اليوم الـ20 للحرب: 94 شهيداً بينهم وزير الداخلية صيام

استثنائياً جاء اليوم العشرون (15-1-2009) للعدوان، فمن جهة تصاعد العدوان بشكلٍ لافت، ونجح الاحتلال في اغتيال وزير الداخلية سعيد صيام، ومن جهة أخرى أظهرت هذه الجريمة التحام قادة حماس والحكومة مع الجماهير وعدم هربهم بخلاف ما ردد الإعلام الأصفر، كما أظهرت مسيرة التشييع التي شارك فيها عشرات الآلاف رغم القصف والدمار رسالة ذات مغزى لم يغب فهمها عن الاحتلال الغاشم.

وشهد هذا اليوم كثافة نيرانية صهيونية تكاد تكون غير مسبوقة طيلة أيام الحرب، حيث استباحت الطائرات والدبابات كل شيء في القطاع، على وقع توسيع الاجتياح البري دون أن يهز كل ذلك إرادة الفلسطينيين.

استباحة جنونية في الشمال

ففي شمال القطاع قصفت مدفعية الاحتلال منطقة التربية والتعليم، شمالي مدينة الشيخ زايد، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين من سكان المنطقة، أربعة من عائلة واحدة، هم مسنة وثلاثة أطفال أشقاء ووالدتهم، بينهم رضيعة من عائلة الرميلات. 

كما استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني بالقصف المدفعي مجموعة من المواطنين من عائلة الناعوق، في منطقة الجرن، شرقي جباليا، أسفر ذلك عن استشهاد أربعة مدنيين، من بينهم أب واثنان من أنجاله. كما قصفت طائرات الاحتلال بصاروخ ثلاثة من رجال المقاومة كانوا يتواجدون قرب أبراج الكرامة، غربي جباليا ما أدى إلى استشهادهم.

توسيع توغل في بيت حانون

وتقدمت حوالي 40 آلية عسكرية من آليات الاحتلال شرقي بيت حانون، وسط قصف عنيف بالقذائف المدفعية ونيران الأسلحة الرشاشة، وعزلت حيي الفرطة والنزازة شرق بيت حانون، وطالبت قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت، المواطنين في الحيين المذكورين بمغادرة منازلهم فوراً، وقدرت عدد العائلات في الحيين المذكورين بنحو 20 عائلة. 

كما استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني مجموعة من المواطنين الفارين من منازلهم بعد أن تم استهدافها في حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة، وعند وصولهم بجانب المجمع الإسلامي بحي الصبرة تم استهدافهم، ما أدى إلى استشهاد أربعة منهم، من بينهم شقيقان، كما قصفت المدفعية الصهيونية منزل المواطن عادل الجدبة، الواقع في حي التفاح، شمال شرق مدينة غزة، ما أدى إلى  استشهاد طفلتيه وأحد أنجاله ومواطن آخر من نفس العائلة.

قصف مقر إذاعة القرآن

وخلال هذا القصف المتواصل، قصفت طائرة “أباتشي” مقر إذاعة القرآن الكريم، الواقعة في برج فلسطين بحي الرمال وسط مدينة غزة، وتعرض مركز غزة للإعلام، في الطابق السابع من برج الشروق بحي الرمال، وسط مدينة غزة، إلى قصف مدفعي، حيث يضم المركز مكاتب أبو ظبي الفضائية وسكاي نيوز، وفوكس نيوز.

الأونروا تحت الضرب

وكان من الانتهاكات الصارخة أيضاً أن قصفت دبابة صهيونية مقر وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في حي تل الإسلام، بمدينة غزة، حيث أدى القصف إلى إلحاق أضرار بالغة في مباني قاعة الاجتماعات ومخازن الوكالة، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في سيارات تابعة للوكالة، كانت متوقفة داخل ساحة الوكالة، المقر الرئيسي.

واستهدفت الآليات الحربية الصهيونية سيارة من نوع جولف بيضاء اللون تعود لعائلة الحداد، مما أدى إلى احتراقها واستشهاد 4 أفراد منهم طفلة، بالإضافة إلى إصابة آخر. 

ووصلت إلى مستشفى الشفاء بغزة، ثلاثة جثامين لمواطنين من عائلة القرم قتلوا جراء سقوط قذيفة مدفعية أطلقتها قوات الاحتلال على منزلهم في حي الصبرة بغزة.

قصف مسجدي الهداية والصحوة

ومنذ الصباح، ركزت قوات الاحتلال من قصفها لمنطقة تل الإسلام بمدينة غزة، فباشرت دبابات الاحتلال بقصف مسجدي الهداية والصحوة، وطال القصف مدرسة بلقيس الثانوية للبنات ومدرسة راهبات الوردية بقذائف مدفعية، وباشرت قوات الاحتلال بالاعتداء على مباني جمعية الهلال الأحمر والتي تضم مستشفى القدس في ذات الحي. وفي ساعات المساء توالت أعمال القصف والغارات بالطائرات على هذه المنشأة الطبية الحيوية في قطاع غزة، مما أدى إلى اشتعال النيران في مباني الجمعية والمستشفى، خاصة مبنى الإسعاف والطوارئ، ومركز التراث ومركز المؤتمرات وغير ذلك من المباني التابعة للجمعية.

