلها مهدّدة.

لذلك فإن الفلسطينيين في لبنان مطالبون بالوعي والحكمة، والتمسّك بالمصالح العليا، والابتعاد عن المحاور والصراعات.. وأمامهم استحقاقات ومحطات كبيرة وخطرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...