اغتيال القائد صيام
 
 وكان من أبرز الجرائم وحشية، خلال ساعات عصر الخميس، أن أقدمت قوات الاحتلال على اقتراف جريمة جديدة من جرائم الإعدام خارج نطاق القانون “الاغتيال السياسي”، راح ضحيتها النائب في المجلس التشريعي والعضو البارز في قيادة حركة “حماس” ووزير الداخلية سعيد صيام، وأحد أبنائه، وشقيقه وزوجته وابن شقيقه، بالإضافة إلى استشهاد خمسة من عائلة إسليم المجاورة.

كما شهدت العديد من المناطق الجنوبية لقطاع غزة قصفاً مدفعياً من الدبابات الصهيونية المتمركزة داخل الشريط الحدودي شرقي خان يونس، باتجاه الأراضي الزراعية والأحياء السكنية في كافة المناطق الواقعة غرب الشريط المذكور في القرارة، عبسان الكبيرة، عبسان الجديدة وخزاعة.
  
واستمر القصف بصورة متقطعة، حيث ألقت الطائرات الصهيونية بثلاث قنابل دخانية حارقة، يعتقد أنها فسفورية، في محيط كلية العلوم والتكنولوجيا، في خان يونس، ما أدى إلى انتشار دخان خانق في المنطقة واندلاع نيران في مبنى مدمر مجاور للكلية، وفي مدينة رفح قصفت الطائرات الحربية الصهيونية مسجد الأبرار، بجوار السوق المركزي في مخيم الشابورة.

حصيلة الشهداء:

وقد بلغت حصيلة الشهداء في صفوف المواطنين لهذا اليوم 94 مواطناً، من بينهم 65 مدنياً، (18 طفلاً و7 نساء ). وكان من بين الشهداء 7 مواطنين توفوا متأثرين بجراحهم نتيجة إصابات سابقة خلال العدوان على قطاع غزة.

عمليات ومفاجآت 

بعد منتصف الليل وقعت قوة صهيونية خاصة في كمين محكم لكتائب القسام في شارع الزاوية شرق جباليا حيث حاصر المجاهدان إبراهيم أحمد علوان وإبراهيم صابر جنيد، هذه القوة المكونة من أكثر من عشرة جنود، وقام المجاهدان باستدراج القوة وأوقعاها في الكمين، الأمر الذي أوقع إصابات محققة ومباشرة قبل أن يستشهد المجاهدان.  

واستهدف القسام قوة صهيونية خاصة تتحصّن بداخل منزل بمنطقة العطاطرة شمال غرب بيت لاهيا بصاروخ من عيار “107” وقد أكد المجاهدون أن الصاروخ قد أصاب مكان تواجد الجنود الصهاينة بشكل مباشر وحقق إصابات مؤكدة بفضل الله.

وكان  حصاد القسام تفجير (7) عبوات ناسفة، وإطلاق (7) قذائف RBG، و(9) قذائف هاون، وصاروخ من عيار (107) و(12) صاروخاً من طراز “قسام” و(7) صواريخ “غراد”.

بيان خسائر العدو:
 
خاض مجاهدو القسام عدة اشتباكات مسلحة في مناطق مختلفة من القطاع وقد اعترف العدو بإصابة (12) صهيونياً علاوة على اعترافه بإصابة (8) صهاينة في القصف القسامي بصواريخ غراد لمدينة بئر السبع من بينهم إصابتان خطيرتان.

من جهتها، أعلنت سرايا القدس عن تفجير عبوتين بآلية، وتفجير حقل ألغام بدبابة وآلية عسكرية، فيما أعلنت أبو علي مصطفى عن إطلاق قذيفة “صقر” لأول مرة على دبابة وتدميرها بالكامل، ووقوع قتلى وإصابات، وتفجير سيارة مفخخة بدبابات، وقوة خاصة صهيونية، وإيقاع قتلى، وإطلاق سبعة صواريخ، وقذائف هاون على تجمعات للآليات وإعطاب بعضها، وخوض اشتباكات عنيفة، وتفجير عبوات بقوات خاصة والاشتباك معها.

وأعلنت شهداء الأقصى عن قصف مبنى المخابرات بخمس قذائف، وتفجير عبوة ناسفة تحت جرافة، وإطلاق ستة صواريخ وقذيفة أر بي جي على ناقلة جند، فيما أعلنت ألوية الناصر عن تفجير عبوتين جانبيتين بدبابة وجرافة واحتراقها، إطلاق قذيفة أر بي جي على دبابة وإعطابها، وتفجير عبوة رعدية بقوة صهيونية، وإيقاع قتلى وجرحى، والاشتباك مع قوة خاصة، وقنص جنديين.